بازگشت

رثاء الطبيعة


ومن الأحداث بعد مذبحة كربلاء، أنّ الطبيعة شاركت في إعلان الحزن، بأساليب غريبة لم تؤثر عند عامة الحوادث.

فمنها بكاء السماء دماً:

[287] قال ابن سيرين: لم تبك السماء علي أحد بعد يحيي بن زكريّا، إلاّ علي الحسين بن عليّ [1] .

[295] قالت نصرة الأزدية: لمّا أن قتل الحسين بن عليّ مطرت السماء دماً فأصبحت وكلّ شي لنا ملآن دماً.

[291] وقالت امرأة: كُنّا زماناً بعد مقتل الحسين، وإن الشمس تطلع محمرّة علي الحيطان والجدران بالغداة والعشيّ.

قالت: كانوا لا يرفعون حجراً إلاّ وجدوا تحته دماً [2] .

ومنها ظلمة السماء:

[288] قال خليفة: لمّا قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهاراً، حتّي رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر [3] .

[293] قال عيسي بن الحارث الكندي: لمّا قتل الحسين مكثنا سبعة أيّام إذا صلّينا العصر، نظرنا إلي الشمس علي أطراف الحيطان


كأنّها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلي الكواكب يضرب بعضها بعضاً [4] .

[296] قال أبو قبيل: لمّا قتل الحسين بن عليّ كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتي ظننّا أنّها هي [5] .

[301] قالت أُمّ حبّان: يوم قتل الحسين اظلمّت علينا ثلاثاً، ولم يمسّ أحدٌ من زعفرانهم شيئاً فجعله علي وجهه إلاّ احترق، ولم يقلب حجرٌ ببيت المقدس إلاّ أصبح تحته دمٌ عبيط [6] .

وقد اعترف ببعض هذه الأحداث حكّام بني أُمّية:

[302] قال معمر: أوّل ما عرف الزهريّ تكلّم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيّكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قُتلَ الحسين ابن عليّ؟

فقال الزهري: بلغني أنّه لم يقلب حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط.


پاورقي

[1] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).

[2] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).

[3] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).

[4] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).

[5] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).

[6] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:149).