التثويب في الاذان
[1] .
روي الترمذي عن مجاهد قال: دخلت مع عبدالله بن عمر
مسجدا، وقد أذن فيه، ونحن نريد أن نصلي فيه، فثوّب المؤذن، فخرج عبدالله بن عمر من المسجد، وقال: أخرج بنا من عند هذا المبتدع، ولم يصل [2] .
واول من ثوّب في الأذان وأمر به هو الخليفة عمر بن الخطاب فقد أخرج مالك في الموطأ أنه بلغه أن المؤذن جاء الي عمر يؤذِنه لصلاة الصبح، فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح [3] .
وروي عبدالرزاق بسند متصل عن عمر بن حفص قال: أن سعدا ـ ابن القرظ مؤذن عمر ـ أول من قال الصلاة خير من النوم، في خلافة عمر، فقال: بدعة ثم تركه وأن بلال لم يؤذن لعمر [4] .
قال الشوكاني: وذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه الي أن التثويب بدعة، قال في البحر: أحدثه عمر، فقال ابنه: هذه بدعة، وقال علي عليه السلام حين سمعه: لا تزيدوا في الأذان ما ليس
منه [5] .
وقال ابن أبي ليلي: ما ابتدعوا بدعة أحب إلي من التثويب في الصلاة؛ يعني العشاء والفجر [6] .
وروي ابن أبي شيبة في المصنف بسنده عن الاسود بن يزيد أنه سمع مؤذنا يقول في الفجر «الصلاة خير من النوم»، فقال: لايزيدون في الاذان ما ليس منه.
وقد استمرت هذه البدعة الي الان، قال السرخسي: أما المتأخرون فاستحسنوا التثويب في جميع الصلوات، لان الناس قد ازدادت بهم الغفلة، وقلّما يقومون عند سماع الاذان، فيستحسن التثويب للمبالغة في الاعلام [7] .
پاورقي
[1] وهو قول المؤذن «الصلاة خير من النوم».
[2] سنن الترمذي 1/381، صحيح سنن أبي داود للألباني: 1/108، السنن الکبري: 1/424.
[3] الموطأ: 42 حديث 151، وراجع المصنف لابن أبي شيبة: 1/189 حديث 2159، سنن الدارقطني: 1/243.
[4] المصنف: 1/473 رقم 1829.
[5] نيل الاوطار: 2/38.
[6] المصنف لابن ابي شيبة: 1/190 حديث 2170، بسند صحيح عن وکيع عن سفيان عن عبدالرحمن بن عبدالله الاصفهاني عن ابن أبي ليلي.
[7] المبسوط: 1/131.