في بيان معني الحمص
و انا يسمي في لسان الائمة روحي و ارواح العالمين لهم الفداء بالعدس» ان «الحمص» حب معروف كما في «القاموس».
و في «المصباح»: «الحمص»: حب معروف بكسر الحاء و تشديد الميم لكنها مكسورة ايضا عند البصريين و مفتوحة عند الكوفيين.
و في «المجمع»: «الحمص» بالكسر و التشديد: حب معروف، يطبخ و يوكل الواحدة: «الحمصة». و عن تغلب: اختيار فتح الميم. و قال المبرد: بكسرها.
أقول: أنه قد روي في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: «قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) ان الناس يروون، أن النبي صلي الله عليه و آله قال: ان العدس بارك عليه سبعوئن نبيا؟ فقال: هو الذي يسمونه عندكم الحمص و نحن نسميه العدس [1] .
و فيما رواه في الكافي أيضا: عن عدة من الاصحاب عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن فضالة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله (عليه
السلام): «ان العدس تسمونه الحمص و نحن نسميه العدس [2] .
و روي فيه عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن داود بن اسحاق احذاء عن محمد بن فيض قال أكلت عند أبي عبدالله (عليه السلام) مرقة بعدس، فقلت: جعلت فداك ان هؤلاء يقولون أن العدس قدس عليه ثمانون نبيا، فقال كذبوا لا والله و لا عشرون نبيا. [3] .
و المقصود بالعدس في هذه الرواية، ما تعارف اطلاق العدس عليه: لكون اطلاق العدس من الراوي.
و بالجملة، مقتضي ما سمعت كون المقصود بالعدس في لسان الائمة عليهم السلام هو الحمص، و هم أعلم بجهة هذا التجوز، اذ لا يتم الامر الا بالتجوز، و فيه دلالة علي تقديم عرف الراوي.
و لو كان المقصود بالعدس هو الحمص، فالظاهر أن المقصود بالحمص هو العدس، اذا لولاه يلزم اشتراك الحمص بين معناه المقصود به في اطلاقات غير الائمة عليهم السلام، و العدس في لسان الائمة، او كون العدس في لسانهم، خاليا عن الاسم.
و كل من الأمرين بعيد فالمقصود «بالحمص» في بيان مقدار أخذ التربة أو أكلها كما يأتي هو العدس.
و ما صنعه الوالد الماجدره في تزييف، ما جري عليه العلامة المجلسي من أن الاحتياط: الاكتفاء في الاستشفاء بالتربة بمقدار العدس، من أنه لا وجه له غير وجيه.
پاورقي
[1] فروع الکافي 343:6 ح 2 باب الحمص.
[2] فروع الکافي 343:6 ح 3 و ليس فيه «ان العدس» بل في الرواية و «انتم تسمونه» بعد قصة نبات و زرع العدس في بنياسرائيل.
[3] فروع الکافي 343:6 باب العدس ح 4 و في العيون عن الرضا (عليهالسلام) عن علي (عليهالسلام) قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله: عليکم بالعدس فانه مبارک مقدس يرق القلب و قد بارک فيه سبعون نبيا آخرهم عيسي بن مريم. منه ره.