بازگشت

معرفة الناس


568. الطبقات الكبري عن جُعَيد همدان: أتَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ عليه السلام وعَلي صَدرِهِ سَكينَةُ بِنتُ حُسَينٍ عليه السلام فَقالَ: يا اُختَ كَلبٍ [1] ، خُذِي ابنَتَكِ عَنّي. فَساءَلَني فَقالَ: أخبِرني عَن شَبابِ العَرَبِ أو عَنِ العَرَبِ.

قالَ: قُلتُ: أصحابُ جُلاهِقاتٍ [2] ومَجالِسَ.

قالَ: فَأَخبِرني عَنِ المَوالي.

قالَ: قُلتُ: آكِلُ رِباً، أو حَريصٌ عَلَي الدُّنيا.

قالَ: فَقالَ: إنّا للَّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ، وَاللَّهِ إنَّهُما لَلصِّنفانِ اللَّذانِ كُنّا نَتَحَدَّثُ أنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالي يَنتَصِرُ بِهِما لِدينِهِ.

يا جُعَيدَ هَمدانَ، النّاسُ أربَعَةٌ: مِنهُم مَن لَهُ خُلُقٌ ولَيسَ لَهُ خَلاقٌ [3] ، ومِنهُم مَن لَهُ خَلاقٌ ولَيسَ لَهُ خُلُقٌ، ومنِهُم مَن لَهُ خُلُقٌ وخَلاقٌ؛ وذاكَ أفضَلُ النّاسِ، ومِنهُم مَن لَيسَ لَهُ خُلُقٌ ولاخَلاقٌ؛ وذاكَ شَرُّ النّاسِ. [4] .

569. تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام: الإِخوانُ أربَعَةٌ: فَأَخٌ لَكَ ولَهُ، وأخٌ لَكَ، وأخٌ عَلَيكَ، وأخٌ لا لَكَ ولا لَهُ.

فَسُئِلَ عَن مَعني ذلِكَ، فَقالَ عليه السلام:

الأَخُ الَّذي هُوَ لَكَ ولَهُ: فَهُوَ الأَخُ الَّذي يَطلُبُ بِإِخائِهِ بَقاءَ الإِخاءِ، ولا يَطلُبُ بِإِخائِهِ مَوتَ الإِخاءِ، فَهذا لَكَ ولَهُ؛ لِأَ نَّهُ إذا تَمَّ الإِخاءُ طابَت حَياتُهُما جَميعاً، وإذا دَخَلَ الإِخاءُ في حالِ التَّناقُضِ [5] بَطَلَ جَميعاً.

وَالأَخُ الَّذي هُوَ لَكَ: فَهُوَ الأَخُ الَّذي قَد خَرَجَ بِنَفسِهِ عَن حالِ الطَّمَعِ إلي حالِ الرَّغبَةِ، فَلَم يَطمَع فِي الدُّنيا إذا رَغِبَ فِي الإِخاءِ، فَهذا موفِرٌ عَلَيكَ بِكُلِّيَّتِهِ.

وَالأَخُ الَّذي هُوَ عَلَيكَ: فَهُوَ الأَخُ الَّذي يَتَرَبَّصُ بِكَ الدَّاوئِرَ، ويُغشِي السَّرائِرَ، ويَكذِبُ عَلَيكَ بَينَ العَشائِرِ، ويَنظُرُ في وَجهِكَ نَظَرَ الحاسِدِ، فَعَلَيهِ لَعنَةُ الواحِدِ.

وَالأَخُ الَّذي لا لَكَ ولا لَهُ: فَهُوَ الَّذي قَد مَلَأَهُ اللَّهُ حُمقاً فَأَبعَدَهُ سُحقاً، فَتَراهُ يُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَيكَ، ويَطلُبُ شُحّاً ما لَدَيكَ. [6] .


پاورقي

[1] اُخت کلب: هي الرباب بنت امرئ القيس، اُمّ سَکينة (هامش المصدر).

[2] الجُلاهِق: البُندُق الذي يُرمي به، ومنه «قوسُ الجُلاهِق»، وأصله بالفارسيّة «جُلَهْ» وهي کُبّة غزل (تاج العروس: ج 13 ص 63 «جلهق»).

[3] الخَلاقُ: الحظّ والنصيب (النهاية: ج 2 ص 70 «خلق»).

[4] الطبقات الکبري (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج 1 ص 404 ح 378، کتاب العقل وفضله لابن أبي الدنيا: ص 58 ح 78 وفيه ذيله من «يا جعيد»، وفي تاريخ دمشق: ج 13 ص 253 وتهذيب الکمال: ج 6 ص 235 عن الإمام الحسن‏ عليه السلام وفيهما ذيله من «يا جعيد».

[5] في بحار الأنوار: «التناقص»، والظاهر أنّه الصواب.

[6] تحف العقول: ص 247، بحار الأنوار: ج 78 ص 119 ح 13.