بازگشت

الحج و موتمر مني


كتاب سليم بن قيس 168 - 171.

لمّا كان قبل موت معاوية بسنة، حجّ الحسين بن علي صلوات الله عليه وعبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر معه، فجمع الحسين (عليه السلام) بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسين (عليه السلام) وأهل بيته. ثمّ أرسل رسلاً لا تدعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) المعروفين بالصلاح والسنك إلاّ اجمعهم لي، فاجتمع إليه بمني أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامّتهم من التابعين، ونحو من مأتي رجل من أصحاب النبيّ (صلي الله عليه وآله) فقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثني عليه ثم قال:

أمّا بعد: فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ماقد رأيتم وعلمتم وشهدتم وإنّي اريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدّقوني وإن كذبت فكذّبوني، وأسألكم بحقّ الله عليكم وحقّ رسوله (صلي الله عليه وآله) وقرابتي من نبيّكم [عليه وآله السلام] لما سيرتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أمصاركم من قبائلكم من امنتم من الناس.

وفي رواية اخري بعد قوله: فكذّبوني: اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلي أمصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس - ووثقتم به فادعوهم إلي ما تعلمون من حقّنا، فإنّي اتخوّف أن يدرس هذا الأمر، ويذهب الحقّ ويغلب (والله متمّ نوره ولو كره الكافرون).

وما ترك شيئاً ممّا أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ تلاه وفسّره، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلي الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وامّه وفي نفسه وأهل بيته إلاّ رواه، وكلّ ذلك يقول أصحابه: اللّهمّ نعم وقد سمعنا وشهدنا ويقول التابعي: اللّهمّ قد حدّثني به من اصدّقه وأئتمنه من الصحابة فقال: انشدكم الله ألاّ حدّثتم به من تثقون به وبدينه.

قال سليم: فكان فيما ناشدهم الحسين (عليه السلام) وذكّرهم أن قال:

انشدكم الله أتعلمون أنّ عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) كان أخا رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟ حين آخا بين أصحابه فآخا بينه وبين نفسه وقال: أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة، قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: انشدكم الله هل تعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) اشتري موضع مسجده ومنازلـه فابتناه ثم ابتني فيه عشرة منازل، تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثمّ سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابه فتكلّم في ذلك من تكلّم فقال: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكنّ الله أمرني بسدّ أبوابكم وفتح بابه.

ثم نهي الناس أن يناموا في المسجد غيره وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله (صلي الله عليه وآله) فولد لرسول الله (صلي الله عليه وآله) وله فيه أولاد؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أفتعلمون أنّ عمر بن الخطّاب حرص علي كوّة قدر عينه يدعها في منزله الي المسجد فأبي عليه، ثم خطب فقال: إنّ الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) نصبه يوم غدير خمّ فنادي له بالولاية وقال: ليبلّغ الشاهد الغائب؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال له في غزوة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسي وأنت وليّ كلّ مؤمن بعدي؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين دعا النصاري من أهل نجران إلي المباهلة لم يأت إلاّ به وبصاحبته وابنيه؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أُنشدكم الله أتعلمون أنّه دفع إليه اللّواء يوم خيبر ثم قال: لأدفعه إلي رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله، كرّار غير فرّار، يفتحها الله علي يديه؟ قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعثه ببراءة وقال: لا يبلّغ عني إلاّ أنا أو رجل منّي؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قضي بينه وبين جعفر وزيد فقال: يا علي أنت مني وأنا منك، وأنت ولي كل مؤمن بعدي؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) لم تنزل به شدة قطّ إلاّ قدّمه لها ثقة به وأنّه لم يدعه باسمه قطّ إلاّ أن يقول: يا أخي وادعوا لي أخي؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّه كانت له من رسول الله (صلي الله عليه وآله) كلّ يوم خلوة وكلّ ليلة دخلة، إذا سأله أعطاه، وإذا سكت ابتدأه؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) فضّله علي جعفر وحمزة حين قال لفاطمة (عليهما السلام): زوّجتك خير أهل بيتي، أقدمهم سلماً وأعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: أنا سيّد ولد بني آدم وأخي عليّ سيّد العرب وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة والحسن والحسين ابناي سيّدا شباب أهل الجنّة؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) أمره بغسله وأخبره أن جبرئيل (عليه السلام) يعينه عليه؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال في آخر خطبة خطبها: انّي تركت فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

فلم يدع شيئاً أنزله الله في عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) خاصّة، وفي أهل بيته من القرآن ولا علي لسان نبيّه (صلي الله عليه وآله) إلاّ ناشدهم فيه فيقول الصحابة: اللّهمّ نعم، قد سمعنا، ويقول التابع: اللّهمّ قد حدّثنيه من أثق به فلان وفلان.

ثمّ ناشدهم أنّهم قد سمعوه يقول: من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً فقد كذب ليس يحبّني ويبغض عليّاً فقال له قائل: يا رسول الله وكيف ذلك؟

قال: لأنّه منّي وأنا منه، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله.

فقالوا: اللّهمّ نعم، قد سمعنا وتفرّقوا علي ذلك.