بازگشت

عن وقوف جواد الحسين و سؤاله القوم؟ هل انه لم يكن يعلم بالارض؟


نقل الشيخ الشريفي في كتابه كلمات الإمام الحسين (ع) ما يلي: وهناك رواية عن ابي مخنف في مقتله باسناده عن الكلبي انه قال: وساروا جميعا الي ان اتوا الي ارض كربلا وذلك في يوم الاربعاء فوقف فرس الحسين عليه السلام من تحته فنزل عنها وركب اخري فلم ينبعث من تحته خطوة واحدة ولم يزل يركب فرسا بعد فرس حتي ركب سبعه افراس وهن علي هذا الحال فلما رأي الإمام ذلك الامر الغريب. قال: ما يقال لهذا الأرض؟ قالوا: ارض الغاضرية. قال: فهل لها اسم غير هذا. قالوا: سمي نينوي. قال: هل لها اسم غير هذا قالوا: تسمي بشاطئ الفرات. قال: هل لها اسم غير هذا. قالوا: تسمي كربلا. فتنفس الصعداء قال: (ارض كرب وبلاء، ثم قال: قفوا ولا ترحلوا منها فهاهنا والله مناخ ركابنا، وهاهنا والله سفك دمائنا، وهاهنا والله هتك حريمنا، وهاهنا والله قتل رجالنا، وهاهنا والله ذبح اطفالنا، وهاهنا والله تزال قبورنا، وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله). وقال القندوزي: فساروا جميعا إلي أن انتهوا إلي أرض كربلاء، إذ وقف جواد الحسين، وكلما حثه علي المسير لم ينبعث من تحته خطوة واحدة، فقال الإمام (ما يقال لهذه الاءرض)؟ قالوا: تسمي كربلا. فقال: (هذه والله أرض كرب وبلا، هاهنا تقتل الرجال وترمل النساء، وهاهنا محل قبورنا ومحشرنا، وبهذا أخبرني جدي صلي الله عليه وآله). وفي رواية اخري قال الإمام عليه السلام: (قفوا ولا تبرحوا، هاهنا والله مناخ ركابنا، وهاهنا والله محط رحالنا، وهاهنا والله تسفك دمائنا، وهاهنا والله يستباح حريمنا، وهاهنا والله محل قبورنا، هاهنا والله محشرنا ومنشرنا).

وقد ذكر أصل الحادثة، وأن الحسين عليه السلام قد سأل من أصحابه عن اسم تلك الأرض كل من تعرض لنزوله إلي كربلاء من دون ذكر وقوف الفرس أو تبديله عليه السلام لأفراسه. لكن ذكر وقوف الفرس المحقق السيد المقرم رحمه الله في كتابه (مقتل الحسين).

ووقوف الفرس لو ثبت كما ليس ببعيد، ليس غريبا فإن مثاله في أكثر من موقع قد حصل، فإن الجميع ينقلون عن ناقة النبي صلي الله عليه وآله، أنها كانت (مأمورة) عندما دخل النبي المدينة واختلف المسلمون حيث أن كل قبيلة تريد أن ينزل النبي عليها، فكانوا يأخذون بخطام الناقة، فقال لهم الرسول: خلوا سبيلها فإنها مأمورة. حتي أناخت بمربد ليتيمين من الأنصار قرب بيت أبي أيوب الأنصاري حيث نزل النبي وبني مسجده هناك. وهكذا عندما جاء النبي صلي الله عليه وآله إلي مكة، فلما وصل الحديبية وقفت ناقته ولم تتحرك، وكان ما كان من صلح الحديبية.

وأما سؤال الحسين عليه السلام لأصحابه، فهو من أجل التأكيد علي معني يريد أن يرتبه علي جوابهم، وهذا من وسائل إلفات السامع وجلب نظره، فهو يسأل في البداية لكي ينبه المسؤول علي وجود موضوع ثم يرتب عليه الحكم، والنتيجة.. ما اسمها؟ ربما كان بعض الموجودين خصوصا من أهل الحجاز لا يعرفون تفاصيل تلك المناطق العراقية وأسماءها، فلا بد من تعريفهم من خلال إثارة السؤال لكي يجيب عليه من يعرفها من حيث اسمها، ثم يكمل الإمام ذلك بأن هذه الأرض هي أرض الشهادة.. وأنهم علي موعد معها.