بازگشت

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين صلي الله علي رسول الله و آله الائمة المعصومين المظلومين، و لعنة الله علي أعدائهم من الاولين و الاخرين.

رساله «الاستشفاء بالتربة الشريفة» كما يظهر من عنوانها بحث رائق كثير الفوائد و الاثار، حول التربة الحسينية الشريفة و كيفية الاستشفاء و التبرك بها علي مشرفها آلاف الصلوات و التحيات و هي من مختصات الامام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) دون غيره لما اكرمه الله تعالي بهذه المزية العظيمة و الشأن الكبير. و هي من عقائد الامامية حيث أنهم منذ قرون طويلة بعد استشهاده يتبركون و يستشفون بها و يتقربون بها الي الله سبحانه و تعالي في الحياة و بعدها في الممات.

و البحث عنها في الكتب المبسوطة الفقهية و الجوامع الحديثية - نصا و فتوي - غير مغفول عنها عند أرباب النظر و الحافظين للآثار و قد يبحث عنها، في كتاب الطهارة في مستحبات تجهيز الميت، و في كتاب «الصلوة» في مباحث ما يسحد عليه و فضل السجود علي تربة الحسين (عليه السلام)،


و انه «يخرق الحجب السبع» [1] «كما جاءت به الروايات.

و أيضا في كتاب «الصلوة» في القصر و التمام و حد حرم الحسين (عليه السلام).

و كذلك في «التعقيبات» في استحباب اتخاذ «السبحة» من تربة الحسين (عليه السلام).

و في كتاب «الصوم» في استحباب الافطار بطين قبر الحسين (عليه السلام).

و في «الحج» باب الزيارات و فضل زيارة الحسين (عليه السلام) و كيفيتها.

و في كتاب «النكاح» في تحنيك المولود.

و في كتاب «الاطعمة» في حرمة اكل الطين و جواز الاستشفاء بتربة الحسين (عليه السلام).

و في «البحار» - سوي ما ذكرنا - في كتاب «السماء و العالم» تفصيلا واسعا تعرض لبيان الاخبار في فضل كربلاء و ما تعلق بها.

و أما ما يختص بهذه «الرسالة»:

أولا: أنها مستقلة عن غيرها من المباحث، و مزيدة في بابها.

ثانيا: ان مؤلفها رضوان الله عليه جمع فيها ما يتيسر للفقيه و المجتهد الماهر جمعه في تأليفه فانه جدير بالثناء، حقيق بالتقدير لحسن ترتيبه في البحث و نظم الاخبار، حيث ضمنه حملة مستفيضة في الآثار و البحوث:

- في بيان حرمة اطلاقات الطين، و جواز الاستشفاء و ما يتعلق بهما.


- و تعيين موارد استعمال الطين و التراب.

- البحث في الشرائط المأخوذة في الاخذ بالتربة و كيفيتها.

- مقدار المستثني في الاكل.

- تكراره عند عدم الاثر.

- البحث في المقدار «الحمصة» و «العدس» في لسان الاخبار.

- و كثير من المباحث اللازمه في البحث العلمي.

ثالثا: التنبيه علي كثرة الشرائط المأخوذه في الاخذ بالتربة - فان الشرائط بمنزلة المقدمة لحصول النتيجة فالاخلال بالمقدمة اخلال بالغرض و النتيجة.

فعلي هذا ان لم نجد في أخذنا «التربة» اثر خاص يطابق المنظور و المنوي لابد لنا من النظر بالمقدمات؛ لأن النتيجة بعد صلاح المقدمات بديهي الانتاج.

فهذه «رسالة» كافية للمراد بل و مغنية لمن أراد الاطلاع بزوايا و فروع البحث و كيفية اخذ التربة، للفوائد و الاثار.

بيت آل الكلباسي

من مشاهير بيوتات اصفهان بيت آل الكلباسي فان فيهم عدة كثيرة من علماء الطائفة الامامية و أكابرهم الاجلاء و منهم من ألقت اليه الرئاسة مع كمال الاخلاص و شدة الاحتياط. و في وجه تسميتهم (بكلباسي) او (كرباسي) قيل: ان في مدينة اصفهان محلة مشهورة تسمي «بحوض كرباس» و كان جدهم «الحاج محمد حسن» من أجلاء علماء عصره في اصبهان يقيم بها الجماعة فيسمي «بكرباسي» و لكن المهم لهذه الاسرة الانتساب بحاجي كلباسي الاصفهاني المعروف المشهور.


