بازگشت

الجواب 4


وهو للإمام الاكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ره) (ت 1373 ه) في ردّه علي سؤال حول خروج امير المؤمنين (ع) ليلة 19 من شهررمضان المبارك مع علمه بقتل ابن ملجم له ، وهل يَصدق عليه انه إلقاء النفس الي التهلكة ؟

فاجاب (ره): معاذ الله ان يكون ذلك من باب إلقاء النفس الي التهلكة ، بل هو علي الإجمال من باب الجهاد الخاص علي الإمام لا الجهاد العام علي عموم الإسلام . يعني انه من باب المفاداة والتضحية والتسليم لامر اللهسبحانه في بذل النفس لحياة الدين وتمييز الحق ّ من الباطل ؛ ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيي من حي ّ عن بيّنة ، ويميز الله الخبيث من الطيّب ،ومن هذا الباب إقدام الحسين (ع) علي الشهادة مع علمه بانه مقتول لامحالة .

ولاشك انهم سلام الله عليهم كانوا يعلمون بكل ذلك بإخبار النبي (ص) وحياً، ولكن يحتملون فيه ان يتطرق إليه البداء ويكون من لوح المحوو الإثبات ، وان يكون ثابتاً في العلم المخزون المكنون الذي استاثر اللهسبحانه به لنفسه ؛ فلم يظهر عليه ملَكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً، وباب البداء باب واسع لا مجال هنا لشرحه ، وفي هذا كفاية إن شاء الله.

نقول : لا نحتاج في الجواب الي ان نجعل هذا من باب الجهاد علي الإمام ؛ لانه لا دليل علي ذلك ، ثم إنّه قد يرد علي كلامه (ره) الاخير انه مجرّداحتمال المخالفة لا يكون مبرراً لارتكاب الفعل ، وإلاّ لجاز ان يرمي الإنسان بنفسه من شاهق ، مع احتمال ان يكون قد كُتب له في اللوح المحفوظ انه لا يصيبه شي ء، وهو كماتري .