بازگشت

ادب فعل المعروف


599. نثر الدرّ عن الإمام الحسين عليه السلام: لا تَحتَسِبوا [1] بِمَعروفٍ لَم تُعجِلوهُ، وَاكتَسِبُوا الحَمدَ بِالنُّجحِ [2] ، ولا تَكتَسِبوا بِالمَطلِ [3] ذَمّاً، فَمَهما يَكُن لِأَحَدٍ عِندَ أحَدٍ صَنيعَةٌ [4] لَهُ رَأي أنَّهُ لا يَقومُ بِشُكرِها فَاللَّهُ لَهُ بِمُكافَأَتِهِ؛ فَإِنَّهُ أجزَلُ عَطاءً، وأعظَمُ أجراً. [5] .

600. الأمالي بإسناده عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ عليهما السلام عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: اِستِتمامُ المَعروفِ أفضَلُ مِنِ ابتِدائِهِ. [6] .

601. تحف العقول: قالَ عِندَهُ الحُسَينِ عليه السلام رَجُلٌ: إنَّ المَعروفَ إذا اُسدِيَ إلي غَيرِ أهلِهِ ضاعَ.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: لَيسَ كَذلِكَ، ولكِن تَكونُ الصَّنيعَةُ مِثلَ وابِلِ المَطَرِ؛ تُصيبُ البَرَّ وَالفاجِرَ. [7] .

602. المناقب والمثالب عن الحسين بن عليّ عليه السلام: أجمَلُ المَعروفِ ما حَصَلَ عِندَ الشّاكِرِ، وأضيَعُهُ ما صارَ إلَي الكافِرِ. [8] .

توضيح:

يدلّ حديث تحف العقول في هذا الباب علي أنّ معصية الإنسان وأعماله السيّئة ينبغي ألّا تكون مانعاً من إحسان الآخرينِ إليه، بل ربما يكون ذلك الإحسان محفّزاً له علي التوبة. وأمّا حديث المناقب والمثالب فهو ناظرٌ إلي الإنسان الكفور الذي لا يشكر النعمة؛ حيث إنّ كفرانه سوف يكون سبباً لضياع ذلك الإحسان، ومن ثَمَّ يكون لا طائل من ورائه.


پاورقي

[1] احتَسَبتُ بالشي‏ء: اعتدَدتُ به (المصباح المنير: ص 135 «حسب»).

[2] نَجَحَتِ الحاجَةُ: قُضِيَت، ونجَحَ صاحبُها، والاسم النُّجْح (المصباح المنير: ص 593 «نجح»).

[3] المَطْل: التسويف بالعِدَةِ والدَّين (القاموس المحيط: ج 4 ص 51 «مطل»).

[4] الصَّنيعة: الإحسان (القاموس المحيط: ج 3 ص 52 «صنع»).

[5] نثر الدرّ: ج 1 ص 334، نزهة الناظر: ص 81 ح 6، کشف الغمّة: ج 2 ص 241، بحار الأنوار: ج 78 ص 121 ح 4؛ الفصول المهمّة: ص 176 نحوه.

[6] الأمالي للطوسي: ص 596 ح 1235 عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عن آبائه‏ عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 69 ص 405 ح 109.

[7] تحف العقول: ص 245، بحار الأنوار: ج 78 ص 117 ح 3.

[8] المناقب والمثالب للخوارزمي: ص 106 الرقم 309.