بازگشت

امامه الحق في مواجهه امامه الباطل


لا باس ان نرجع قليلا الي بدايات هذا اليوم، وابن زياد يرسل رساله الي الحر بن يزيد مع يزيد بن زياد الكندي يامره (ان يجعجع بالحسين ويقول له: فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلي غير ماء) [1] فقال له ابو الشعثاء، وكان من انصار الحسين (ع): ويلك ماذا جئت فيه؟، قال يزيد: اطعت امامي ووفيت بيعتي. فقال له ابو الشعثاء: عصيت ربك واطعت امامك في هلاك نفسك، كسبت العار والنار. قال تعالي: (وجعلناهم ائمه يدعون الي النار ويوم القيامه لا ينصرون)«القصص/41».

انظروا الي ذلك الفهم العظيم لصاحب الحسين، حقا انها امامه في مواجهه امامه. امامه الحق في مواجهه امامه الباطل، وهذا هو المفهوم الحقيقي للتشيع، موالاه ائمه الحق، ومعاداه ائمه الضلال. اما حزب بني اميه حزب الشيطان، فجعلوا من السلطه القاهره امامه يفرقون بها بين الحق والباطل، واسبغوا علي الطواغيت من صفات ائمه الحق، واستعانوا بالمتنسكين ادعياء القداسه من وضاع الاحاديث، وفقهاء السوء ما يمكنهم من التمويه علي الجمهور ويعينهم علي استخدام المصطلح الديني في خدمه دوله الطاغوت، فاذا احدث هولاء من الاحداث ما تعجز اجهزه التسويغ عن القيام بمهمتها نحوه قالوا: (ان هذا اجتهاد (وللائمه) ان يجتهدوا فاذا اخطاوا فلهم اجر واحد، وان اصابوا فلهم اجران)، وان لم ينجح التسويغ في الاقناع قال فقهاء السوء للناس: (عليكم ان تصبروا علي السلاطين وظلمهم الا ان تروا كفرا بواحا). وهم لم يصرحوا ابدا بحقيقه هذا الكفر البواح.

ان هولاء المتنسكين لم يروا باسا، ولا فسقا، ولا كفرا بواحا في ان يلي امر الامه فرعون مثل معاويه او يزيد! ولا يرون واجبا عليهم نصره ابي الاحرار ابي عبداللّه الحسين! وهم لم يروا اي كفر ولا معصيه للّه في سفك دماء العتره الطاهره! هذا اذا عرفنا من هم من هولاء؟ وما هو منهجهم؟ وما هي اسماوهم؟ لقد راينا العتره الطاهره ولم نر غيرها، راينا اشباح رجال يرضون بركعات في بيت اللّه الحرام او بعض كلمات يزيلون بها العتب.

فها هو ابن كثير يروي عن ابن عمر، في البدايه والنهايه، ان رجلا ساله عن دم البعوض يصيب الثوب فقال: (انظروا الي هذا يسالني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبي (ص)، وسمعت النبي صلي اللّه عليه وآله يقول: هما ريحانتاي من الدنيا) [2] .


پاورقي

[1] تاريخ الامم والملوک للطبري‏4/313.

[2] محمد بن اسماعيل البخاري: صحيح البخاري، حديث رقم مجلد/4 ج‏7، ص 98. طبعه دار الفکر بيروت‏1414 ه - 1994 م.