بازگشت

الجواب 7


وهو فصل الخطاب في معرفة حق ّ الجواب ؛ والذي ينبغي ان يُقال و هو ما استهدينا إليه بواسطة القرآن الكريم و سنّة الائمة المعصومين :؛و حاصله يتوقّف علي عدّة مقدمات :

الاُولي : قال الله عزّ وجل : (إنّك ميّت وإنّهم ميِّتُون ). وهذه سنّة إلهية لا مفرّ منها.

الثانية : قال الله تعالي : (اللهُ يتوفّي الانفس َ حين َ موتِها). و هذا تام علي طبق التوحيد الافعالي .

الثالثة : قال الله سبحانه وتعالي : (وما كان َ لنفس ان تموت َ إلاّ بإذن لله كتاباً مؤجلاً). وعليه فموت الانفس خاضع للمشيئة الإلهية ، وهذه مشيئة تكوينية كما لا يخفي .

الرابعة : قال الله عزّ وجل ّ: (فإذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة و لا يستقدمون ). وقال تعالي : (ما تسبق من اُمّة اجلها وما يستاخرون ). و هذه سُنّة إلهية اُخري لا يمكن للبشر التصرّف فيها؛ لانها من اللوح المحفوظ والمحتوم .

الخامسة : قال الله تعالي حكاية عن النبي إبراهيم (ع): (يا بُني ّ إنّي اري في المنام انّي اذبحُك َ فانْظُر ماذاتري ، قال يا ابت ِ افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ).

وقتل الولد بالاصل الاوّلي لا يجوز؛ لكن عندما يخضع للامر الإلهي تتحول الحرمة الي الوجوب لوجود المصلحة وارتفاع المفسدة .

وبعد هذا نقول : إذا كان الموت امراً حتمياً، وانه بيد الله عزّ وجل ّ، و انه يعلم متي نموت ، وكيف نموت ، بل هو الذي ياذن تكويناً كما انه ياذن فيما يرضيه تشريعاً، كما في قصة إبراهيم و ابنه : في إيجاد مقدمات القتل بالكفية التي يرضاها الله تعالي ، وهكذا في الجهاد. فلو علم شخص بان ّ الله شاء ان يُقتل بهكذا طريقة ، وانه يرضي له بهذا؛ فعدنما لا يكون إقدامه علي الموت إلقاء الي التهلكة ، بل إلقاء الي مرضاة الله عزّ وجل و استحقاقه للثواب لرضاه بقضاء الله وقدره .

و عليه فامير المؤمنين (ع) علم تكرّماً وتفضّلاً من الله انه يقتل بهذه الطريقة ، و انه تعالي راض ٍ بذلك ، فإقدامه علي الموت عندئذٍ يعدّ فضيلة و امتثالاً للرضا الإلهي لرضاه بذلك ، و هكذا الإمامان الحسن والحسين وسائر الائمة الميامين عليهم افضل صلوات المصلّين .

ولذا عندما عزم الإمام الحسين (ع) علي الخروج من مكة الي العراق جاءه اخوه محمّد بن الحنفية وقال له : فما حداك علي الخروج عاجلاً؟

فقال (ع): «اتاني رسول الله(ص) بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، اُخرج ، فإن ّ الله شاء ان يراك قتيلاً».

فقال محمّد بن الحنفية : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، فما معني حملك هؤلاء النساء معك وانت تخرج علي مثل هذا الحال ؟

فقال (ع) له : «قد قال لي : إن ّ الله قد شاء ان يراهن ّ سبايا».

فعندما نلاحظ كلمة «اخرج ) وكلمة «فإن الله شاء» او «إن الله شاء»نري بان ّ هذا يؤيد ما ذكرناه ، ولا يخفي ان ّ المشيئة هنا بحسب الظاهر اعم من المشيئة التكوينية ، فتشمل الرضا و الإرادة التشريعيين ايضاً، ولذا قال له النبي (ص) علي ما رُوي : «اُخرج فإن ّ الله شاء ان يراك قتيلاً».

فرضاه (ع) بالمشيئة الإلهية هو الذي جعله سيّد الشهداء و معين العرفاء.

هذا ما خطر علي ذهننا القاصر، والله العالم بحقائق الاُمور و الحمدلله رب العالمين ، و انا العبد المفتقر الي الله عزّ وجل .