بازگشت

ما الامام الا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس


فقد ذكر المؤرخون أن الحسين (ع) وافته في مكة كتب أهل الكوفة، من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة، يسألونه القدوم عليهم لأنهم بغير إمام، ولم يجتمعوا مع النعمان بن بشير في جمعة ولا جماعة، وكثرت لديه الكتب، حتي ورد عليه في يوم واحد ستمئة كتاب، واجتمع عنده من نوب متفرّقة اثنا عشر ألف كتاب، وفي كل ذلك يؤكدون الطلب وهو لا يجيبهم. وآخر كتاب ورد عليه من شبث بن ربعي، وحجّار بن أبجر، ويزيد بن الحارث، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجّاج، ومحمد بن عمير بن عطارد، وفيه: إن الناس ينتظرونك، لا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل يابن رسول الله، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار، فأقدم إذا شئت، فإنما تقدم علي جند لك مجنّدة. [1] .

ولما اجتمع عند الحسين ما ملأ خرجين كتب إليهم كتاباً واحداً دفعه إلي هانئ بن هانئ السَبُعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، وكانا آخر الرسل. وصورته: "بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلي الملأ من المؤمنين والمسلمين. أما بعد، فإن هانئاً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمت كل الذي قصصتم وذكرتم، ومقالة جلّكم أنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الهدي والحق، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجي منكم علي مثل ما قدمت عليّ به رسلكم، وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله. فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب. والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه علي ذات الله. والسلام". [2] .


پاورقي

[1] ابن نما، مثير الأحزان: 11.

[2] تاريخ الطبري 3: 278. والأخبار الطوال: 237.