حب الامام للصلاة و تلاوة القرآن
346. الملهوف: لَمّا رَأَي الحُسَينُ عليه السلام حِرصَ القَومِ عَلي تَعجيلِ القِتالِ، وقِلَّةَ انتِفاعِهِم بِالوَعظِ وَالمَقالِ، قالَ لِأَخيهِ العَبّاسِ: إنِ استَطَعتَ أن تَصرِفَهُم عَنّا في هذَا اليَومِ فَافعَل، لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا في هذِهِ اللَّيلَةِ، فَإِنَّهُ يَعلَمُ أنّي اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وتِلاوَةَ كِتابِهِ.
قالَ الرّاوي: فَسَأَلَهُمُ العَبّاسُ ذلِكَ، فَتَوَقَّفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ: وَاللَّهِ لَو أنَّهُم مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا ذلِكَ لَأَجَبناهُم، فَكَيفَ وهُم مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله! فَأَجابوهُم إلي ذلِكَ.
قالَ الرّاوي: وجَلَسَ الحُسَينُ عليه السلام، فَرَقَدَ، ثُمَّ استَيقَظَ وقالَ: يا اُختاه إنّي رَأَيتُ السّاعَةَ جَدّي مُحَمَّداً صلي الله عليه وآله، وأبي عَلِيّاً، واُمّي فاطِمَةَ، وأخِي الحَسَنَ، وهُم يَقولونَ: «يا حُسَينُ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ» - وفي بَعضِ الرِّواياتِ: «غَداً» -.
قالَ الرّاوي: فَلَطَمَت زَينَبُ وَجهَها وصاحَت، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام: مَهلاً، لا تُشمِتِي القَومَ بِنا. [1] .
پاورقي
[1] الملهوف: ص 150.