بازگشت

في حريم قبر مولانا ابي عبدالله الحسين


أنه قد اختلفت الاخبار في حريم قبر مولانا و مولي الكونين أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) فقد روي في «كامل الزيارة» بسند عن رجل من أهل الكوفة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): «حريم قبر الحسين فرسخ في فرسخ في فرسخ» [1] .

و ذكر في البحار: أن تكرير الفراسخ أربع مرات يدل علي أن الحريم فرسخ من كل جانب فيكون «في» بمعني مع [2] .

و روي في «الفقيه» عن اسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السلام) قال: «حريم الحسين (عليه السلام) خمسة فراسخ من أربع جوانب القبر» [3] .

و روي الشيخ في التهذيب بسنده عن محمد بن اسمعيل البصري عمن رواه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «حريم قبر الحسين (عليه السلام) فرسخ في فرسخ من أربع جوانب القبر [4] .


و روي بسنده عن منصور بن العباس يرفعه الي أبي عبدالله (عليه السلام): «قال حريم القبر خمسة فراسخ من أربع جوانبه» [5] .

و روي بسنده عن اسحق بن عمار قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: ان لموضع قبر الحسين (عليه السلام) حرمة معروفة من عرفها و استجار بها اجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك. قال: امسح من موضع قبره اليوم خمسة و عشرين ذراعا من ناحية رجليه و خمسة و عشرين ذراعا من ناحية رأسه و موضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة و منه معراج يعرج فيه بأعمال زواره الي السماء فليس ملك في السماء و لا في الارض الا و هم يسئلون الله في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل و فوج يعرج [6] .

و روي عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة [7] .


أقول: ان تحديد موضع القبر و القبر في الروايتين الاخيرتين محمول علي خلاف الظاهر و هو الحريم، لوضوح عدم اتساع القبر للحدين المذكورين في الروايتين، كيف؟! و القبر له معني لغوي لا يساعده الحدان المذكوران و لم يتجدد في قبر سيد الشهداء سلام الله عليه معني جديد بلا شبهة.

و قد روي الشيخ في «المصباح» الروايات المذكور و جمع في كل من «التهذيب» و «المصباح» بين تلك الروايات بالحمل علي مراتب الفضل بان منتهي درجات الفضل، خمسة فراسخ، و الاشرف، من خمسة فراسخ الفرسخ و من الفرسخ خمس و عشرون ذراعا و الاشرف من الخمس و عشرين ذراعا عشرون ذراعا.

و زاد في المصباح، رواية عبدالله بن سنان عن الصادق (عليه السلام) قال: موضع قبر الحسين (عليه السلام) ترعة من ترع الجنة» [8] و زاد في «المجمع»: ان الاشرف من عشرين ذراعا هو الجدث نفسه [9] .

أقول: ان الجمع المذكور لا يشهد به العرف و لم يدل عليه دليل من


الخارج فلا اعتبار به.

ثم انه عبر في بعض الاخبار القصر و الاتمام، بحرم الحسين (عليه السلام)، و عبر في بعضها، بحائر الحسين، و في بعضها سئل عن حكم الحائر و أجاب المعصوم و الظاهر اتحاد الحرم و الحريم كما هو المتصرح من «الذخيرة» لكن في أخبار التربة، لم يعبر بالحرم و لا بالحريم و ربما توهم التعبير بالحريم في أخبار التربة، بل في أخبار القصر و الاتمام [10] .

اذا عرفت، ما تقدم، فنقول: أنه روي الشيخ في المصباح: ان رجلا سأل الصادق (عليه السلام) فقال: «اني سمعتك تقول: ان تربة الحسين (عليه السلام) من الادوية المفردة و أنها لا تمر بداء الا هضمته، قال: قد كان ذلك، أو قد قلت ذلك، فما بالك؟ قال: اني تناولتها فما انتفعت بها. قال: ان لها دعاء فمن تناولها و لم يدع به [11] لم يكد ينتفع به فقال له: ما يقول اذا تناولها؟

قال: تقبلها قبل كل شي ء و تضعها علي عينيك و لا تناول اكثر من حمصة فان من تناول منها اكثر من ذلك فكأنما اكل لحومنا أو دمائنا و اذا تناولتها فقل:

اللهم اني اسئلك بحق الملك الذي قبضها و أسالك بحق النبي الذي خزنها و أسألك بحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعله شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء، فاذا قلت ذلك فاشددها في شي ء و اقرأ عليها (انا انزلناه في ليلة القدر) فان الدعا الذي يقدم لأخذها، هو الاستئذان عليها و قرائة «القدر»


ختمها [12] .

أقول: أنه قد تكرر ذكر التناول في السؤال و الجواب، «ست مرات» الا أنه لا شك أن التناول في قول السائل: اني تناولتها بمعني: «الاكل»، فالظاهر ان التناول في الجواب في قوله: فمن تناولها، بمعني: «الاكل» أيضا قضية ظهور تطابق الجواب و السؤال.

و يمكن أن يكون «التناول» بمعني الاخذ، الا انه يبعد سؤال السائل، ثانيا عن الدعاء المذكور باشتراط التناول به، لعدم اطلاعه علي كون الغرض من التناول في الجواب، هو الأخذ، لظهور التناول في الجواب، بمقتضي ظهور مطابقة الجواب للسؤال، لفرض كون السوال عن التناول لمعني الاكل في الاكل، و لا شك أن التناول في السوال الثاني، بمعني الاكل أيضا قضيته كونه سؤالا عن الدعاء المذكور بالاشتراط في التناول المذكور في الجواب المقصود به الاكل فرضا.

