بازگشت

الشعب المصري و آل بيت


جريدة الاخبار المصرية 1973 - 5 - 25.

لماذا نحتفل بمولد الحسين. و تزخر القاهرة العامرة بالوافدين الي مسجده لا حياء ذكراه في هذه الايام عن كل عام..؟

ان الاحتفال بمولده، او بمولد جده عليه السلام او بمولد ولي من أولياء الله الصالحين لم يرد به امر في كتاب او سنة، ولكن طبيعة هذا الشعب الطيب المؤمن المتدين تهتز اعجابا ببطولة الابطال، و حبا لاهل


البيت، و تعبر عن اعجابها بحبها لهذه الاحتفالات التي تقيمها في كل مناسبة طيبة.

و قد كان الحسين رضي الله عنه مثلا فريدا في شجاعة القلب، و شرف الكلمة و اباء الضمير، و كانت مكانته في قلب رسول الله صلي الله عليه و سلم مكانة الابن من قلب ابيه. ثم هو ابن فاطمة بنته، و علي ابن عمه، و هو من الذين ضمهم النبي صلي الله عليه و سلم تحت كسائه و قال: اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا..

و لا شك ان مكانة اهل بيته في قلوب المؤمنين بالمثابة التي يشف عنها قول الله: «النبي أولي بالمؤمنين من انفسهم و أزواجه امهاتهم». و قول النبي صلي الله عليه و سلم: و الذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتي أكون أحب اليه من نفسه و ماله و ولده و الناس اجمعين..

و قد قال تعالي: «و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بأيمان ألحقنا بهم ذريتهم». و قد كان الحسين - و هو من ذريته شبيها به في ملامحه و صفاته و سماته، و كان موقفه من الذين احدقوا به و اطبقوا عليه، شبيها بموقف جده عليه السلام و هو يواجه الذين تحزبوا ضده و تألبوا عليه بقوله لعمه: و الله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري علي ان اترك هذا الامر حتي يظهره الله او اهلك فيه ما تركته..

و قد بذل في سبيل كلمة الحق و الشرف دمه الزكي، و بقي اسمه خالدا ماجدا في سجل المجد و الخلود.. رضي الله عنه. و أرضاه.

عبدالرحيم فودة