وقد تواترت الاحاديث عن الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله


بأن عددا غير قليل من الصحابة سوف يحدثوا في الدين ما ليس منه، من هذه الروايات.

ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس عن رسول الله صلي الله عليه وآله ـ في حديث ـ قال ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح [1] [2] .

وما رواه البخاري عن ابي هريرة أنه كان يحدّث ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيُحلّؤن [3] عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري [4] . وما رواه مسلم واحمد عن عبدالله قال: قال رسول الله صلي


الله عليه وآله: أنا فرطكم [5] علي الحوض، ولأُنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم [6] ، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك [7] .

وما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني فرطكم علي الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردنّ علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم.

قال ابوحازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيه: فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن غيّر بعدي [8] .

فإذا كان عدد غير قليل من الصحابة هكذا وضعهم دنيا وآخرة، فكيف بغيرهم ممن لم ير رسول الله صلي الله عليه وآله؟