بازگشت

اهل بيت النبي


رحمتُ الله وبركاته عليكم أهل البيت [1] فروع النبوة والرسالة، وينابيع السماحة والبسالة، صوفة آل أبي طالب، وسراة بني لؤي [2] بن غالب، الذين حياهم الروح الأمين، وحلاّهم الكتاب المبين، لولا هم ما عبد الرحمن، ولا عهد الإيمان، وعقد الأمان [3] .

عن أنس بن مالك قال: سُئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) أي أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: (صلي الله عليه وآله وسلم)الحسن والحسين(عليهم السلام)، وكان يقول لفاطمة: (عليه السلام)ادعي ابني فيشمّهما ويضمّهما إليه(عليه السلام) [4] .

عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في حَجَّته يوم عرفة وهو علي ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: (عليه السلام)يا أيّها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي(عليهم السلام) [5] .

عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يمرّ بباب فاطمة (رضي الله عنها) ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: (صلي الله عليه وآله وسلم)الصلاة يا أهل البيت إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً(عليهم السلام) [6] .

قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)اللهمّ إنّك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي إبراهيم وآل إبراهيم، اللهمّ إنّهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم - يعني عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً(عليه السلام) [7] .

قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إنّ لكلّ نبيّ أب عصبة ينتمون إليها، إلاّ ولد فاطمة فأنا وليُّهم، وأنا عصبتُهم، وهم عترتي، خُلِقوا من طينتي، ويل للمكذّبين بفضلهم، من أحبَّهم أَحبهُ الله، ومن أبغضَهُم أبغضَهُ الله(عليه السلام) [8] .

عن أبي بَرْزَة قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)لا تزول قدما عبدٍ حتي يُسأل عن أربعة، عن جسده فيما أبلاهُ، وعُمُرِهِ فيما أَفْنَاه، وماله من أين اكتسبَهُ وفيما أنفقه، وعن حُبِّ أهل البيت(عليهم السلام) فقيل: يا رسول الله فما علامة حُبِّكُمْ؟ فضرب بيده علي منكب علي (رضي الله عنه) [9] .

وأنشد الشيخ أبو بكر بن فضل الله الحلي الواعظ في المعني لبعضهم:



ياحبّذا دوحة في الخلد ثابتة

ما في الجنان لها شبه من الشجر



المصطفي أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح عليٌّ سيّد البشر



والهاشميان سبطاها لها ثمر

والشيعة الورق الملتفّ بالثمر



هذا حديث رسول الله جاء به

أهل الرواية في العالي من الخبر



إنّي بحبّهم أرجو النجاة غداً

والفوز مع زمرة من أحسن الزمر [10] .



عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بإذنيَّ وإلاّ فصّمتا وهو يقول: (عليه السلام)أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، والمحبّون أهل البيت ورقها من الجنّة حقّاً حقّاً(عليه السلام) [11] .

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إن الله تعالي اصطفي العرب من جميع الناس، واصطفي قريشاً من العرب، واصطفي بني هاشم من قريش، واصطفاني من قريش، واختارني في نفر من أهل بيتي عليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين(عليه السلام) [12] .

عن أُمّ سَلَمة قالت: خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إلي صرحة هذا المسجد فقال: (عليه السلام)ألا لا يحلّ هذا المسجد لجُنُب ولا حائضٍ إلاّ لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وعليّ وفاطمة والحَسَن والحُسَيْن، ألاَ قد بيّنت لكم الأسماء أن تضلّوا(عليه السلام) [13] .

عن ابن مسعود قال: بينما نحن جلوس عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) إذ دخل عليه فتية من قريش، فتغيرّ لونه، ورئي في وجهه كآبة، فقلنا: يا رسول الله، لا نزال نري في وجهك شيئاً نكرهه، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إنّا أهل بيت اختار الله تعالي لنا الآخرة علي الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريداً وتشريداً(عليه السلام) [14] .

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إنّما مثلُ أهلِ بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من رَكبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك(عليه السلام) [15] فإذا كان ركوب سفينة نوح نجاة من الغرق فسفينة الحسين (عليه السلام) نجاة من النار؛ لأنهّ (عليه السلام) من أهل بيت النبي (صلي الله عليه وآله وسلم).

قالت عائشة خرج النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) غداة وعليه مِرْط مُرَحَّلٌ من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً [16] .