الحاجي الكلباسي

العالم الكامل الفقيه المتتبع المشهور بالورع و كثرة الاحتياط الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي الاصفهاني، صاحب كتاب «الاشارات» في الاصول له رئاسة دينية في اصفهان كان معاصرا للسيد محمد باقر المشهور بحجة الاسلام شفتي، بل و معه شريكا في البحث و كانا صديقين رفيقين كما ذكر في «الروضة البهية» و «روضات الجنات» و ادركا مجلس درس الوحيد البهبهاني، و من أصحاب بحثه، و كذا من أصحاب بحث العلم المشهور السيد مهدي بحر العلوم، و صاحب الرياض، و الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء، و الميرزا القمي رضوان الله تعالي عليهم.

و كان شديد التحرز عن الفتيا حتي الاواخر، و هو يقول في جواب الميرزا القمي - حيث امره بكتابة الرسالة -«عظمي لا يطيق حر النيران» و عند ما اكد عليها الميرزا اجاب دعوته فكتب الرسالة العملية.

فضائله و استجابة دعواته و كراماته كثيرة لا يتسع المقام لذكرها قال المحقق الخوانساري في «الروضات» بعد ثناء بليغ -: و بالجملة فهو أس أساس الفقاهة و الاجتهاد، و استاد الكل الذي استكمل من خبره كل استاد، و امعن نظر الفهم و التدقيق في اي ما افاد، و اعلن كلمة الحق و التحقيق علي رؤوس الاشهاد، و اوضح بلمعة من اشاراته الوافية شوارع الهداية و الارشاد...، و عمر بفيض دعواته الشريفة أطراف البلاد، و ذكر بيمن كلماته الطريفة أصناف العباد الي أن انهزمت جنود الجهل بجهده عما بين الانفس و الافاق... [2] .


تعريف بالمولف

شمس السماء التحقيق، فحل الفحول، الفقيه الاصولي الماهر الميرزا أبوالمعالي الكلباسي اسمه كما ذكر ابنه العالم الكامل الميرزا أبوالهدي في كتابه «بدر التمام في أحوال الوالد القمقام و الجد العلام» «محمد» و كنيته «ابوالمعالي» و هو ممن يعرف بكنيته.

ولد باصفهان في شعبان سنة 1247 ه ق و تو في سنة 1315 ه - ق.

هو من أصغر أولاد الحاجي الكرباسي، و صهرا لابن السيد الشفتي المعروف بحجة الاسلام اصفهاني، حيث أن الميرزا أبوالهدي حين نقله لكلمات السيد الشفتي يعبر عنه «بجدنا السيد». اشتغل بالتحصيل مع تحمل المشقات - بعد ما فقد ابيه - باصفهان، فبعد ما فرغ من المقدمات تتلمذ علي العلمين الكاملين السيد محمد بن عبدالصمد الشهشهاني المتوفي سنة 1289 صاحب «انوار الرياض» علي الشرح الكبير «العروة الوثقي و الغاية القصوي»، و المير سيد حسن بن السيد علي بن محمد باقر الشهير بالمدرس المتوفي سنة 1273 حتي برع و كمل و صار مرجعا و ملاذا دينيا للخواص و أهل الفكر من الطلاب و غيرهم.

و من آيات فضله عكوف المئات من الفطاحل و جهابذة العلم علي حلقة بحثه باصفهان، و يوم ذاك حوزتها ركينة البنيان بالعلمين المشهورين السيد محمد باقر الدورجه اي و الميرزا المترجم ابوالمعالي الكلباسي و من ثمرات تلك المباحث الدقيقة الرشيقة، و من حلقة بحث العلمين المذكورين، أرقي الي ذروة العلي سيد الفقهاء ساميا، مرجع و ملاذ الكل السيد


البروجردي رضوان الله عليه، فانه لدي وروده باصفهان تلمذ علي الميرزا ابوالمعالي و السيد الدورجه اي في المدرسة المنسوبة «بحاجي كلباسي» كما ذكر في كتاب: «العلماء المعاصرين».

