بازگشت

ما هي الفوائد المترتبة علي زيارة الامام الحسين؟


الجواب: نقل ثقة الإسلام الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة.

ونقل أيضا بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام: مروا شيعتنا بزيارة الحسين، فإن إتيانه فرض علي كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة.

وروي شيخ الطائفة بسند معتبر عن عبد الله بن سنان عن الصادق: بينا الحسين بن علي في حجر رسول الله إذ رفع رأسه فقال: يا أبه: ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتي أباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتي أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة [1] .

في البداية لا بد من التنبيه علي حقيقة هي اختيار الله مجموعةً من الناس واصطفاؤه إياهم وهذا وإن لم يقبله البعض حسدا أو جهلا إلا أنه حقيقة واقعة فقد قال الله سبحانه (..إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين..) وعرف النبي محمد صلي الله عليه وآله بالمصطفي والمختار لهذه الجهة. تماما مثلما أنه يمكن أن يختار الله زمانا كرمضان فيشرفه ذلك التشريف العظيم بحيث تكون إحدي لياليه أفضل من ثمانين عاما ليس فيها ذلك الشهر وتلك الليلة، أو يختار مكانا كمكة مع أنه بحسب الظاهر (غير ذي زرع) ولا ضرع ولا ميزة ظاهرية أو أشخاصا كمن ذكر. فيتعبد الله الناس باحترام تلك الأماكن والأزمنة التي اختارها وتقديسها، ويتعبدهم أيضا بتقدير وتقديس واتباع أولئك الناس الذين اختارهم (علي علم علي العالمين)، ويجعل صلواته وصلوات ملائكته عليهم (إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). حتي لقد أصبح أمر الصلاة علي النبي وآله من واجبات الصلاة عند جميع المسلمين..

ومن ذلك أمر زيارة قبورهم.

أما مشروعية زيارة القبور: فلا شك فيها عند المسلمين وذلك لما ورد من حديث رسول الله صلي الله عليه وآله: إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة [2] وقد دعا صلوات الله عليه إلي زيارة قبره بعد وفاته، فقد نقل عنه (من زار قبري بعد موتي وجبت له شفاعتي) [3] و (من زارني في مماتي فكأنما زارني في حياتي) بل حتي غير قبر النبي وقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وآله قد زار قبر أمه فبكي وأبكي [4] وكان صلوات الله عليه يخرج فيزور قبور المسلمين في البقيع كما كانت فاطمة الزهراء عليها السلام تخرج إلي المسجد فتزور أباها ثم تخرج إلي أحد فتزور عمها حمزة بن عبد المطلب [5] .

وأما معني الزيارة: ففي أصلها اللغوي هي بمعني المَيل و القصد كما ورد في القرآن الكريم في قصة أهل الكهف (وتري الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين..) وسميت شهادة الزور بذلك لأنها مائلة عن الحق.

أهداف الزيارة:

1- تكريم المزور وأداء حقه.

2- ارتباط بين الناس وبين المعصومين.

3- تسليط الضوء علي جهاد الصالحين وعمله، ولذلك كان المطلوب (عارفا بحقه..).


پاورقي

[1] قد مر بيان الوجه في ترتب ثواب عظيم علي عمل ـ بحسب الظاهر ـ قليل.

[2] مسند أحمد 1- 145 ويحتمل أن يکون النهي عن زيارة القبور لو فرض صحة الحديث في هذه الجهة، کان راجعا إلي زيارة المسلمين لقبور آبائهم المشرکين، وهو مما لا ينبغي منهم. فإنه إذا کان بالنسبة للمنافقين (.. ولا تقم علي قبره) فهو بالنسبة للمشرکين من باب أولي.

[3] ألف الشيخ تقي الدين السبکي الشافعي کتابا کاملا بخصوص رجحان واستحباب زيارة قبر النبي صلي الله عليه وآله، ردا علي ما زعمه بعض من خلاف ذلک، وسماه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام).

[4] ذخائر العقبي في مودة أهل القربي لأحمد بن عبد الله الطبري.

[5] وفي فعلها ذاک رد علي من يدعي وجود الکراهة فضلا عن الحرمة في زيارة النساء للقبور. وأما ما تمسک به بعض من أن مجيئهن يکون سببا لارتفاع اصواتهن بالنياحة، أو اختلاط الرجال بالنساء , ففيه أنه لو تم ذلک لکان ينبغي منع الحج لما فيه من الاختلاط و.. والعجيب أنه کيف تؤسس الفتاوي علي مثل هذه المستندات!!.