بازگشت

بيانات


از رويات كثيره استفاده شود كه در قيام قائم، انتقام از كشندگان و ستمكاران سيدالشهداء (ع) كشيده خواهد شد در دنيا و در زمان رجعت و در برزخ و در قيامت، و دلالت


دارد بر اين كه مصيبت اين مظلوم نزد خداوند، بزرگ ترين مصيبات است، و همچنين انتقام كشد از ذريه ي آنها و از كساني كه راضي به فعال ايشان باشند. و اين معني در احاديث اماميه تواتر معنوي دارد در اين كه خداوند خونخواهي خواهد نمود از حسين، و خون او آرام نگيرد تا قيام قائم، چنان كه گذشت. و اين معني از خصايص اوست، چنان كه گريستن آسمان و زمين و حمرت افق و آسمان و كسوف شمس و فرار بومه از آبادي و لعن كبوتر راعبيه بر قتله ي او و گريستن جن و اقامه ي ماتم او در عالم و تأكيد أكيد در زيارت قبر مقدس او، و طلب نمودن شفا از تربت و فضليت سجده بر او، و تبرك كفن و حنوط به تربت و گرفتن سبحه، تمامي از خصايص آن حضرت است.

بل يمكن أن يلتزم له (ع) خصائص في الأحكام التكليفية مما لا يجوز لغيره، مثل الامتناع عن بيعة الطاغية مع الضروة اليها، و القائه بنفسه الشريفة في معارك الهلكة مع علمه بما يجري عليه،و تعرض ذراريه و ودائع النبوة للسبي، و اذنه في مجاهدة الصبيان و امثال ذلك. و قد أشار الي بعض ما ذكرنا العلامة المجلسي في تضاعيف البحار. و هنا سؤال قد مضي الجواب عنه في الأحاديث السابقة من أن قتل ذراري قتلة الحسين لا يجامع قواعد العدل.

و في العلل و العيون سأل الهروي الرضا (ع) عن حديث روي عن الصادق (ع) أنه قال: اذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال آبائها، فقال: هو كذلك. فقال: فقول الله عزوجل: «و لا تزر وازرة وزر أخري» ما معناه؟ قال صدق الله في جميع اقواله و لكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها، و من رضي شيئا كان كمن أتاه، و لو أن رجلا قتل بالمشرق و رضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عندالله شريك القاتل، و انما يقتلهم القائم لرضاهم بفعل آبائهم...» الخبر.

و هو كاف في معناه، و لعل السرفيه أن الأفعال تعتبر لكشفها عن النية و الارادة، و هي المناط في العقوبات الالهية، كما أشير اليه في أخبار خلود الكفار في العذاب من أن نيتهم الدوام علي الفكر لو كانوا خالدين. و المعتبر في كون الانسان جهنميا خباثة جوهر ذاته و كون كتابه في سجين، و ان لم يصدر من جوارحه فعل خارجي، و هو معني مسؤولية الفؤاد في قوله: «ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا»، كما ورد التفسير به، و يشير اليه أيضا ما ورد في عدة اخبار من لحوق اولاد الكفار بآبائهم، فافهم و اغتنم ذلك، فانه سر لطيف.

و قوله (ع) في هذا الخبر: «كشف الله لهم...» الخ، لعل المراد به اراءة الأعيان الثابتة لهم في الوجود الظلي العلمي و شهود الملائكة لها علي طبق ما يخرج من مكمن الغيب الي الشهادة، و


قيامه (ع) كناية عن قيامه بأمر الله و اقامة أساس العدل، و صلوته كناية عن خضوعه لله - تبارك و تعالي - و تضرعه اليه، و اليه أشير في الكامل: «فأقا الله لهم ظل القائم»، او كناية عن اجسامهم المثالية البرزخية أعني البرزخي الغيبي الملكوتي المقدم علي نشأة الملك، أو اشارة الي حقائقهم العقلية و أنارهم الأصلية المقدمة علي أجسامهم العنصرية و أرواحهم النفسانية بمرتبتين المشار اليه في اخبار عديدة: «خلق الله الأرواح قبل الأجساد بالفي عام، و ان الله خلقهم من نور عظمته قبل السموات و الأرض و الكرسي...».

