بازگشت

ما هي حقيقة رض جسم الحسين بخيول الاعوجية؟


ما هي حقيقة رض جسم الحسين بخيول الامويين؟ هل يصح أن الخيل قد تراجعت عن رض جسم الحسين عليه السلام مع أنها لا تمتلك ارادة؟ أو أن الخيول التي تجرأت علي رضه هي خيول الأعوجية؟

الجواب: الثابت تأريخيا أن القوم بعدما قتلوا الحسين عليه السلام وفصلوا رأسه الشريف عن بدنه، قاموا بتنفيذ أمر عبيد الله بن زياد في رسالته الأخيرة لعمر بن سعد يوم التاسع من محرم والتي أمره فيها بنحو صارم أن (.. فازحف إليهم حتي تقتلهم، وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق مشاق، قاطع ظلوم، وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا، ولكن علي قول: لو قد قتلته فعلت به هذا...). وقد وردت الروايات بأنهم قاموا بذلك العمل، بل ذكرت المصادر التأريخية أسماء أولئك المجرمين الذين قاموا بالعمل المذكور فقد ذكر العلامة المجلسي في بحاره بأنه بعد مقتل الحسين عليه السلام: (نادي عمر ابن سعد في أصحابه: من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره، فانتدب منهم عشرة وهم إسحاق بن حوية الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، وأخنس بن مرثد، وحكيم بن الطفيل السنبسي، وعمروبن صبيح الصيداوي، ورجاء بن منقذ العبدي، وسالم بن خيثمة الجعفي، وواحظ بن ناعم، وصالح بن وهب الجعفي، وهانئ بن ثبيت الحضرمي، واسيد بن مالك، فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم حتي رضوا ظهره وصدره. قال: وجاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد فقال اسيد بن مالك أحد العشرة:



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الاسر



فقال ابن زياد: من أنتم؟ فقالوا: نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتي طحنا جناجن صدره فأمر لهم بجائزة يسيرة. [1] ونفس الأمر نقله الطبري عن أبي مخنف.

نعم قد يستعظم ذلك من قبل المؤمن ولا يراه ممكنا لقداسة الحسين، وعظمة شأنه عند الله سبحانه وتعالي.. ولكن هذا لا يمنع وقوع أشد أنواع البلاء علي أهل الايمان، فإن من الأنبياء من نشروا بالمناشير، ومنهم من مشط بأمشاط الحديد.. وهكذا.

نعم قد ذكر في البحار أن في الكافي رواية تدل علي أن الخيول لم ترض صدر الحسين عليه السلام، ولم أعثر علي تلك الرواية. ويري بعضهم أن الخيل العربية لا تدوس علي جسد القتيل في الحالات العادية بل تقفز فوقه، فإن صح ذلك وثبتت الرواية فيمكن أن يكون ذلك في أول الأمر، لكن فيما بعد كان من الثابت أنهم قاموا بذلك العمل.

وأما كونها من الخيل الأعوجية ـ لو ثبت ذلك ـ فليس بصفة ذم كما يتبادر إلي الذهن بدوا، وإنما الذم لمن ركب علي ظهرها، وأجراها في غير ميدان الطاعة. فإن الأعوجية تعتبر من الخيول القوية والسريعة، بل يعود أصل كثير من الخيول إلي فرس بهذا الاسم كان في الجاهلية. قال ابن منظور في لسان العرب:

وأعوج: فرس سابق ركب صغيرا فاعوجت قوائمه، والأعوجية منسوبة إليه. قال الأزهري: والخيل الأعوجية منسوبة إلي فحل كان يقال له أعوج، يقال: هذا الحصان من بنات أعوج، وفي حديث أم زرع: ركب أعوجيا أي فرسا منسوبا إلي أعوج، وهو فحل كريم تنسب الخيل الكرام إليه، وأعوج أيضا: فرس عدي من أيوب، قال الجوهري: أعوج اسم فرس كان لبني هلال تنسب إليه الأعوجيات وبنات أعوج، قال أبو عبيدة: كان أعوج لكندة، فأخذته بنو سليم في بعض أيامهم فصار إلي بني هلال، وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلا منه، وقال الأصمعي في كتاب الفرس: أعوج كان لبني آكل المرار ثم صار لبني هلال بن عامر.


پاورقي

[1] بحار الأنوار 45.