بازگشت

دخور مسلم الكوفة


ثم أقبل حتي دخل الكوفة لخمس خلون من شوّال فنزل دار المختار بن أبي عبيد وهي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب وأقبلت الشيعة تختلف إليه فلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السلام) فأخذوا يبكون فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرُّك منهم والله أحدثك عما أنا موطِّن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولاقاتلنّ معكم عدوّكم ولأضربنّ بسيفي دونكم حتي ألقي الله لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله، فقام حبيب بن مظاهر الأسدي فقال: رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ثم قال: وأنا والله الذي لا إله إلاّ هو علي مثل ما هذا عليه، ثم قال الحنفي مثل ذلك، فقال الحجاج بن علي: فقلت لمحمد بن بِشْر فهل كان منك أنت قول؟ فقال: إن كنتُ لأحب أن يعزّ الله أصحابي بالظفر وما كنت لأحب أن أُقتل وكرهت أن أكذب، واختلفت الشيعة إليه حتي بلغ من بايعه ثمانية عشر ألفاً، فكتب مسلم بن عقيل الي الإمام الحسين (عليه السلام) يخبره بذلك ويطلب منه القدوم وكان علي الكوفة يومئذ النعمان بن بشير الذي علم بميجيء مسلم وما آل إليه أمرُ الناس وهذا نصّ الكتاب:«بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، أما بعد! فان الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر الفاً، فعجّل الاقبال حين يأتيك كتابي فانّ الناس كلّهم معك، وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوي، والسلام».