بازگشت

امامة اهل البيت ضمان من الانحراف


الإمامة في مدرسة أهل البيت : عهد الهي يضعه الله حيث يشاء و هو استمرار لخط النبوة ووظائفها ولا يليق إلاّ لشخصيات معينة ، اطلع الله علي كمالاتهم و استعداداتهم فانتخبهم لذلك ، فالخلافة للنبي والإمامة للاُمة لم تكن سلطة و امتيازات و إنّما مسؤولية ومهمات عظيمة لا يؤديها إلاّ من عرف الله قدرتهم علي ذلك .

جاء في الروايات ان الإمامة وسياسة المجتمعات كانت من وظائف الانبياء، وتجربة بني اسرائيل النموذج الاكثر وضوحا في هذا المجال ، قال رسول الله (ص):

«كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلّما ملك نبي خلفه نبي ».

فالإمامة مسؤولية عظمي تتحقق بها غايات الرسالة و اهدافها، و يعيش الإمام للاهداف والمبادي ء، و يتجرد من المسائل التي تؤثر علي أداء مسؤوليته و لهذا قال الإمام علي (ع):

«لا يقيم أمرالله إلاّ من لا يصانع و لا يضارع و لا يتبع المطامع ».

و قد أوضح الإمام علي بن موسي الرضا (ع) وصف الإمام بقوله :

«للإمام علامات : يكون أعلم الناس ، و أحكم الناس ، واتقي الناس ، وأحلم الناس و اشجع الناس ، و أسخي الناس ، و أعبد الناس ...»

قال (ع): «إن ّ الإمامة اُس الإسلام النامي وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة و الزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفي ء والصدقات و إمضاء الحدودو الاحكام و منع الثغور والاطراف .

والإمام يحلّل حلال الله ويحرّم حرام الله، و يقيم حدود الله ويذب ّ عن دين الله و يدعو الي سبيل ربّه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجّة البالغة .

الإمام كالشمس الطالعة للعالم ، وهي بالاُفق ؛ بحيث لا تنالها الايدي و الابصار، الإمام البدر المنير والسراج الزاهر والنور الساطع والنجم الهادي في غياهب الدجي ، والبيد القفار ولجج البحار.

الإمام الماء العذب علي الظمأ، و الدال علي الهدي و المنجي من الردي .

والإمام النار اليفاع الحار لمن اصطلي به ، والدليل في المهالك من فارقه فهالك ...

الإمام الامين الرفيق و الوالد الرقيق والاخ الشفيق ومفزع العباد في الداهية .

الإمام أمين الله في أرضه وحجّته علي عباده وخليفته في بلاده الداعي الي الله و الذاب ّ عن حُرم الله.

الإمام المطهر من الذنوب المبرّأ من العيوب ، مخصوص بالعلم موسوم بالحلم ، نظام الدين وعز المسلمين ، و غيظ المنافقين و بوار الكافرين .

الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفعل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب ..

فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام و يمكنه اختياره ؟

فكيف لهم باختيار الإمام ؟ والإمام عالم لا يجهل راع لا ينكل . معدن القدس و الطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول و هو نسل المطهرة البتول لا مغمز فيه في نسب ولا يدانيه ذو حسب .

فالإمام يمثل اعلي درجات الكمال الإنساني و درجات القرب الإلهي .

والإخلاص لربه والتقييد بشرائعه و العالم الذي لا يشتبه ولا تلتبس عليه الاُمور المعصوم من الزلل .

ولاجل الاوصاف التي ذكرها الحديث الرضوي و غيره من الاحاديث اصبح اهل البيت كما قال النبي (ص):

«النجوم أمان لاهل السماء، و اهل بيتي امان لاهل الارض ، فإذا ذهبت النجوم اتي اهل السماء ما يكرهون ، و إذا ذهب أهل بيتي أتي اهل الارض ما يكرهون » فإبعاد أهل البيت (ع) عن مواقعهم التي رتّبهم الله بها وإبعاد منهجهم عن واقع الحياة الإسلامية يساوق إبعاد الإسلام و عزله عن الحياة ؛ لانهم الممثل الحقيقي للإسلام ، و لذلك يفقد المجتمع بفقدهم :

1 - الموجه للمسيرة الإنسانية باتجاه الكمال .

2 - الرؤية الكاملة والنقية للإسلام في المجالات علي المستوي النظري .

3 - المثال الاعلي للتعامل علي اساس الإسلام في جميع نواحي الحياة .