بازگشت

صفة المهدي


217. الغيبة عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن الحسين بن عليّ عليهم السلام: جاءَ رَجُلٌ إلي أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام، فَقالَ لَهُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ نَبِّئنا بِمَهدِيِّكُم هذا. فَقالَ: إذا دَرَجَ [1] الدّارِجونَ، وقَلَّ المُؤمِنونَ، وذَهَبَ المُجلِبونَ، فَهُناكَ هُناكَ.

فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مِمَّنِ الرَّجُلُ؟

فَقالَ: مِن بَني هاشِمٍ، مِن ذِروَةِ [2] طَودِ [3] العَرَبِ، وبَحرِ مَغيضِها [4] إذا وَرَدَت، ومَخفَرِ [5] أهلِها إذا اُتِيَت، ومَعدِنِ صَفوَتِها إذَا اكتَدَرَت، لا يَجبُنُ إذَا المَنايا هَكَعَت [6] ، ولا يَخورُ إذَا المَنونُ اكتَنَعَت [7] ، ولا يَنكُلُ [8] إذَا الكُماةُ [9] اصطَرَعَت، مُشَمِّرٌ مُغلَولِبٌ، ظَفِرٌ [10] ، ضِرغامَةٌ، حَصِدٌ، مُخَدِّشٌ، ذَكَرٌ، سَيفٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ، رَأسٌ، قُثَمُ [11] ، نُشوءُ رَأسِهِ في باذِخِ السُّؤدَدِ [12] ، وعارِزُ [13] مَجدِهِ في أكرَمِ المَحتِدِ [14] ، فَلا يَصرِفَنَّكَ عَن بَيعَتِهِ صارِفٌ عارِضٌ يَنوصُ إلَي الفِتنَةِ كُلَّ مَناصٍ، إن قالَ فَشَرُّ قائِلٍ، وإن سَكَتَ فَذو دَعايِرَ [15] .

ثُمَّ رَجَعَ إلي صِفَةِ المَهدِيّ عليه السلام فَقالَ: أوسَعُكُم كَهفاً، وأكثَرُكُم عِلماً، وأوصَلُكُم رَحِماً، اللَّهُمَّ فَاجعَل بَعثَهُ خُروجاً مِنَ الغُمَّةِ، وَاجمَع بِهِ شَملَ الاُمَّةِ، فَإِن خارَ اللَّهُ لَكَ فَاعزِم ولا تَنثَنِ عَنهُ إن وُفِّقتَ لَهُ، ولا تَجوزَنَّ عَنهُ إن هُديتَ إلَيهِ، هاه - وأومَأَ بِيَدِهِ إلي صَدرِهِ - شَوقاً إلي رُؤيَتِهِ. [16] .


پاورقي

[1] دَرَجَ: أي مات (النهاية: ج 2 ص 111 «درج»).

[2] ذِروةُ کلِّ شي‏ء: أعلاه (النهاية: ج 2 ص 159 «ذرا»).

[3] الطَّود: الجبل، أو عظيمُهُ، المتطاول في السماء (تاج العروس: ج 5 ص 81 «طود»).

[4] المغيض، الموضع‏الذي يدخل فيه الماء فيغيب.

[5] خَفَرت الرجلَ: أجرته وحفظته. وخفرته: إذا کنت له خفيراً؛ أي حامياً وکفيلاً (النهاية: ج 2 ص 52 «خفر»).

[6] هَکَعَ الرجلُ بالقوم: نزل بهم (تاج العروس: ج 11 ص 545 «هکع»).

[7] اکتَنَعَ: دنا (النهاية: ج 4 ص 204 «کنع»).

[8] نَکَلَ عن العدوّ: جبن (الصحاح: ج 5 ص 1835 «نکل»).

[9] الکميّ: الشجاع، والجمع: الکُماة (الصحاح: ج 6 ص 2477 «کمي»).

[10] الظّفر: الفوز، وقد ظفر بعدوّه فهو ظفر (الصحاح: ج 2 ص 730 «ظفر»).

[11] قثم: الجامع الکامل، وقيل: الجموع للخير (النهاية: ج 4 ص 16 «قثم»).

[12] السؤدَدُ: الشرف (لسان العرب: ج 3 ص 228 «سود»).

[13] العَرْزُ: اشتداد الشي‏ء وغلظه (لسان العرب: ج 5 ص 373 «عرز»).

[14] المَحتِدُ: الأصلُ والطَّبعُ (لسان العرب: ج 3 ص 139 «حقد»).

[15] الدَّعارَةُ: الفساد والشرّ (النهاية: ج 2 ص 119 «دعر»).

[16] الغيبة للنعماني: ص 212 ح 1، بحار الأنوار: ج 51 ص 115 ح 14 وفيه «نشق» بدل «نشوء».