بازگشت

المقدمه


الحمدلله الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان ، وافضل الصلاة و السلام علي خير الانام محمّد و آله الكرام ، واللعنة السرمدية علي اعدائهم شرّ البريّة .

اما بعد، فالموضوع الذي اخترنا بحثه هو: (علم الإمام الحسين (ع) بشهادته )، ولان ّ المسالة عامّة في سائر الائمة : فحري ّ بنا ان نبحث هذا الموضوع بشكل عام مع التركيز علي شهادة الإمام الحسين (ع) لانّه موضوع المقال ، و علي كل ّ حال فقد طرح قديماً مبحث ّ حول علم الإمام المعصوم بالغيب وعدمه ، وعلي فرض ثبوته و لو علي نحو الموجبة الجزئية فهل تكون كيفية موته او قتله وزمانه ومكانه جزءً من معلوماته ام لا؟ ثم علي فرض الثبوت فهل يُعدُّ الإقدام علي ذلك إلقاءً الي التهلكة ،ام يمكن توجيهه بحيث يعدّ مَكْرُمَة ً كما هو الصحيح ؟

ولايخفي انه قد دلّت روايات كثيرة علي ان ّ الائمة : يعلمون متي يموتون ، و انهم لا يموتون إلاّ باختيار منهم ؛ حتي ان ّ ثقة الإسلام الكليني (ره) (ت 328 ه) عقد باباً حول هذا الموضوع ، واستعرض عدّة روايات منها المعتبر في هذا المجال ، وكذلك الثقة الجليل ابوجعفرمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار (ره) (290 ه) في كتابه بصائر الدرجات الكبري .

وقد اجاب علماؤنا الاعلام قديماً وحديثاً باجوبة مختلفة بحل ّ هذه المعضلة ، و هي إقدامهم : علي الموت مع علمهم به ، ونحن نستعرضهابالنقض او الإبرام و نختمها بجواب مستلهم من القرآن الكريم وسنّة الائمة اللهاميم .

واخيراً نسال الله تعالي ان يوفقنا والساعين معنا لمعرفة الصواب الي إدراك حق ّ الجواب ، و ان يجعلنا من اُولي الالباب محمّد وآله حملة الكتاب .