بازگشت

الحسين


و هذا هو الحسين و تلك كلماته الباقية علي مر الزمن:

لا تكلف ما لا تطيق. و لا تتعرض لما لا تدرك. و لا تعد بما لا تقدر عليه. و لا تنفق الا بقدر ما تستفيد. و لا تطلب من الجزاء الا بقدر ما صنعت، و لا تفرح الا بما نلت من طاعة الله تعالي. و لا تتناول الا ما رأيت نفسك اهلا له.

أقدم علي الموت مقدما نفسه و أولاده و اطفاله و اهل بيته للقتل، و كان يردد: «لست أخاف الموت. موت في عز خير من حياة في ذل».

و ارتكب احد عماله جناية توجب التأديب، فأمر بتأديبه، فقال العامل:

- قال الله تعالي «و الكاظمين الغيظ».

قال الحسين: خلوا عنه كظمت غيظي.

قال العامل (و العافين عن الناس).

قال الحسين: (عفوت عنك).

قال: (و الله يحب المحسنين) فأعتقه و اعطاه.

وقفته في كربلاء و حربه معروفة عندما قاتل جيوش الامويين.. قتل امامه ولده و اهل بيته و اصحابه، ولكنه استمر يقاتل، و مثله في هذه المواقف يسلم و يستسلم، ولكنه وقف أمام ثلاثين الف كالجراد المنتشر، ينهزمون بسيفه و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله.


و في كربلاء.. في يوم عاشوراء.. استشهد كل كبير و صغير من أبناء علي.. و استشهد الحسين، و حمل قاتله الرأس الي زوجته - زوجة القاتل، قائلا:

- جئتك بغني الدهر.. هذا رأس الحسين معك في الدار.

فقالت الزوجة:

- ويحك. جاء الناس بالذهب و الفضة.. و جئت برأس ابن بنت رسول الله. و الله لا يجمع رأسي و رأسك بيت.

و لق كانت حركة الحسين عملية استشهاد... كلف الايام ضد طباعها.

عز عليه - علي الحسين - النصر العاجل.. و ابتغي النصر الآجل بعد موته.. ليحيي بذلك قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة.. و قد رفض الحسين الا ان يصحب اهله ليشهدوا الناس علي ما يقترفه اعداؤه بما لا يبرره دين و لا وازع من انسانية، فلا تضيع قضية مع دمه المراق في الصحراء.

و اذا كان الحسين قد هزم في معركة حربية او خسر قضية سياسية، فلم يعرف التاريخ هزيمة كان لها من الاثر لصالح المهزومين كما كان لدم الحسين، فقد قامت - بعد وفاته - الثورات لتدك عرش بني امية.