عن ابن عباس قال: خرج النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) قبل موته بأيام يسيرة إلي سفر له، ثم رجع وهو متغير اللون مـحمرّ الوجه، فخطب خطبة بليغة موجزة، وعيناه تهملان دموعاً قال فيها: (عليه السلام)أيها الناس، إني خلّفت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي ولن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض، ألا وإني انتظرهما، ألا وإني لا أسألكم في ذلك إلاّ ما أمرني ربي أن أسألكم به المودّة في القربي، فانظروا لا تلقوني علي الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم، ألا وإنه سترد عليّ في القيامة ثلاث رايات من هذه الأُمة، راية سوداء مظلمة، فتقف عليّ، فأقول من أنتم؟ فينسون ذكري، ويقولون أهل التوحيد من العرب، فأقول: أنا أحمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أُمتك يا أحمد، فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيّعناه ومزّقناه، وأما عترتك فحرصنا علي أن ننبذهم عن جديد الأرض، فأُولي وجهي عنهم، فيصدرون ظماء عطاشي مسودّة وجوههم، ثم ترد عليَّ راية أُخري أشدّ سواداً من الأُولي، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون كالقول الأول، بأنهم من أهل التوحيد، فإذا ذكرت لهم اسمي عرفوني وقالوا: نحن أُمتك، فأقول لهم: كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر؟ فيقولون أما الأكبر فخالفناه، وأما الأصغر فخذلناه ومزّقناهم كل ممزق. فأقول لهم: إليكم عنّي، فيصدرون ظماء عطاشي مسودّة وجوههم، ثم ترد عليّ راية أُخري تلمع نوراً، فأقول لهم من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوي، نحن أُمّة مـحمد، ونحن بقيّة أهل الحق الذين حملنا كتاب ربنا فحللنا حلاله وحرمنا حرامه، وأجبنا ذرية مـحمد فنصرناهم بما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيكم مـحمد، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثم اُسقيهم من حوضي فيصدرون رواء. ألا وإنّ جبرئيل قد أخبرني بأنّ أُمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء، ألا فلعنة الله علي قاتله وخاذله آخر الدهر(عليه السلام) [17] .

عن زيد بن أرقم قال: جاء النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) إلي بيت فاطمة، فأخذ بعضادتي الباب وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال: (عليه السلام)أنا حربٌ لمن حاربتم، وسلمٌ لمن سالمتم(عليه السلام) [18] .


پاورقي

[1] سورة هود: الآية 73.

[2] من أجداد النبي 2.

[3] دُرر السّمط في خبر السّبط: ص 61.

[4] سنن الترمذي: ج 5 ص 657 ح 3772؛ ذخائر العقبي: ص 214؛ کنز العمال: ج 12 ص 116 ح 34265.

[5] سنن الترمذي: ج 5 ص 662 ح 3786.

[6] المستدرک علي الصحيحين: ج 3 ص 158؛ شواهد التنزيل: ج 2 ص 11 ح 637.

[7] کنز العمال: ج 12 ص 101 ح 34186.

[8] کنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34161، وص 114 ح34253؛ مقتل الحسين: ج 1 ص 89.

[9] المعجم الأوسط: ج 3 ص 104 ح 2212.

[10] کفاية الطالب: ص 383.

[11] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 168 ح 3506؛ انظر: کفاية الطالب: ص 383؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2582.

[12] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 172 ح 3513.

[13] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 166 ح 3502؛ کنز العمال: ج 12 ص 101 ح 34183.

[14] الفصول المهمة: ص 171.

[15] کنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34169؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص 104.

[16] صحيح مسلم: ج 5 ص 37 ح 2424 باب فضائل أهل بيت النبي؛ سنن الترمذي: ج 5 ص 663 ح 3787؛ سنن الکبري: ج5. مرط: کساء. المرحل: هو الموشي المنقوش عليه صور ورحال الإبل؛ ينابيع المودة: ص 197.

[17] مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 1 ص 164.

[18] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 99؛ انظر سنن الترمذي: ج 5 ص 699 ح 3870؛ ينابيع المودة: ص 193؛ سير أعلام النبلاء: ج 14 ص 386 رقم: 269؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص157 ح 3481؛ تاريخ بغداد: ج 7 ص 137؛ بقية الطلب: ج 6 ص 2576، وفيه: أنا حرب لمن حاربکم، سلم لمن سالمکم.