و لا يخفي عليك أن السؤال الثاني، كان عن الدعاء المذكور بالاشتراط في الجواب عن السؤال الاول لكن الجواب انما يكون بالفعل، اللهم الا أن يكون، ذكر الفعل تمهيدا لذكر دعاء الاكل في قوله (عليه السلام) و اذا تناولتها فقل: لكن، يظهر بعيدا هذا، ان التناول فيه بمعني الاخذ، و الظاهر أن «التناول» قوله (عليه السلام)، و لا تناول منها أكثر من «حمصة» بمعني الاكل أيضا قضية السوق.

مضافا الي شهادة التشبيه في قوله (عليه السلام) فكأنما أكل من لحومنا أو دمائنا، بكون المقصود، بالتناول المشار اليه هو الاكل، فالتناول


في قوله (عليه السلام): فان من تناول منها بمعني: «الاكل» ايضا، لفضية السوق و شهادة التشبيه أيضا لكن مقتضي ما رواه الكفعمي كما يأتي كون المنهي عنه هو الزيادة علي الحمصة في الاخذ و أما التناول في قوله (عليه السلام): «واذا تناولتها فقل: لابد ان يكون بمعني، الخذ بملاحظة قوله (عليه السلام): و اذا قلت ذلك، فاشددها في شي ء، اذ لا مجال للشد المتعقب للدعاء المتعقب للتناول، لو كان التناول بمعني الاكل، لوضوح، انه لا معني لشد المأكول، مضافا الي قوله (عليه السلام): فان الدعاء الذي يقدم لأخذها»، اذ الدعاء المتقدم كان للتناول فأخذ الاخذ هنا يشهد بكون التناول المشار اليه بمعني الاخذ.

و روي عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض اصحابه عن أحدهما عليهماالسلام قال: «ان الله تعالي خلق آدم من الطين فحرم الطين علي ولده قال: قلت: ما تقول في طين قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: يحرم علي الناس أكل لحومنا و لكن اليسير منه مثل الحمصة [13] .



پاورقي

[1] کامل الزيارات ص 282 - بحار 114:101 کتاب المزار باب الحائر و فضله ح 35.

[2] بحار 114:101.

[3] الفقيه 182:1 بالرقم 19720 - وسائل الشيعة 401:10 باب 67 في حد حرم الحسين (عليه‏السلام) ح 8.

[4] تهذيب 25:2 - کامل الزيارات ص 271 - وسائل 400:10 باب حد حرم الحسين (عليه‏السلام) ح 2 بحارالانوار 111:101 ح 25 و فيه: «حرمة قبر الحسين».

[5] تهذيب 25:2 - کامل الزيارات ص 272 - وسائل 399:10 باب 67 من أبواب المزار باب حد حرم الحسين (عليه‏السلام) ح 1 بحار 111:101 ح 27 و فيه: «حريم قبر الحسين (عليه‏السلام) خمس فراسخ من أربع جوانب القبر».

[6] تهذيب 25:2 - کامل الزيارات ص 272 - وسائل 400:10 باب 67 ح 4 - بحار 110:101 باب الحائر و فضله ح 19 و فيه: ان الموضع قبر الحسين بن علي عليهماالسلام حرمة معلومة... من ناحية رجليه و خمسة و عشرين ذراعا من خلفه و خمسة و عشرين ذراعا مما يلي وجهه و خمسه و عشرين ذراعا من ناحية راسه... فليس ملک و لا نبي في السموات... يسئلون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه‏السلام).

[7] تهذيب 25:2 - کامل الزيارات ص 272 - وسائل 401:10 باب 67 ح 6 -بحار 106:101 باب الحائر و فضله ح 1 و فيه: «عبدالله بن سنان قال سمعت أباعبدالله (عليه‏السلام) يقول: قبر الحسين بن علي (عليه‏السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مکسرا روضة من رياض الجنه منه معراج الي السماء فليس ملک مقرب و لا نبي مرسل الا و هو يسأل الله أن يزوره و فوج يهبط و فوج يصعد.

[8] بحار 111:101 باب الحائر و فضله ح 23 عن اسحاق بن عمار عن کامل الزيارات و في ص 112 بالرقم 31 عن المصباح و التهذيب عن ابن‏سنان.

[9] بحار 112:101 باب الحائر و فضله ح 31 عن المصباح و التهذيب - جدث: القبر و يجمع علي أجداث» النهاية لابن الاثير 243:1.

[10] بحار 83:101 باب فضل الصلوة عنده صلوات الله عليه ح 12 و 13.

[11] و في نسخة من المصباح و استعملها قبل (لم يکد ينتفع).

[12] المصباح المتهجد ص 678 - 677 باب خواص طين قبر الحسين (عليه‏السلام).

[13] تهذيب 26:2 بالرقم 1975 - کامل الزيارات ص 285 - و فيه: «و لکن الشي‏ء اليسير منه مثل الحمصة» وسائل الشيعة 414:10 باب 72 ح 1 - بحار 130:101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 45 و فيه: فقال: يحرم علي الناس أکل لحومهم و يحل لهم أکل لحومنا و لکن اليسير منه مثل الحمصة».