بازگشت

الي الهيئات عامة


وعلي كافة الهيئات أيضاً بالإضافة إلي ما تقدم من الوصايا أن تعمل علي:

أولاً: وضع برنامج متكامل يؤكد ويعمق من خلاله حب أهل البيت في كل فرد، وهذا الحب يجب أن يكون عن وعي وفهم، فان الحب الساذج من دون وعي، لعله يتصدع في المواقف الحرجة، كما مر في القصة الآنفة الذكر، ان صياغة الحب ونقشه في الصدور يقع أيضاً علي عاتق الهيئات الحسينية بما تقيمه من مجالس، وإحياء المراسيم الإسلامية ودعوة الخطباء وغيرها من الأمور التي تحيي القلوب وتقلل من انشداد الإنسان بالدنيا، بل تدعوه إلي العروج بالروح عالياً مع فكر أهل البيت.

ثانياً: لابد من الاهتمام بالقرآن الكريم وإقامة المحافل المتعددة لقراءة القرآن وتعليمه وحفظه وخاصة للأطفال؛ لأنهم قوة الإسلام في المستقبل، وكذلك الشباب والنساء، فعلي الجميع أن ينهل من هذا المنهل العذب، ليتزين بأحكامه وتعاليمه، فقد ورد عن أمير المؤمنين …: «التعلم في الصغر كالنقش في الحجر» [1] .

وقال رسول الله ‚: «معاشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي...» [2] .

ثالثاً: إقامة مجالس تذكر فيها الأحكام الشرعية المبتلي بها عند الناس وتدريس الأمور العقائدية المهمة التي تجب علي كل أحد معرفتها، من قبيل أصول الإسلام وفروعه، وأصول المذهب وفروعه، وتأريخ المذهب وحياة الأئمة وتصديهم الخالد للطواغيت، والمسائل الفقهية المبتلي بها يومياً.

رابعاً: لتكن مراكز الهيئات ملتقي للأخوة الإسلامية، ومكان للتآخي والتحابب والصدق وذكر الله، والإخلاص في جميع علاقاتنا مع الناس، ومع الأسرة، ومع الأولاد، ومع الأصدقاء وفي الدرجة الأولي علاقتنا مع الله عزوجل ثم علاقتنا مع الأئمة ثم مع الناس.

وفي الختام نسأل الله عزوجل أن يوفقنا للمزيد من معرفة القرآن والعترة الطاهرة انه سميع مجيب.

اللهم صل علي محمد وآل محمد،

اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع،

وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع [3] ، وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.


پاورقي

[1] کنز الفوائد: ج1 ص319 فصل من کلام أمير المؤمنين في ذکر العلم.

[2] الصراط المستقيم: ج2 ص68 فصل في کون علي بن أبي طالب خير البرية بعد النبي.

[3] مصباح الکفعمي: ص299 من دعاء النبي.