التعامل مع السائل
مناقب ابن شهر آشوب 4/65 - 66.
قدم أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدلّ علي الحسين (عليه السلام)، فدخل المسجد فوجده مصلّياً فوقف بأزائه وأنشأ:
لــــــم يـــخب الآن مـــن رجـــاك ومن
حـــــــرّك مــــــن دون بـــــابك الحلقة
أنــــــت جــــــواد وأنـــــت معـــــــــتمد
أبــــــوك قـــــد كـــــان قــــاتل الفسقة
لـــــولا الّــــــذي كــــــان مـــن أوائلكم
كــــــانت علــــــينا الجـــــحيم منـطبقة
قال: فسلّم الحسين وقال:
يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء؟
قال: نعم أربعة آلاف دينار.
فقال: هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا، ثم نزع برديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابي وأنشأ:
خــــــذها فــــــإنّي إليـــــك معـــــــتـذر
واعــــــــلم بـــــأنّي عــــليك ذو شفقة
لــــو كــــان في ســـــيرنا الغداة عصا
أمســــــــت ســــــــمانا علـــيك مندفقة
لكــــنّ ريــــب الـــزمــــان ذو غيـــــر
والكــــــفّ مــــــنّي قـــــلــــيلة النــفقة
قال: فأخذها الأعرابي وبكي.
فقال له: لعلّك استقللت ما أعطيناك؟
قال: لا، ولكن كيف يأكل التراب جودك.