كلمات العلماء:

قال السيد الامين في أعيان الشيعة:

الميرزا أبوالمعالي، عالم عامل، فاضل متجرد، دقيق النظر، كثير التتبع، حسن التحرير، كثير التصنيف، كثير الاحتياط شديد الورع، عالم رباني [3] .

و قال المولي الجزي في رجال اصفهان:

له مراتب الزهد و التقوي، و اخلاق كاملة كثير الاشتغال في التفكر في العلوم و الكتابة، مجلس حضوره مصداق لحديث الحواريين في قولهم لعيسي بن مريم: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رويته، و يزيدكم في العلم منطقه، و يرغبكم في الاخرة عمله».

و حالاته رحمه الله هكذا، يلاحظ الدقائق في المواعظ و الاخلاق، مع كمال الاخلاص [4] .

و في نقباء البشر:

الشيخ الميرزا أبوالمعالي الكلباسي


الاصفهاني عالم جليل و مجتهد كبير و مصنف خبير [5] .

و في الكني و الالقاب:

أبوالمعالي الاصفهاني ابن العالم الرباني المولي الجل الحاج محمد ابراهيم الكرباسي، عالم فاضل متبحر دقيق فكور كثير التتبع، حسن التحرير، كثير التصنيف كثير الاحتياط شديد الورع، كامل النفس، منقطع الي العلم و العمل [6] .

و علي هذا كله، كان رحمه الله شديد الولاء لأميرالمؤمنين صلوات الله عليه و لاولاده المعصومين عليهم السلام فبالرغم من كبر سنه، و رئاسته و مرجعيته و زعامته، لم يكن يتقدم علي سيد من ولد علي و فاطمة عليهماالسلام، حتي و لو كان تلميذا له. و لم يزل في جاه وجيه، حتي وافته منيته و انقطعت من الحياة امنيته فتوفي يوم الاربعاء 27 صفر المظفر سنة 1315 باصفهان، و دفن في المقبرة الخاصة المعروفة: (بتكيه آقا ميرزا أبوالمعالي) في تخت فولاذ بين قبري ولديه العالمين العلمين الميرزا جمال الدين، و الميرزا أبوالهدي صاحب الكتاب المعروف في الرجال «السماء المقال».

و له قبة عظيمة مشهورة يلجأ اليها الناس فيتقربون الي الله سبحانه بتلاوة سورة الفاتحة اربعين مرة عندها لقضاء حوائجهم، خاصة الديون.


مولفاته

و له جملة مولفات ذكر كثيرا منها نفسه رضوان الله عليها في آخر كتابه المطبوعة في شرح «زيارة عاشوراء» و كذا ولده الفاضل الميرزا ابوالهدي في كتاب بدر التمام. نذكر منهما مع تجزئتنا في الموضوع.

اما كتبه الفقهية:

1- رسالة في «اشتراط الرجوع الي الكفاية في الحج».

2- رسالة في افساد الغبار للصوم.

3- الرسالة الاسرافية في تحقيق الاسراف موضوعا و حكما.

4- رسالة في أصوات النساء.

5- رسالة في الاستخارة بالقرآن المجيد.

6- رسالة في الاستخارات.

7- رسالة في حكم التداوي بالمسكر.

8- رسالة في الاستئجار للعبادة.

9- رسالة في التربة الحسينية (و هي هذه الرسالة).

10- رسالة في حكم البقاء علي تقليد الميت.

11- رسالة في أن وجوب الطهارات نفسي أم غيري.

12- رسالة في الصلوة في صوف المشكوك.

13- رسالة في الحمام الوقف الذي يتصرف فيه غير اهله.

14- رسالة في شرط ضمن العقد.

15- ارجوزة في الوضوء مبسوطة هي نظم لمبحث الوضوء من شرح


«كفاية» السبزواري.

16- رسالة في النية.

17- شرح كفاية السبزواري.

