بازگشت

اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه


وروي البخاري بسنده (عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال: أين لكّع؟ ثلاثا ـ ادع الحسن بن علي، فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب فقال النبي (صلي الله عليه وآله) بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا فالتزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبّه وأحبّ من يحبّه. وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحبّ إليّ من الحسن بن عليّ بعدما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) ما قال).

وفي رواية أخري أخرجها الشيخان (عن أبي هريرة قال: خرج النبي (صلي الله عليه وآله) في طائفة النهار لا يكلمّني ولا أكلمه حتي أتي سوق بني قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة فقال: أثم لكّع؟ أثم لكّع؟ فحبسته شيئا، فظننت أنها تلبسه سخابا أو تغسله فجاء يشتد حتي عانقه وقبّله وقال: اللهم أحببه وأحبب من يحبه).

(صحيح البخاري ج 3 كتاب البيوع باب ما ذكر في الأسواق، و ج 7 كتاب اللباس باب السخاب للصبيان. وصحيح مسلم ج 7 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل الحسن والحسين)

كانت هذه باقة من الأحاديث في مناقب أهل البيت الإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) اقتطفناها من الصحيحين.

وإن قليلا من التدبر والإمعان في هذه الروايات يحكم، بأنّ موضوع الخلافة لم يكن الموضوع الذي يغفله المسلمون أو تطوي السماء عنه كشحا، بإعلانه للرأي العام الإسلامي أو يتجافاه صاحب الرّسالة (صلي الله عليه وآله).

كلا! فالسماء قد أعلنت... والنبي قد بذل ما في وسعه ليعرّف المسلمين علي إمامهم وخليفته من بعده.

وما استعرضناه من فضائلهم (عليهم السلام) لم يكن سوي غيض من فيض، أو قطرة من بحر، من مآثرهم ومناقبهم التي نطقت بها الصحاح والمسانيد، وبقية المجاميع الحديثيّة للأخوة السنة، والتي وردت علي لسان رسول الله (صلي الله عليه وآله).