بازگشت

الاستطلاع


اتبع الحسين القائد (ع) هذا الاسلوب في مسيره نحو العراق ، فكان يستطلع بنفسه وأحياناً يؤلّف دورية استطلاع قليلة العدد، تكون في طليعة قواته ، ليحصل من خلالها علي المعلومات عن مدي اقتراب دوريات العدو التي تحاول صده عن الوصول إلي هدفه ، ويحاول التعرف علي الطُرق ومصادر المياه ، و من مصاديق ذلك أن الإمام الحسين (ع) عندما وصل منطقة «الثعلبية » ونزل بها، نظر إلي سواد مرتفع ، فقال لاصحابه :ماهذا السواد؟ فقالوا: لاعلم لنا بذلك . فقال : انظروا ثانية . فقالوا: خيل ٌ مقبلة . فقال :اعدلوا بنا عن الطريق . لانه لايريد المواجهة العسكرية قبل الوصول إلي الكوفة . قال وهو واقف للاستطلاع : «فلما رأونا عدلنا..عدلوا الينا».

وإذا هم ألف فارس يقدمهم الحر بن يزيد الرياحي . و هذه الحادثة مفادها: أن الحسين (ع) عندما بلغ منطقة «ذي حسم » كبّر رجل ٌ من أصحابه تكبيرة الإعجاب ، وكان ضمن قوات الاستطلاع التي وضعهاالإمام في طليعة الرَّكب ، فقد تصور هذا الرجل أنه رأي نخيل الكوفة ؛فلذلك أخذ يُكبر بأعلي صوته ، مبشراً بالوصول إليها، ولكن الجماعة المكلّفة بالاستطلاع لم تقتنع بذلك ، وبعد التدقيق في صحة الخبر تبين لهم أنها رؤوس رماح ، تحكي عن قدوم قوة عسكرية ، فتحيز الحسين (ع)برحله إلي هضاب (ذي حسم )، و اتخذ وضعاً دفاعياً مرتجلاً، و أصدر تعليماته العسكرية فقد «خرج إلي أصحابه فأمرهم أن يقرّبوا بعض بيوتهم من بعض ، و أن يدخلوا الاطناب بعضها من بعض و أن يكونوا هم بين البيوت إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم ».

ومهما يكن من أمر فإن الحسين (ع) كان يستطلع أكثر الاوقات بنفسه ، أو بواسطة مفرزة استطلاع من أجل الحصول علي المعلومات المتيسرة ـ و لو علي وجه السُّرعة ـ عن العدو و عدد قواته و تجهيزاته و تحركاته .