صفة معاوية
242. كنز الفوائد عن الإمام الحسين عليه السلام - حينَ بَلَغَهُ كَلامُ نافِعِ بنِ جُبَيرٍ في مُعاوِيَةَ وقَولُهُ: إنَّهُ كانَ يُسكِتُهُ الحِلمُ، ويُنطِقُهُ العِلمُ -: بَل كانَ يُنطِقُهُ البَطَرُ [1] ، ويُسكِتُهُ الحَصَرُ [2] [3] .
243. شرح الأخبار عن بشر بن غالب: إنّي لَجالِسٌ عِندَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عليه السلام إذ أتاهُ رَجُلٌ، فَقالَ: يا أبا عَبدِ اللَّهِ، سَمِعتُ رَجُلاً يَبكي لِمَوتِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: لا أرقَأَ [4] اللَّهُ دَمعَتَهُ، ولا فَرَّجَ هَمَّهُ، ولا كَشَفَ غَمَّهُ، ولا سَلّي حُزنَهُ، أتَري أنَّهُ يَكونُ بَعدَهُ مَن هُوَ شَرٌّ مِنهُ؟! تَرِبَت [5] يَداهُ وفَمُهُ، أما وَاللَّهِ لَقَد أصبَحَ مِنَ النّادِمينَ. [6] .
244. عيون الأخبار: قالَ مُعاوِيَةُ: لا يَنبَغي أن يَكونَ الهاشِمِيُّ غَيرَ جَوادٍ، ولَا الاُمَوِيُّ غَيرَ حَليمٍ، ولَا الزُّبَيرِيُّ غَيرَ شُجاعٍ، ولَا المَخزومِيُّ غَيرَ تَيّاهٍ.
فَبَلَغَ ذلِكَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ عليه السلام فَقالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، أرادَ أن يَجودَ بَنو هاشِمٍ فَينفَدَ [7] ما بِأَيديهِم، ويَحلُمَ بَنو اُمَيَّةَ فَيَتَحَبَّبوا إلَي النّاسِ، ويَتَشَجَّعَ آلُ الزُّبَيرِ فَيَفنَوا، ويَتيهَ [8] .
بَنو مَخزومٍ فَيُبغِضَهُمُ النّاسُ. [9] .
پاورقي
[1] البَطَرُ: الأَشَرُ؛ وهو شِدَّة المَرَح. وقد بَطِرَ يَبطَر وأبطَرَه المال (الصحاح: ج 2 ص 593 «بطر»).
[2] کنز الفوائد: ج 2 ص 32، نزهة الناظر: ص 91 ح 11، بحار الأنوار: ج 33 ص 219 ح 508 وراجع: أعلام الدين: ص 299 وکشف الغمّة: ج 2 ص 319.
[3] الحَصَرُ: العيّ، والحَصَر أيضاً: ضيق الصدر (الصحاح: ج 2 ص 631 «حصر»).
[4] رَقَأَ الدَّمعُ: إذا سکَنَ وانقطع (النهاية: ج 2 ص 248 «رقأ»).
[5] تَرِبَت يَداک: وهو علي الدعاء، أي لا أصَبتَ خيراً (الصحاح: ج 1 ص 91 «ترب»).
[6] شرح الأخبار: ج 3 ص 103 ح 1036.
[7] نَفَدَ الشيء: فَنِيَ، وأنفَد القومُ: أي ذهبت أموالهم (الصحاح: ج 2 ص 544 «نفد»).
[8] تاهَ: أي تکبّر (الصحاح: ج 6 ص 2229 «تيه»).
[9] عيون الأخبار لابن قتيبة: ج 1 ص 196؛ کشف الغمّة: ج 2 ص 237 وفيه «فبلغ ذلک الحسن بن عليّ عليهما السلام» نحوه.