بازگشت

نظرة و النبي


و في جريدة الاهرام تاريخ 23 / 6 / 1972 كتب وزير الثقافة السابق الاستاذ فتحي رضوان مقالا مطولا عن حي السيدة زينب بنت اميرالمؤمنين عليه السلام، جاء فيه.

مسجد السيدة زينب تشد اليه الرحال، و كأنه الكعبة، اكثر مما تشد الرحال حتي الي المسجد الحسيني، فالالوف الذين يقصدون هذا المسجد من فقراء الريف و الحضر، من النساء و الرجال، من المرضي و اصحاب الحاجات، من المغلوبين علي امرهم و الذين سدت في وجوههم الابواب، و تحطمت الامال، كانوا قد اطلقوا علي صاحبة الضريح اسماء تدخل الي قلوبهم العزاء، و تبعث فيهم الرجاء، فقد كانوا يهتفون «يا أم العواجز و يا ام هاشم».

و لكم رأيت رجالا و نساء، في مقتبل العمر، و في خريف الحياة، قد وضعوا ايديهم علي شباك ضريح السيدة، و رائحة البخور تملأ المسجد كله


ثم راحوا يهمسون في اذن ام العواجز، و قد ثمثلت لهم بشرا سويا، يسمع و يتنفس، و يمد راحتيه و يضع بينهما ايدي الزائرين و القاصدين، و لكم سمعت هذا الهمس الخفيض، و انا صبي اكاد اميز الاشياء، فأشعر ان هذا ليس سوي لقاء هيام و غرام، يصل فيه الوجد الي اقصاه و ترق المناجاة تهطل فيه الدموع، و تصعد فيه الاهات، و تتوالي خلاله القبلات، و اسمع: يا ام العواجز يا ام هاشم يا طاهرة.. يا أخت الامام.. يا بنت الامام.. نظرة و النبي..