قوله (عليه السلام): «بذلك القائم انتقم منهم»، الظاهر أن المراد به الانتقام في زمان الرجعة كما تقدم من قوله: «و لو بعد حين»، و يشير اليه قوله: «منهم» و ان كان يمكن أن يكون المراد الأعم منهم و من ذراريهم. و «القائم» من الألقاب الخاصة به (روحي فداه) و ان كان معناه متحققا من آبائه (عليهم السلام)، كما أن اميرالمؤمنين من الألقاب الخاصة بجده علي (ع) و لا يطلق علي غيره و لا يرضي بالتلقب به الا من كان منكوحا في دبره، علي ما وردت به الرواية، كما نقلها في آخر مزار «الوسائل»، و ما ورد مما يدل علي خلافه، ما رواه المجلسي (ره) في امامة البحار في باب أنهم (عليهم السلام) في الفضل سواء عن كتاب الاختصاص فمطروح او مؤول، ان كان الناقل لم يتعرض له.

و في معاني الاخبار: «سمي القائم قائما لأنه يقوم بعد ما يموت ذكره»، و رواه في «الاكمال» أيضا، و هو المراد بما رواه الشيخ في كتاب الغيبة: «لأنه يقوم بعد ما يموت» لأن عيانه و بقائه (عليه السلام) مما تواتر به الأخبار، بل تشهد به الضرورة و العيان، و علل بقيامه بالحق.

و في «ارشاد» المفيد، «اذ قام القائم دعي الناس الي الاسلام جديدا و هداهم الي أمر قد دثر، و ضل عنه الجمهور». و المراد تجديد مراسم الاسلام و حقايق القرآن بعد اندراسها بطول الزمان، فكأنها نسجت عليها عناكب النسيان، و اليه أشير في عدة اخبار: «يأتي علي الناس بدين جديد و كتاب جديد و يوم علي العرب شديد»، يعني بالدين الجديد، الاحكام الواقعية للاسلام غير مبنية علي الظن و التخمين و القياسات الباطلة من دون تقية و لا خوف و لا تأخذه في الله لومة لائم، و بالكتاب الجديد القرآن الواقعي الذي لم يتطرق اليه التحريف بناء علي وقوعه فيه او التأويلات للمتشابهات و بيان حقايق المحكمات علي ما هو عليه في نفس الأمر، بحث كلما يسمعه أهل الظاهر يراه جديدا، كما نشاهد حال جمهور الأمة بالنسبة الي بعض التأويلات الواردة عن آبائه (عليهم السلام) التي هو بطون القرآن السبعة او السبع مائة، و تكاثرت اخبار الاسلام بأن النبي (ص) سماه مهدي الأمة، و ورد في عدة اخبار أنه سمي مهديا


لأنه يهدي الي كل امر خفي، و أنه يهدي الي كل امر مضلول عنه.

و من القابه (عليه السلام) «المنتظر» لأن له غيبة تكثر ايامها و يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون و ينكرها المرتابون و يستهزء بذكره الجاحدون. و من القابه «الخلف الصالح» و «صاحب الدار» يعني دار العسكري و «الغريم» لاعتقاد الشيعة أن له حقا في اموالهم، و «المنصور» لقوله تعالي: «انه كان منصورا» كما فسر به في الخبر. و أشهر ألقابه «المهدي»، و قد ثبت عن النبي (ص) «أن المهدي يملك الأرض» و «لا يغلب عليه» و «أن اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي» و هذا كان معروفا عند طوائف المسلمين، و هذا هو الذي دعا عبدالله بن الحسن قي تسمة ابنه محمدا و تلقيبه ب «المهدي» طمعا في أن ينتقل اليه الامر، و تسمي ب «المهدي العباسي» بذالك الطمع أيضا. و ظن بعض الزيدية أن زيد بن علي هو المهدي الموعود، فلما قتل قال حكم بن العباس الكلبي:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



و اعلم أنه غير خفي علي المتدرب الماهر أن اصحابنا الامامية في دهر داهر أتقنوا أساس الامامة بالبراهين و النصوص كالبنيان المرصوص مع شدة ابتلائهم في كل عصر بعدو قاهر، و لم يكن لهم قط سيف شاهر، بل لم يكن في ايديهم غير الدليل الباهر و لم يتوانوا عن اقامة الحجج و لم يكترثوا في سفك المهج و لم يهابوا عن خوض اللجج، حتي جمع الله لهم الشمل و صنفوا في الامامة كتبا نفيسة كافية في معناها وافية في مغزاها، جزاهم الله عن الاسلام و أهله خيرا، حتي صاح ديك الصباح و أغني الاصباح عن المصباح و استفاض قول النبي الخاتم و شاع و انتشر في جميع الاصقاع و قرع القلوب و الأسماع أن الأئمة الاثني عشر كلهم من قريش و من صلب علي (ع) و بطن فاطمة و أنهم اثنتا عشرة عينا انبجست من البحر الأعظم لحياة النفوس و بقائها في ادوار العالم، و أن الأرض لم تخل طرفة عين من نبي أو وصي من بدو الخلقة و هبوط آدم الا لساخت بأهلها و انقطع أشخاص معينون معصومون مطهرون، قد نص النبي علي اشخاصهم و اسمائهم، بدء الله بأولهم و ختم بآخرهم، و له غيبتان احداهما أطول من الأخري، و لقد أجاد امين الاسلام الطبرسي فيما أفاد من أن أخبار الغيبة سبقت زمان الحجة (ع) بل زمان أبيه وجده (عليهماالسلام) حتي تعلقت الكيسانية بها في امامة ابن الحنفية، و الناووسية و الممطورة في أبي عبدالله و أبي الحسن (عليهماالسلام) و أثبتها المحدثون من الشيعة في اصولهم المؤلفة في ايام السيدين الامامين الباقر و الصادق (ع) أثروها عن النبي و


