بازگشت

الرجوع الي اصل المطلب


وعليه فلولا الامام الحسين عليه السلام لكان كل خليفة يأتي


بعد الرسول الاكرم صلي الله عليه واله سواء كان من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين قوله حجة وفعله حجة وتقريره حجة.

فإذا كان الخلاف في حجية قول الصحابة أوصلنا الي هذا الخلاف فكيف لو توسعت الحجية الي حجية أقوال وأفعال حكام بني أمية وحكام بني العباس والدولة العثمانية، لو حصل ذلك لما بقي من الاسلام إلا اسمه، إذ كل خليفة وأمير سوف يأتي بأحكام وممارسات لم يأت بها الخليفة السابق، فينام المسلمون ويستيقظون وإذا بالإسلام والدين قد تحول الي دين لا يمت بصلة الي الدين الاسلامي الصحيح، فيصبح كبقية الأديان السماوية المنحرفة عن واقعها المنزل من الله تعالي.

ثورة الامام الحسين عليه السلام أحدثت خندقا بين الخلفاء وبين التشريع وان ليس كل من تسلم الخلافة من بني أمية أو بني العباس قوله وفعله وتقريره حجة، ولو أن الامام الحسين عليه السلام بعد وفاة أخيه الامام الحسن عليه السلام وفي حياة معاوية خرج علي معاوية لما تحقق هذا الفصل بين الخلافة والتشريع، إذ سينقسم المسلمون الي جماعة الحسين وجماعة معاوية وذلك لكون معاوية في نظرهم من الصحابة العدول، بخلاف خروجه في وقت يزيد بن معاوية لا أحد يمكن أن يتجرأ من العلماء والمحدثين


ويزعم بأنه من جماعة وحزب يزيد.

فلولا الامام الحسين عليه السلام لكانت سنة يزيد بن معاوية حجة، وكلما جاء خليفة أضاف الي السلام مجموعة من البدع في العقيدة والممارسة، فيصل الاسلام الي الاجيال اللاحقة وهو لا يمت للاسلام الحقيقي بصلة أصلا، وهذا ما حدث للاديان السماوية الاخري وللمسيحية بشكل خاص، فلقد دخل مجموعة من اليهود في دين المسيح ظاهرا فحملوا رأيته وتعصبوا له، إلي ان وصلت زمام الأمور بيدهم فانحرفوا بالمسيحية عن دين المسيح.

وهذا الخطر هو الذي يخاف منه علي الاسلام، ولكن ببركة الحسين عليه السلام وثورته وشهادته رفع هذا الخطر عن الاسلام، وأوجد خندقا بين التشريع والحجية وبين الخلفاء وائمة الضلال، وأيقظ المسلمين من سباتهم وعرّفهم أن كل من أُطلق عليه لقب «الخليفة» أو «أمير المؤمنين» لا يمكن أن تكون سنته وسيرته حجة ومصدرا للتشريع، إلا اذا كان هذا الخليفة منصوصا عليه من قبل الله والرسول صلي الله عليه وآله.

ولو أن المسلمين وسّعوا مصادر المعرفة الإسلامية بحيث تشمل كل من جاء من الخلفاء والمتسلطين لكان ـ كما أشرنا ـ كل خليفة يأتي ببدعة جديدة ويمحي سنة عريقة، فيصلنا الاسلام


اليوم وهو لايشكل أكثر من 2% بالمئة مما عليه الاسلام في عصر الرسول صلي الله عليه وآله وما عليه الصحابة آنذاك.

فما أعظم بركة الحسين علي هذه الأمة، ولاغرابة في ذلك فإنه كما في الحديث المستفيض «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط».

ولذلك تواترت الاحاديث عن طريق أهل السنة والجماعة بكاء الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله علي الحسين قبل مقتله، وتكرار إهداء تربته الي الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله من قبل عدة من الملائكة، فكان صلي الله عليه واله يأخذ تلك التربة ويقلّبها ويقبّلها وعيناه تفيضان من الدموع [1] .


پاورقي

[1] راجع مسند أحمد: 1/85، 242، 4/265، 6/468، سنن الترمذي، المستدرک: 3/176، 4/19، 398 المعجم الکبير: 2811، مجمع الزوائد: 9/194، ومصادر عدة کثيرة ذکرنا بعضها في «الشعائر الحسينة سنة أم بدعة» فراجع.