بازگشت

قلة طلاب العلوم الدينية


وفي الحقيقة إن عدد طلاب العلوم الدينية قليل جداً، قياساً إلي تعداد الشيعة وحاجة الإسلام اليوم إلي أكبر قدر ممكن من الدعوة إليه، ففي قم المقدسة يوجد حوالي عشرون ألف طالب، وفي مشهد حوالي سبعة آلاف، في حين أن الوهابيين صار عدد طلاب مدارسهم في مكة لوحدها أضعاف ذلك ولذا تري أن الوهابيين يملكون منافذ كثيرة في العالم لترويج أفكارهم ففي السعودية لديهم مراكز كثيرة لاستقبال الطلبة، فهناك مركز في مكة وآخر في المدينة، وفي الرياض وفي بعض المدن الأخري مضافاً إلي مدارسهم وحوزاتهم في العديد من الدول الإسلامية، ومن الطبيعي حينما يكون عدد الطلبة والمبلغين عند الوهابية أكثر منا، فانهم سيسبقوننا في نشر أفكارهم، ويصبح لهم النفوذ الأعظم حيث قال تعالي: [كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ] [1] .

ألم تكن مكة المكرمة في السابق مدينة من مدن المسلمين يزورها كل من يرغب إليها وكذلك المدينة المنورة فكان يزورها كل مسلم وبكامل حريته لزيارة مرقد رسول الله ‚ وأهل بيته الأطهار، فكان المرء يسافر إلي مكة كما يسافر الإنسان اليوم من أصفهان إلي شيراز، أما ما نراه اليوم من كثرة القيود لمن يريد السفر لزيارة بيت الله وزيارة قبر رسول الله ‚ فهو من جور وتآمر الوهابيين علي الإسلام، فهم الذين وضعوا هذه العراقيل أمام ذهاب المسلمين إلي مكة والمدينة.


پاورقي

[1] سورة الإسراء: 20.