الأئمة (ع) واحد بعد واحد، صح بذلك القول في امامة صاحب الزمان بوجود هذه الصفة له. و من جملة ثقات المحدثين و المصنفين و الشيعة، الحسن بن محبوب الزاراد، و قد صنف كتاب المشيخة التي هو في اصول الشيعة أشهر من كتاب المزني و امثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة و ذكر فيه الغيبة فوافق الخبر الخبر، فانظر كيف حصل الغيبتان لصاحب الأمر (ع) علي ما تضمنه الأخبار السابقة بوجوده عن آبائه و جدوده، انتهي.

و قد كانت هذه الأحاديث بمرآي من المسلمين و مسمع متداولة في افواههم مركوزة في خواطرهم مثبتة في زبرهم و دفاترهم لا ينكرها معاند و لا محاسد و لا مكابر مجاحد، يتوارثونها خلفا عن سلف، بل كتب جماهير علماء السنة أشمل لها من كتب الشيعة، فعليك بمراجعة كتب شريفة معقودة لذكرها، مثل كتاب «ينابيع المودة» للسيد المعاصر السيد سليمان الحنفي القندوزي و كتاب البيان للحافظ الكنجي الشافعي. و من أراد الوقوف علي الحقيقة فليراجع كتاب كشف الأستار لشيخنا المعاصر النوري - نورالله فسيح قبره - فانه جامع لكل باب و مبين للصواب، لا يبقي لمن طالعه و تأمله شك و لا ارتياب.

و الذي ينبغي التنبيه عليه أن احاديث ظهور المهدي (ع) و علاماته مختلفة جدا، ففي بعضها تقريب الأمر، و في بعضها تبيعده، و في بعضها الابهام و التشابه، مثل انقراض دولة بني فلان، و في بعضها الاجمال في المراد، مثل خروج نار من المشرق او رايات سود من خراسان، و امثال هذا مما ضبطها المحدثون في كتب الغيبة. و من هذا الباب طلوع الشمس من مغربها، فانه قد يؤول بطلوع شمس الولاية الغائبة من افق النبوة، كما في خبر الاكمال عن التزال بن سمرة المشتمل علي اشراط الساعة، حيث فسره صعصعة بن صوحان بذلك،و بعض أبقاه علي ظاهره و آمن به من غير تأويل.

و من العجب أن العارف الفاضل و الحكيم الكامل القاضي سعيد القمي مع طول باعه في العلوم الحكمية و قوة ذراعه في تأويل الاحاديث آمن بظاهره و قال في أربعينه في الحديث:

«الخامس و العشرين: الوجه في طلوع الشمس من المغرب هو أن كلما في هذا العالم الأسفل انموذج لما في العالم الأعلي، حتي أنه لم يسقط هنا ورقة الا و قد هبط هناك روح من الأرواح درجة، و قد صح ذلك في الأخبار و البراهين و مشاهدات ارباب اليقين، فطلوع الشمس علي النهج المشاهد بالعيان انموذج لشروق انوار الأرواح من مشرق الأزل في كل آن، كما قال تعالي: «كل يوم هو في شأن»، و غروب الشمس كناية عن غروب هذه الأنوار في مغارب المواد السافلات و غياهب الجباب و الأراضي الموات التي فيها عين حمئة ينبع منها


ماء الحياة، و بذلك عمرت النشأة الدنيا، و به حييت الأبدان التي هو الأراضي الميتة، فاذا تعلقت الارادة الالهية بعمارة النشأة آلاخرة فذلك انما يكون بارجاع النجوم الغارية أي الارواح الملابسة للمادة الي ما انتدبت منه، فيجب أن تطلع هي لا محالة من تلك المغارب متوجهة الي رب المشارق و المغارب، و لما كانت من الواجب الضروري في العناية الالهية مطابقة الحكاية للمحكي عنه بل السبب للمسبب و كانت الشمس هي المعدة للمواد القابلة للصور بانتقالها من استعداد الي آخر بل هي السبب القوي باذن الله في حدوث الأرواح و ظهورها و ترقياتها وجب أن تطلع هي أولا من مغربها حتي تتبعها طلوع الأرواح من مغاربها، و هذا برهان علي وجوب هذا الطلوع لا ينكره ارباب الركوع و السجود».

