بازگشت

لحظات في نور أم هاشم


هي ابنة الامام علي كرم الله وجهه، ابنة السيدة فاطمة بنت الرسول صلي الله عليه و سلم، و شقيقة السبطين النيرين الحسن و الحسين سيدي شباب اهل الجنة، رضي الله عنهم اجمعين.

كانت رضي الله عنها من خيرة نساء بيت النبوة، اتخذت طوال حياتها تقوي الله بضاعة لها، و لسانها لا يفتر عن ذكر الله، عرفت بكريمة الدارسين، و حسبت عند اهل العزم بام العزائم، و عند اهل الجود و الكرم بام هاشم، و هي صاحبة الشوري طوال حياتها.

ولدت رضي الله عنها سنة خمس من الهجرة النبوية، فسر لمولدها اهل بيت النبوة، و نشأت نشأة حسنة كاملة فاضلة، تربت علي مائدة الطهر و الشريف و الاباء و عزة النفس، محوطة بكتاب الله الكريم و سنة جدها العظيم، و كانت رضوان الله عليها علي جانب عظيم من الحلم و العلم و مكارم الاخلاق، ذات فصاحة و بلاغة، تفيض من يدها عيون الجود و الكرم، تزوجت رضي الله عنها بابن عمها الامام عبدالله بن جعفر الطيار، و اعقبت منه محمدا و عليا و عباسا و ام كلثوم، و عرف عنها انها كانت رضوان الله عليها خير ام صالحة في رعاية زوجها و اولادها، كما عرفت عنها الشجاعة النادرة و الجرأة العظيمة التي ظهرت بعد موقعة كربلاء و موقفها من اليزيد.


فلقد خاطرت السيدة زينب بحياتها لما ذهب اخوها الامام الشهيد أبي عبدالله الحسين الي العراق، و صاحبته الي تلك البلاد و اشتغلت بتضميد الجرحي و السهر عليهم و اعانة اهل من قتل من جيش اخيها، و جاهدت في سبيل الله حق الجهاد الي ان استشهد الحسين و كثير من اهل بيته، فحزنت، لكنها صبرت صبر ايوب، و اخذت بتخاطب الظالمين و القتلة الكافرين باعنف و اغلظ الاقوال قائلة: ماذا تقولون اذا قال النبي لكم و طالبكم بدم اخي الحسين؟ و ماذا يكون الجواب اذا سألكم جدي رسول الله عن رحمة و ضياع حق آل بيت النبوة علي يد اليزيد قبحه الله.

و كانت رضي الله عنها عنيفة في قولها لابن زياد مما جعل بعض الكافرين من اصحاب ابن زياد و الموالين لليزيد ان يهجم علي خبائها و يقتل الامام علي زين العابدين ابن اخيها الحسن و الذي ابقي به الله نسل النبوة الي يومنا هذا و حتي قيام الساعة، فصرخت في وجهه صرخة شديدة قائلة: و الله لا يقتل حتي اقتل قبله.. فالقي الله في قلب ذلك الغادر الرعب، و سقط السيف من يده و لم يتعرض لهما بسوء و رجع خاسرا.

بعد ذلك رحلت و من معها من السادة الاطهار الي الشام، و لما مثلت في مجلس اليزيد و ظهر عليه الحقد و ما ابداه من الشماتة و ما تفوه به من الفاظ، قالت له السيدة زينب: صدق الله يا يزيد «ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزئون...» اظننت اننا غلبنا و سقنا كالاساري هوانا من الله لنا، و انت جذل فرح حين رأيت الدنيا مستوثقة لك، فالله اكبر و املك «و لا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين».

ثم رحلت بعد ذلك الي المدينة، ثم الي القاهرة، الي ان توفيت سنة 62 و دفنت في مسجدها المعروف.

حسين البتنوني