بازگشت

الايمان بالقدر


فقه الرضا (عليه السلام) 408: قال العالم (عليه السلام): كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلي الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما يسأله عن القدر، وكتب إليه.

اتّبع ما شرحت لك في القدر ممّا افضي إلينا - أهل البيت - فإنّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر، ومن حمل المعاصي علي الله عزّ وجلّ فقد فجر، وافتري علي الله افتراءاً عظيماً، انّ الله تبارك وتعالي لا يطاع بإكراه، ولا يعصي بغلبة، ولا يهمل العباد في الهلكة، ولكنّه المالك لما ملّكهم، والقادر لما عليه أقدرهم، فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن الله صادّاً عنها مبطّئاً وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يمنّ عليهم فيحول بينهم وبين ما ائتمروا به، فإن فعل وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها قسراً، ولا كلّفهم جبراً، بل بتمكينه إيّاهم بعد إعذاره وإنذاره لهم واحتجاجه عليهم طوّقهم ومكّنهم، وجعل لهم السبيل إلي أخذ ما إليه دعاهم، وترك ما عنه نهاهم، جعلهم مستطيعين لأخذ ما أمرهم به من شيء غير آخذيه، ولترك ما نهاهم عنه من شيء غير تاركيه، والحمد لله الّذي جعل عباده أقوياء، [لما] أمرهم به، ينالون بتلك القوّة، ونهاهم عنه وجعل العذر لمن لم يجعل له السبب، جهداً متقبّلاً.