بازگشت

اهل البيت في بيانات الثورة


تمثل الثورة الحسينية قمة الصراع بين مبادي ء أهل البيت عليهم السلام و مبادي ء خصومهم علي المستوي الفكري و السياسي و العسكري، لذلك لابد لسيد الثوار من أن يؤكد في بياناته الثورية علي مكانة أهل البيت عليهم السلام و علاقتهم بالرسالة الاسلامية و صلتهم بالأمة، فلم تكن علاقتهم بالرسالة علاقة ايمان و حسب، بل علاقة التمازج و التفاعل التام، فهم يمثلون الوجهة الشخصية للرسالة في فكرهم و أخلاقهم و أفعالهم و أقوالهم، و يمثلون في الأمة موقع القيادة و الريادة.

و بيان هذه الحقيقة من أهم الأهداف المقدسة لثورة أبي الأحرار ان لم تكن الأهم علي الاطلاق، فأبان عليه السلام أنه لم يتحرك و لم ينطلق في ثورته من فراغ، بل انطلق من قاعدة ربانية متينة و هي تلك المكانة المقدسة التي تجسد روح الرسالة و محور الاسلام؛ لأنها راجعة الي الاصطفاء و الاختيار الرباني لأهل هذا البيت عليهم السلام ليكونوا قادة البشرية و روادها في هدايتهم الي الله تعالي و لتحقيق الأهداف الالهية علي الأرض.

و قد أشار سيدالشهداء عليه السلام الي ذلك المقام في أول مواجهة له مع السلطات الأموية الحاكمة لما دعي الي مبايعة يزيد بن معاوية علي لسان أمير المدينة المنورة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

و بعد شي ء من الحوار الحاد بينه و بين الوليد و مروان بن الحكم و كان حاضرا قال عليه السلام:


» أيها الأمير، انا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة، بنا فتح الله و بنا ختم، و يزيد رجل فاسق، شارب الخمر، و قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق، و مثلي لا يبايع مثله، و لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون أينا أحق بالخلافة و البيعة» [1] .

هذا هو الاعلان الأول لأبي الأحرار في مواجهة النظام الأموي، حيث أعلن رفضه المطلق للاعتراف بذلك النظام مستندا الي المبادي ء الرسالية التي كان يمثلها هو و أهل بيته عليهم السلام و التي تحتم عليه هذا الموقف.

و قد أشار عليه السلام هنا الي عدد من خصائص أهل البيت عليهم السلام التي تشير الي منزلتهم في الاسلام و التي تجعلهم الأكفأ و الأولي ممن سواهم بولاية أمر الأمة و قيادتها.

و لابد من وقفة و لو قصيرة عند هذه الخصائص التي ذكرها سيدالشهداء عليه السلام.


پاورقي

[1] اللهوف لابن‏طاووس ص 17، الفتوح لابن‏أعثم ج 5 ص 14، و اللفظ الأول.