بازگشت

اصغر البنات


هذه هي السيدة فاطمة الزهراء أصغر بنات الرسول و احبهن اليه. أمها السيدة خديجة التي جاءها النبي من غار حراء بعد نزول الوحي خائفا مترددا غريب النظرات.. فاذا بها ترد اليه السكينة و الامن و تسبغ عليه ود الحبيبة و اخلاص الزوجة و حنان الامهات.

تعلمت من أمها اعظم الدروس فكانت - فاطمة - تضمد جراح أبيها - النبي - في غزوة أحد.. و تقوم وحدها بعمل البيت لا يعينها أحد، عاشت علي الكفاف لا تكذب و لا تشكو، و كانت تردد دائما قول أبيها: «طوبي لمن هدي للاسلام و كان عيشه كفافا قنع به». تركت الاعتراض و السخط. و أعرضت عن طيبات الدنيا، و استوي عندها الفقر و الغني، و الراحة و العناء، و الصحة و المرض، و الفناء و البقاء، و الموت و الحياة.

صنع لها النبي زيا جديدا لليلة عرسها و زفافها.. و كان لها زي قديم، فاذا بسائلة في الباب تطلب زيا قديما فقدمت لها القديم، ثم تذكرت قول الله تعالي «لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون» فدفعت اليها بالجديد.

روت عن النبي كثيرا من الاحاديث، و سمعته و هو يقول «ان في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عزوجل فيها خيرا الا اعطاه».


ولكن فيها ملامح النساء جميعا..

بلغ العتاب يوما بين فاطمة و زوجها علي ما يبلغه من خصومة بين الزوجين، عندما علمت أن عليا يزمع الزواج علي مألوف عادة قومه في الجمع بين زوجتين و اكثر.. و يفعل ما أباح له الاسلام من تعدد الزوجات.. قصدت اباها النبي تروي القصة قائلة: يزعمون انك لا تغضب لبناتك.

فيرد النبي قائلا علي الملأ.. و من فوق المنبر:

- فاطمة بضعة مني يريبني مارابها و يؤذيني ا آذاها. و اني اتخوف ان تفتن في دينها.

و يعدل علي عن هذا الزواج الجديد. و تموت فاطمة في سن الثامنة و العشرين.. و قبل أن تموت توصي زوجها بالزواج من بنت اختها، و ان تدفن ليلا.

و لما علم المسلمون بوفاتها وجدوا أربعين قبرا بناها علي حتي لا يعرف قبرها احد و هي التي لم يترك النبي غيرها من الاولاد.

و لقد تركت وصايا كثيرة.. تركتها لابنها الحسن دعاء يردده «الحمدلله الذي لا ينسي من ذكره. و لا يخيب من دعاه. و لا يقطع رجاء من رجاه».