بازگشت

الجواب 1


وهو للشيخ المفيد محمد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ره) (ت 413 ه) في ردّه علي سؤال حول : ان الإمام يعلم ما يكون ؛ فما بال امير المؤمنين (ع) خرج الي المسجد و هو يعلم انه مقتول وقد عرف قاتله وعرف الوقت و الزمان ؟ و ما بال الحسين بن علي (ع) سار الي الكوفة و قد علم انهم يخذلونه و لا ينصرونه ، و انه مقتول في سفرته تيك ؟... الخ

فاجاب (ره)قائلاً: اما الجواب عن قوله : إن الإمام يعلم ما يكون فإجماعنا: ان الامر علي خلاف ما قال ، وما اجمعت البيعة علي هذا القول ،وان إجماعهم ثابت علي ان الإمام يعلم الحكم في كل ّ ما يكون دون ان يكون عالماً باعيان ما يحدث ويكون علي التفصيل و التمييز، و هذا يسقط الاصل الذي بني عليه الاسئلة باجمعها، ولسنا نمنع ان يعلم الإمام اعيان ما يحدث ، و يكون بإعلام الله تعالي له ذلك ، فامّا القول بانه يعلم كل ّ ما يكون فلسنا نطلقه و لا نصوّب قائله لدعواه فيه من غير حجة و لا بيان ،و القول بان اميرالمؤمنين (ع) يعلم قاتله و الوقت الذي كان يقتل فيه ، فقدجاء الخبر متظاهراً انه كان يعلم في الجملة انّه مقتول ، وجاء ايضاً بانّه يعلم قاتله علي التفصيل ، فامّا علمه بوقت قتله فلم يات عليه اثر علي التحصيل ،و لو جاء به اثر لم يلزم فيه ما يظنّه المعترضون ، إذ كان لا يمتنع ان يتعبّده الله تعالي بالصبر علي الشهادة و الاستسلام علي القتل ، فيبلغه بذلك علوّ الدرجات ما لا يبلغه إلاّ به ، بانه يطيعه في ذلك طاعة لو كلّفها سواه لم يردها، ولا يكون امير المؤمنين (ع) بذلك ملقياً بيده الي التهلكة ولا معيناًعلي نفسه معونة يستقبح في العقول .

وامّا علم الحسين (ع) بان اهل الكوفة خادعوه فلسنا نقطع بذلك إذ لاحجة عليه من عقل ولا من سمع ، ولو كان عالماً بذلك ؛ لكان الجواب عنه ما قدّمناه في الجواب عن علم امير المؤمنين (ع) بوقت قتله ، ومعرفة قاتله كما ذكرناه .

نقول : هذا الجواب تام في الجملة و سنزيده توضيحاً اكثر إن شاء الله تعالي .

لكن ما ذكره في اوّل جوابه يحتاج الي مزيد تامّل و إمعان نظر.

وهكذا ما ذكره من عدم القطع بعلم الإمام الحسين (ع) بان اهل الكوفة خادعوه ، حيث من يرجع الي سيرتهم مع ابيه واخيه : يطمئن بذلك ،فما بالك مع مَن عاش الحدثَيْن اعني الإمام الحسين (ع)؟