عبدالله بن جعفر
كان لجعفر الطيار ثلاثة ذكور: عبدالله، و به يكني، و محمد، و عون، ولدوا كلهم في ارض الحبشة، و امهم اسماء بنت عميس، و محمد بن ابي بكر اخوهم لأمهم.
و صحب عبدالله النبي، و حفظ الحديث عنه، و لازم عمه اميرالمؤمنين و الحسنين، و اخذ عنهم العلم.
و كان اغني بني هاشم و ايسرهم، و كانت له ضياع كثيرة، و متاجر واسعة.
و كان اسخي رجل في الاسلام، و له حكايات في الجود كثيرة و عجيبة، منها ان احد الخلفاء ارسل له ثلاثة ملايين درهما، ففرقها جميعا علي الفقراء، و زاد عليها من ماله. و له مواقف مع معاوية عرفه فيها مكانه و حقيقته، نقلنا بعضها في كتاب «الشيعة و الحاكمون».
و عن الشعبي ان عبدالله دخل علي معاوية، و عنده يزيد، فجعل يزيد يعرض بعبدالله في كلامه، و ينسبه الي الاسراف، فقال عبدالله ليزيد: اني لأرفع نفسي عن جوابك، ولو قالها صاحب السرير لاجبته، فقال معاوية: كأنك تظن انك اشرف منه؟
قال عبدالله: اي و الله، و منك و من ابيك، وجدك.
فقال معاوية: ما كنت احسب ان احدا في عصر حرب بن امية اشرف منه.
فقال عبدالله: بل و الله. ان اشرف منه من اكفأ عليه اناءه، و اجاره بردائه.
قال: صدقت، يا اباجعفر. [1] .
پاورقي
[1] زينب الکبري لجعفر نقدي ص 89 طبع النجف.