بازگشت

كرامة الامام


وأقبل القوم يزحفون نحوه وكان فيهم عبدالله بن حوزة التميمي [1] فصاح: أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين (عليه السلام) . هذا الحسين فما تريد منه؟ قال: يا حسين ابشر بالنار، قال الحسين: كذبت بل أقدم علي ربّ غفور كريم مطاع شفيع فمن أنت؟ قال: أنا ابن حوزة فرفع الحسين يديه حتّي بان بياض ابطيه وقال: اللهم حزّه الي النار، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه وكان بينهما خندق فسقط عنها وعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس وانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر معلّقاً بالركاب واخذت الفرس تضرب به كلّ حجر وشجر [2] وألقته في النار المشتعلة في الخندق فاحترق بها ومات، فخّر الحسين ساجداً شاكراً حامداً علي إجابة دعائه، ثم انه رفع صوته يقول: اللهم أنا اهل بيت نبيّك وذريّته وقرابته فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقّنا انك سميع قريب، فقال له محمد بن الأشعث: اي قرابة بينك وبين محمّد، فقال الحسين (عليه السلام) : اللهم ان محمد بن الأشعث يقول ليس بيني وبين محمّد قرابة اللهم أرني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا فاستجاب الله دعاءه فخرج محمد بن الأشعث من العسكر ونزل عن فرسه لحاجته واذا بعقرب أسود يضربه ضربة تركته متلوثاً في ثيابه مما به [3] .

قال مسروق بن وائل الحضرمي: كنت في أول الخيل التي تقدمت لحرب الحسين (عليه السلام) لعلّي ان أصيب رأس الحسين فأحظي به عند ابن زياد، فلمّا رأيت ما صنع بابن حوزة عرفت ان لأهل هذا البيت حرمة ومنزلة عند الله وتركت الناس وقلت: لا اقاتلهم فأكون في النار [4] .

ثم خطب الإمام الحسين (عليه السلام) خطبته الثانية، فأعقبها زهير بن القين بخطبته المعروفة، ومن بعده خطب القوم برير بن خضير.


پاورقي

[1] في مجمع الزوائد للهيثمي: 9/193 ابن جويزة، وفي مقتل الحسين للخوارزمي: 1/248 مالک بن جريرة، وفي روضة الواعظين للفتال: ص159 طبع أول يقال له: ابن ابي جويرة المزني وان فرسه نفرت به وألقته في النار التي في الخندق.

[2] کامل ابن الأثير: 4/27.

[3] مقتل الحسين للخوارزمي: 1/249، واقتصر الصدوق في الأمالي علي دعائه علي محمد بن الأشعث کما ذکر هذه الحادثة في کتاب روضة الواعظين للفتال: ص159 طبع أول وأضاف انه مات بادي العورة.

[4] الکامل لابن الأثير: 4/27.