ما روي عنه في مسالَة الصلح
241. دلائل الإمامة عن محمّد بن يعلي: لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ عليه السلام عَلي ظَهرِ الكوفَةِ [1] وهُوَ راحِلٌ مَعَ الحَسَنِ يُريدُ مُعاوِيَةَ، فَقُلتُ: يا أبا عَبدِ اللَّهِ، أرَضيتَ؟
فَقالَ: شِقشِقَةٌ [2] هَدَرَت [3] ، وفَورَةٌ ثارَت، وعَرَبِيُّ مَنحّي [4] ، وسَمٌّ ذُعافٌ [5] ، وقيعانٌ بِالكوفَةِ وكَربَلاءَ، إنّي وَاللَّهِ لَصاحِبُها، وصاحِبُ ضَحِيَّتِها، وَالعُصفورُ في سَنابِلِها [6] ، إذا تَضَعضَعَ نَواحِي الجَبَلِ بِالعِراقِ، وهَجهَجَ [7] كوفانُ الوَهَلِ [8] ، ومُنِعَ البِرُّ جانِبَهُ، وعُطِّلَ بَيتُ اللَّهِ الحرَامُ، واُزحِفَ الوَقيذُ [9] ، وقُدِحَ الهَبيذُ [10] ، فَيالَها مِن زُمَرٍ أنَا صاحِبُها، إيهِ إيهِ أنّي وكَيفَ! ولَو شِئتُ لَقُلتُ: أينَ أنزِلُ، وأينَ اُقيمُ.
فَقُلنا: يَابنَ رَسولِ اللَّهِ، ما تَقولُ؟
قالَ: مَقامي بَينَ أرضٍ وسَماءٍ، ونُزولي حَيثُ حَلَّتِ الشّيعَةُ الأَصلابَ، وَالأَكبادَ الصَّلابَ، لا يَتَضَعضَعونَ لِلضَّيمِ، ولا يَأنَفونَ مِنَ الآخِرَةِ مُعضِلاً يَحتافُهُم، أهلُ ميراثِ عَلِيٍّ ووَرَثَةُ بَيتِهِ. [11] .
پاورقي
[1] ظَهر الکوفة: ما وراء النهر إلي النجف (مجمع البحرين: ج 2 ص 1146 «ظهر»).
[2] الشِّقْشِقَة: شيء کالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج (الصحاح: ج 4 ص 1503 «شقق»).
[3] الهدير: ترديد صوت البعير في حنجرته (النهاية: ج 5 ص 250 «هدر»).
[4] في مدينة المعاجز: ج 3 ص 453 «وعري منجي».
[5] ذعاف: أي سريع يعجّل القتل (الصحاح: ج 4 ص 1361 «ذعف»).
[6] کناية عن قتل الرجال والفرسان من جيوش الأعداء.
[7] هَجْهَجْتُ: أي صحت به وزجرته ليکفّ (الصحاح: ج 1 ص 349 «هجج»).
[8] الوَهَلُ: الفَزَعُ (النهاية: ج 5 ص 233 «وهل»).
[9] وقَذَهُ: إذا سکّنه ومنعه من انتهاک ما لا يحلّ ولا يجمل (النهاية: ج 5 ص 212 «وقذ»).
[10] الهَبْذُ: العدو والإسراع (القاموسالمحيط: ج 1 ص 360 «هبذ»).
[11] دلائل الإمامة: ص 184 ح 103.