بازگشت

اهمية سير الابطال في المجتمعات


1- من أهم ما تقوم به سير الحياة الشخصية للعظماء صناعة القدوة للأطفال والاحداث من أبناء المجتمع فإن هؤلاء إذا نظروا وهم في حداثة سنهم إلي تقدير المجتمع لأبطاله يتحول هؤلاء في أذهانهم إلي طموح أعلي ومثل أسمي يظل يشرق في أنفسهم، ولذا فإنهم في تلك السن المبكرة يحاولون أن يحاكوا الطريقة التي عاش عليها أولئك الأبطال، ولذا نفهم ما يقوم به الغرب من تقديم قدوات وأبطال علي مقاييسه بالنسبة لأطفالنا وشبابنا اليوم، ونفهم خطورته أيضا.. فهم لكي يبينوا التفوق الأمريكي ويحولوه إلي ثقافة يقدمون لنا نماذج (البطولة والقوة والمثل العليا في صورة أفلام وكارتون)

2- تعطي دراسة السير الشخصية لأبطال الأمة شعورا للفرد والمجتمع بأنه ينتمي لتاريخ ممتد ولجيل صالح. وهذا له كبير الأثر علي سلوكه، فإن شعور الفرد مثلا أنه ينتمي إلي عائلة شريفة يصنع له دافعا إضافيا للصلاح، ويحجزه في كثير من الأحيان عن تناول الصغائر وكذا حين يشعر بالانتماء إلي مجتمع وتاريخ زاهر ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه لواليه مالك الأشتر النخعي (.. ثم ألصق بذوي الأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة. ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة، فإنهم جماع من الكرم، وشعب من العرف..) [1] بينما الأشخاص الذين لا تاريخ لهم، ولا ينتمون إلي جيل صالح يكونون أقرب إلي المسيرة الخاطئة. وهذا ما يذكره علماء الاجتماع حين يتعرضون إلي بيان الأسباب التي تؤدي لكثرة الجريمة في التجمعات البشرية الخليطة من أجناس مختلفة ومستويات ثقافية متعددة بالقياس إلي تلك المجتمعات التي تمتلك تاريخا موحدا وثقافة مشتركة.

من ذلك وجدنا القرآن يتحدث عن قصص السابقين، سواء في أدوارهم الايجابية لصناعة القدوة (فاعتبروا يا أولي الأبصار). أو في الجهات السلبية بالتنفير من نماذج الرذيلة والانحراف والعصيان. وفي إطار صناعة القدوة الطيبة وربط الناس بها نجد أنه قد حرصت الأحاديث علي ربط الناس بتلك الصفوة من البشر محمد صلي الله عليه وآله الطاهرين كما يفهم من التأكيد علي ذكرهم والصلاة علي النبي وآله في المصادر الإسلامية..


پاورقي

[1] نهج البلاغة.