بازگشت

خروج الحسين من المدينة


تهيّأَ الإمام الحسين (عليه السلام) للخروج من مدينة جدّه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وقد أوصي الي أخيه محمد بن الحنفيّة، الذي بقي في المدينة ما هذا نصّه: «بسم الله الرحمن الرحيم» هذا ما أوصي به الحسين بن علي بن أبي طالب إلي أخيه محمّد بن علي المعروف بابن الحنفيّة «إنّ الحسين بن علي يشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وانّ محمّداً عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق، وان الجنّة والنار حق، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، إني لم أخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) ، واُريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) وسيرة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولي بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا صبرت حتي يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين، هذه وصيّتي إليك يا أخي وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أُنيب، والسلام عليك وعلي من اتّبع الهدي، ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم» [1] .

وخرج الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة متوجّهاً نحو مكّة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستين من الهجرة ومعه بنوه واخوته وبنو أخيه الحسن وأهل بيته [2] وهو يقرأ: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِيْنَ) [3] .

ولزم الطريق الأعظم، فقيل له لو تنكَّبت الطريق كما فعل إبن الزبير كيلا يلحقك الطلب، قال: لا والله لا افارقه حتي يقضي الله ما هو قاض.

دخل مكّة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان وهو يقرأ:

(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَي رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ) فنزل دار العباس بن عبدالمطّلب، واختلف إليه أهل مكة ومن بِها من المعتمرين وأهل الآفاق، وابن الزبير ملازم جانب الكعبة ويأتي الي الحسين فيمن يأتيه وكان ثقيلا عليه دخول الحسين (عليه السلام) ومكوثه في مكّة لكونه أجلّ منه قدراً وأطوع في الناس، فلا يبايع له ما دام الحسين فيها، وطار البريد الي الحواظر الإسلامية حاملا معه خبر خروج الحسين من المدينة الي مكّة لا سيّما الكوفة والبصرة.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: ج4 ص261.

[2] ارشاد المفيد.

[3] القصص: 21.