ثم قال رحمه الله: «و أما تصحيح طلوع الشمس من مغاربها علي وجه يطابق الأصول البرهانية و لا يخالفها فمن أشكل الأمور واعضلها، و لا ريب في أن تحقيق ذلك بأن يسكن الفلك الأعظم و يتحرك ساير الأفلاك حركاتها التي من المغرب الي المشرق أو يتحرك هو أيضا علي توالي البروج راجعا عن الحركة التي علي خلافه، فصاحب اخوان الصفا و هو من تلامذة مولانا الصادق (ع) بثلاثة وسائط علي ما نقل المولي الفاضل المتبحر، مولانا محمد امين الاسترآبادي في «الفوائد المدينة» ذهب الي أن الرياضيين في ارصادهم المضبوطة وجدوا اختلافا في الميل الكلي، فيمكن أن يتزايد ذلك حيث ينطبق منطقة البروج علي معدل النهار، فلا محالة يكون حركة الشمس حينئذ محسوسة حركتها الذاتية التي من المغرب الي المشرق، فيقتضي وصفا آخر مخالفا بالكية لهذا الوضع، و ذلك هو عمارة النشأة الآخرة حسب ما أخبر به الشرع، انتهي.

أقول: هذا مع تسليم بعض المراتب يقتضي الامكان، و لا يكفي ذلك لأهل الايقان، و كنت أنا في سالف الزمان رأي تصحيح ذلك في عالم الطبيعة و وجوبه في العناية الالهية، بناء علي أن حركات الأفلاك تسخيرية شوقية و اوضاعها احوال و جدية لما يشرق عليها آنا فآنا انوار قدسية و يفيض عليها اشراقات عقلية و يلمع لها بوارق ربانية تحركها كالواجدين و يديرها بالسماع كل حين، و تلك الحركة ليست بالجزاف و بأي جهة اتفقت، بل بحسب ارادة كلية في العناية الالهية و خصوصيات اشراقات تناسب ظهور الحقايق في طريق البدو، فيوجب حركة كل واحد من الأفلاك علي الجهة التي تصلح لنظام النشأة الأولي، فاذا حان حين رجوع الأشياء الي اصولها و قرب وقت عمارة النشأة الأخري و انتقال النفوس الي دارالبقاء و ذلك لمقتضيات الاسماء الالهية و وجوب تحقق المكافات في الحمكة الربانية، تظهر اشراقات


مسببة عن تلك الارادة علي تلك النفوس الشريفة الفلكية موجبة لوجد و سماع مخالف الأول، و تشرف لها لوامع نورانية مناسبة لتلك التعقلات العودية مقتضية لأن تتحرك حركات تقابل الحركات الاول، اذ الحركات انما تتسبب عن التعقلات و الارادات، و لا ريب أن كل معقول يقتضي أمرا غير ما يقتضيه الآخر، فالتعقلات الأوايل انما هي اظهار الجوهر العقلية في بساط الشهود و ابراز الأنوار الأنوار القدسية في موطن هذا الوجود، و التعقلات الأواخر انما هي لعود تلك الأنوار الي مشارقها و رجوع الفروع الي أصولها، فتختلف الحركات و تتقابل الجهات، و ذلك كما يعرض لأرباب الوجد بسبب ظهور بارقة غريبة لم يتعاهدها أن يتحرك علي خلاف ما يتحرك اولا، و اعتبر ذلك بالدولاب بالنظر الي صاحبه. و بالجملة وجب من ذلك بحكم المضاهات في المقابلة أن يتحرك تلك الارادات حركة تقتضي عمارة النشأة الآخرة علي الخلود و البقاء في مقابلة الحركة الأولي القابلة للفناء، و ذلك يستلزم طلوع الشمس من مغربها، كما يراه اهل العرفان. و عندي أن هذا سر لطيف غير مناف للأصول البرهانية علي المتدرب في الحكمة المتعالية.» انتهي كلامه، ثم أردف هذا بنور عرشي في بيان هذا المقام، من شاء رجع اليه.