اسماء الملائكة اسماء اسلامية معربة اعجمية و ليست بعربية. قال «ابن جني»: اصل جبرئيل «كوريال» فغير بالتعريب و طول الاستعمال الي ما تري، و فيه ست لغات: كسر الجيم و الراء و فتحهما مع الهمز و بدونه، و فيه لغات أخر معروفة... و قيل: «جبر» في السريانية هو العبد و «ايل» هو الله و «ميك» بمعني عبيد، فمعني جبرئيل عبدالله، و ميكائيل عبيدالله، و قيل: «ايل» الله بالعبرانيه، و قيل: اسم جبرئيل خادم الله في الملائكه.

و منه في «معاني الأخبار» جبرئيل بعبد الله و ميكائيل بعبيدالله و كذلك اسرافيل، و الملائكة المقربون هؤلاء الاربعة باضافة عزرائيل.

و في خبر المعراج: قال جبرئيل: أقرب الخلق الي الله أنا و اسرافيل [1] .

و في خبر: «ان الله اختار من الملائكة هؤلاء الأربعة».

و اختلفت الأخبار في التفضيل بين جيرئيل و اسرافيل، فروي أن جبرئيل أفضل الملائكة و امام اهل السماء و انه سيد الملائكة و انه مؤكل به حاجات العباد و أنه امين الله علي وحيه و مطاع في اهل السموات، و لكن يظهر من اكثر الأخبار العامية و الخاصية تقدم اسرافيل علي جبرائيل، ففي الخبر المروي في تفسير «القمي» و نقله بعض المشايخ عن «مدينة العلم» للصدوق عن الصادق (ع): أنه حاجب الرب و اقرب خلق الله منه، و أن بينه و بين جبرئيل مسيرة الف عام.

و روي البيهقي في «شعب الايمان» و رواه في «الدر المنثور» عن عدة كتب عن ابن عباس قال: بينا رسول الله و معه جبرئيل يناجيه اذا انشق افق السماء، فاقبل جبرئيل يتضائل، و يدخل


بعضه في بعض و يدنو من الارض، فاذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله! ان يقرئك السلام و يخيرك بين أن تكون نبيا ملكا و بين أن تكون ملكا عبدا، فأشار اليه جبرئيل أن تواضع، فعرفت أنه لي ناصح، فقلت: عبد نبي، فعرج ذلك الملك الي السماء، فقلت: يا جبرئيل قد كنت اردت أن أسألك عن هذا فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة، فمن هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا اسرافيل، خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه، بينه و بين الرب سبعون نورا، ما منها نور يدنو منه الا احترق، بين يديه اللوح المحفوظ، فاذا أذن الله في شيي ء من السماء و الارض ارتفع ذلك اللوح فضرب جبهة فينظر فيه، فان كان من عملي أمرني و ان كان من عمل ميكائيل امره به و ان كان من عمل عزرائيل امره به. قلت: يا جيرائيل علي اي شيي ء أنت؟ قال: علي الرياح والحيوة. قلت: و علي أي شيي ء ميكائيل؟ قال: علي النبات. قلت: علي أي شيي ء ملك الموت؟ قال: علي قبض الانفس، و ما ظننت أنه هبط الا لقيام الساعة.

قال بعض العارفين: و الفعل الخاص بجبرئيل هو الوحي و التعليم و تأدية الكلام من الله و ساير افعاله يصدر عنه بالعرض، و له ارتباط مع القوة النطقية، و هو واسطة استفادة المعاني بالالهام و الالقاء في الروع، و اما ميكائيل فهو صاحب الأرزاق و الأغذية، و فعله الخاص اعطاء الرزق بالتغذية و التنمية، و له ارتباط مع الحفظ و الامساك، و لو لم يكن هو لم يحصل النشو و النماء و الترقيات، و اما اسرافيل فهو صاحب الصور.

و ورد في خبر: أن جبرئيل صاحب الحرب و صاحب المرسلين، و اما ميكائيل فصاحب كل ورقة تنبت و كل قطرة تسقط، و اما اسرافيل فأمين الله بينه و بينهم.

و عن ابن عباس: سئل عبدالله بن سلام عن النبي فيما سأله: من أخبرك؟ قال: جبرئيل. قال: عمن؟ قال: عن ميكائيل. قال: عمن؟ قال: عن اسرافيل. قال: عمن؟ قال: عن اللوح المحفوظ. قال: عمن؟ قال: عن القلم... الخبر.

فظهر من هذه الأحاديث تقدم مرتبة اسرافيل و افضليته، و ان خفي عليك بعض الامر فعليك بالتأمل فيما سطره المحقق الفريد القاضي العارف السعيد القمي في أربعينه.