حق الجماعة يغلب حق النفس
عن جريدة الاخبار المصرية تاريخ 1968 - 2 - 16.
ذهب النبي صلي الله عليه و سلم ذات يوم الي بيت ابنته فاطمة ليزورها و عند باب البيت و عندما اوشك ان يدخل تراجع و عدل عن زيارتها. و تضطرب فاطمة و تسرع الي زوجها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه تطلب اليه ان يلحق بالرسول ليسأله عن سبب عدوله عن زيارتها.
و يسير علي الي الرسول يسأله فيجيبه عليه السلام: اني رأيت علي بابها سترا موشيا!!
و يعود علي الي زوجته ليخبرها الخبر فتقول: ليأمرني فيه بما يشاء و أمر النبي عليه السلام - بما معناه - ان تعطيه الي اهل يحتاجون اليه.
و يريد النبي زيارتها مرة اخري، ولكنه يعود دون ان يدخل بيتها، و تبعث اليه بمن يسأله عن السبب فيقول عليه السلام: اني وجدت في يديها سوارين من ذهب!!
و لما بلغها ذلك ارسلتهما اليه فباعهما - عليه السلام - بدرهمين و نصف درهم و تصدق بهذا المبلغ علي الفقراء.
و يعلق الكاتب الراحل مصطفي صادق الرافعي علي ذلك فيقول:
يا بنت النبي العظيم:
و انت ايضا لا يرضي لك ابوك حلية بدرهمين و نصف درهم و في المسلمين فقراء لا يملكون مثلها؟
اي رجل شعبي علي الارض كمحمد عليه السلام فيه للامة كلها غريزة الاب، و فيه - علي كل احواله - اليقين الذي لا يتحول، و فيه الطبيعة
التامة التي يكون بها الحقيقي هو الحقيقي.
يا بنت النب العظيم:
ان زينة بدرهمين و نصف درهم لا نكون زينة - في رأي الحق - اذا أمكن أن تكون صدقة بدرهمين و نصف درهم!!
ان فيها حينئذ معني غير معناها:
فيها حق النفس غالبا علي حق الجماعة.. و فيها الايمان بالمنفعة حاكما علي الايمان بالخير.. و فيها ما ليس بضروري قد جاء علي ما هو الضروري.. و فيها خطأ من الكمال ان صح في حساب الحلال و الحرام، لم يصح في حساب الثواب و الرحمة.