18- رسالة في المعاطاة.

19- رسالة في حمل المشكوك فيه علي الغالب.

20- رسالة في الغسالة.

21- رسالة في العصير العنبي.

22- رسالة في الصحيح و المعيب.

23- رسالة في ان التزكية من الخبر او الشهادة او الظنون الاجتهادية.

24- رسالة في الصلوة في الماهوت.

و أما كتبه الاصولية

1- الاصل في الاستعمال الحقيقة.

2- تحرير النزاع في دلالة النهي علي الفساد.

3- الفرق بين الجهة الحيثية و التقييدية.

4- الشك في الجزئية و الشرطية و المانعية.

5- الفرق بين الشك في التكليف و الشك في المكلف به.

6- اشتراط بقاء الموضوع في الاستصحاب.

7- تعارض الاستصحابين.

8- تعارض اليد و الاستصحاب و تعارض الاستصحاب و اصالة


الصحة.

9- حجية الظن.

10- البشارات في اصول الفقه.

11- رسالة في شبهة استلزام.

12- رسالة في شبهة الحمادية.

و أما كتبه الرجالية

1- نقد مشيخة الصدوق في الفقيه و الشيخ في التهذيب و الاستبصار.

2- رسالة في أحوال ابن الغضائري.

3- رسالة في الرجال.

4- رسالة في معني الثقة.

5- رسالة في أصحاب الاجماع.

6- رسالة في نقد طريق كذا.

7- رسالة في النجاشي.

8- رسالة في المراد من محمد بن الحسن الذي ابتداء بعض الاسانيد الكافي.

9- رسالة في محمد بن زياد.

10- رسالة في معاوية بن شريح.

11- رسالة في حماد بن عثمان.

12- رسالة في محمد بن فضيل.

13- رسالة في محمد بن سنان.


14- رسالة في علي بن حكم.

15- رسالة في أبي بكر الحضرمي.

16- رسالة في محمد بن قيس.

17- رسالة في تزكية أهل الرجال.

18- رسالة في علي بن السندي.

19- رسالة في حفص بن غياث و سليمان بن داود و قاسم بن محمد.

20- رسالة في تفسير العسكري.

21- رسالة في أحوال المحقق الخوانساري.

22- رسالة في سند الصحيفة السجادية.

23- رسالة في أحوال شيخنا البهائي.

و أما كتبه في الموضوعات المتنوعة

1- كتاب التفسير في أجزاة قليلة.

2- حواشي علي القرآن الكريم في سورة النساء الي سورة المعارج.

3- خطب المؤلفة من آلايات القرآنية.

4- مختصر في علم الحساب.

5- شرح زيارة عاشوراء.

6- مجموعة.

7- شرح الخطبة الشقشقية.

8- رسالة في الجبر و التفويض.

9- رسالة فارسية في أحوال الانسان.


و في الختام نسئل الله تعالي ان يوفقنا متمسكين بولاية المصطفي و المرتضي و اولادهما الطيبين الطاهرين و المتبرئين من اعدائهم.

من الله التوفيق و عليه التكلان

قم المقدسة

11 رمضان المبارك 1412 ه - ق

حسين غيب غلامي.


بسم الله الرحمن الرحيم

و منه سبحانه الاستعانة للتتميم

و بعد فهذه رسالة في الاستشفاء بالتربة الشريفة الحسينية علي مشرفها آلاف الثناء و التحية من الله خالق البرية و لعنة الله علي أعدائه الكفرة الشقية، ما اختلف النهار و العشية.

و ينبغي قبل الخوض في المرام رسم مقدمات في المقام.


پاورقي

[1] ياتي في فضل السجود علي التربة الشريفة عن مصباح الطوسي ص 115.

[2] روضات الجنات 34:1 بالرقم 6.

[3] اعيان الشيعة 433:2 السيد محسن الامين العاملي.

[4] رجال اصفهان 41 - 40 آخوند ملا عبدالکريم الجزي و کتابه المذکور بالفارسية ذکرنا موضع الحاجة معربا.

[5] نقباء البشر في أعلام قرن الرابع عشر 79:1 رقم 181.

[6] الکني و الالقاب 159:1.