بازگشت

الشيعة و قبور الائمة


قال الإمام الرضا …: «إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة» [1] .

ان لقبور أهل البيت ومراقدهم الشريفة فائدة دنيوية كبيرة للشيعة ولجميع الناس، كما لها فائدة أخروية وهي نيل الشفاعة لمن زارهم واعتقد بولايتهم، وقد مرت الشيعة بظروف سياسية مختلفة نتيجة تجمعها حول قبور أئمتها، وصعوبات عديدة فرضها الحاكمون وغيرهم من الدخلاء الأجانب ومع كل ذلك صمدوا واستقاموا في سبيل الله، وكانت الهيئات الحسينية تتحمل مسؤوليات عديدة علي عاتقها لتنظيم وإحياء المراسيم والشعائر في كافة المناسبات كالوفيات والمواليد المباركة وعيد الغدير الأغر، ومنها الهيئات المباركة التي نراها هذه الأيام والتي تحمل تاريخاً مشرقاً لخدمة أهل البيت سواء في العراق أو في غيره، والبعض من هذه الهيئات المباركة يتحمل السفر ومشاق الطريق لأجل تهيئة موكب وإقامة عزاء، كمن يسافر من كربلاء إلي الكاظمية حيث مرقد الإمامين الجوادين پ ومن يسافر إلي النجف الأشرف في أيام شهادة أمير المؤمنين الإمام علي … وأيام عيد الغدير، ومن يأتي إلي كربلاء المقدسة أيام عاشوراء وزيارة الأربعين وليالي الجمعة، وكذلك من يتحمل عناء السفر من مشهد الإمام الرضا … إلي قم المقدسة حيث قبر فاطمة المعصومة، وغيرها من المدن التي تضم مراقد أهل البيت ومواليهم.

فمن جملة الفوائد التي ترتبت علي انتشار قبور الأئمة في مشارق الأرض ومغاربها هي زيادة الروابط الودية والتآخي والتعارف بين أبناء الشيعة، وذلك عند تلاقيهم في المناسبات والزيارات الخاصة أو العامة لهذه القبور، وهذا الحشد كان ولا يزال يمثل ثقلاً سياسياً وعقائدياً في المجتمع العالمي، وهناك فوائد اجتماعية واقتصادية وغيرها لهذه المسألة، فضلاً عن أن وجود قبور الأئمة في هذه البلدان رحمة لأهلها وسبب نيلهم الأجر والثواب لخدمة الناس والزوار.


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا: ج2 ص261 باب في ذکر ثواب زيارة الإمام الرضا ج24.