بيانات
قال الله تبارك و تعالي: «ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها أربعة حرم...» [1] .
دلت الكريمة علي الحترام الاشهر الاربعة، واحد فرد و هو رجب، و ثلثة سرد و معني كونها حرم أنها يعظم انتهاك المحارم فيها اكثر مما يعظم في غيرها، و كانت العرب تعظمها، حتي لو أن رجلا رأي قاتل أبيه فيها لم يهجمه لحرمتها. و انما جعل الله تعالي بعض هذه الشهور أعظم حرمة من بعض، لما علم من المصلحة في الكف عن الظلم فيها، لعظم منزلتها، و لانه ربما أدي
ذلك الي ترك الظلم أصلا، لاطفاء النائرة و انكسار الحمية في ذلك المدة. قال عز من قائل: «و يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و المسجد الحرام اخراج أهله منه اكبر عند الله» [2] .
دلت الكريمة علي حرمة قتال الكفار في الاشهر الحرم و التعرض لهم و اخراج المسلمين من المسجد الحرام و ذكر المفسرون و أهل السير أن أهل الجاهلية مع كونهم غير متأدبين بأدب نبي كانوا يعظمون الاشهر الحرم، حتي ذكروا أن المحرم سمي محرما لتحريم القتال فيه و الحرب و الغارات، و جاء الاسلام شاهدا لتعظيم هذه الاشهرا. و العجب من اقوام كانوا يدعون الاسلام و قد هجموا علي انتهاك محارك الله و حرمة آل الرسول من اخراجهم من أوطانهم، فقي رجب الحرام في الثامن و العشرين من ضيقوا علي الحسين عليه السلام بين علي (ع) و ساير الذرية الطيبة حتي أخرجوهم من عقر دارهم ظلما و عتوا مكرهين علي الجلاء من الوطن، مهد دين، علي القتل، ففي جملة من الكتب لما عزم الحسين عليه السلام علي الخروج تلا قوله تعالي: «فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين» و التقت حين الخروج الي عبدالله بن عباس و قال له: ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت تبيهم عن وطنه و داره و حرم جده لايستقر من قرار يريدون بذلك قتله و لم يشرك بالله شيئا؟
و قد كره علي الخروج من مكة و المسجد الحرام يوم الثامن من ذي الحجة بعد أن كان قد أحرم للحج فلما لم يتمكن من اتمام الحج و خاف علي نفسه و عشيرته طاف و سعي و أحل احرامه و جعلها عمرة و ذلك لأن يزيد بن معاوية لعنه الله أنفذ من الشام عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم و ولآه امر الموسوم و أمره علي الحاج كله، و كان قد اؤصاه بقبض الحسين (ع) سرأ أينما تمكن منه، و ان لم يتمكن يقلته غيلة، و دس من الحاج في تلك السنة ثلثين رجلا من شياطين بني امية و أمرهم بقتل الحسين (ع) علي كل حال، و قال عليه السلام لبعض ناصحيه و مانعيه علي المسير:
«لئن أقتل و بيني و بين حرم الله ذراع أحب الي من أن اقتل و بيني شبر، و لا أحب أن يهتك حرمة البيت بسفك دمي، و في محرم الحرام وقع وقعة الطف.
پاورقي
[1] خداي متعال فرمود: شمار ماهها نزد خدا، دوازده تاست در کتاب خدا آن روز که آسمان و زمين را آفريد؛ چهار تاي آنها ماه حرام هستند (توبه / 36).
[2] اين آيهي کريمه ميرساند که چهار ماه حرام، احترام دارند. آنها رجب (به تنهايي) و سه ماه ديگر هستند، و حرام بودن آنها به اين معناست که در آنها زير پاگذشتن حرامها بدتر از ماههاي ديگر است. و عرب اين ماهها را بزرگ ميداشت، حتي اگر کسي کشندهي پدر خود را در اين ماههاي ميديد، به خاطر احترام آنها بر او يورش نميبرد. و خداي تعالي براي بعضي از اين ماهها احترام بيشتري قرار دارد، زيرا ميدانست که مصلحت در خويشتنداري از ظلم و ستم در اين ماههاي بزرگ ميباشد به جهت برتري عظمت آنها. و چه بسا همين، سبب دست برداشتن از ظلم و خاموش شدن آتش جنگ و فرونشستن خشم و غضب ميشد. خداي بزرگ ميفرمايد: از تو دربارهي ما حرام ميپرسند که جنگ در آن چگونه است. بگو: جنگ در آن بزرگ (بد) است و بازداشتن از راه خدا و مسجدالحرام است و بيرون کردن اهل آن از آن، پيش خدا بزرگتر (بدتر) است. (بقره / 217).