بازگشت

ما عجل الله به قتلة الحسين من العذاب في الدنيا و ما ظهر من إعجازه


1 - المناقب لا بن شهرآشوب: روي أن الحسين عليه السلام قال لعمر بن سعد: إن مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلا قليلا، فقال مستهزئا: يا أبا


عبد الله في الشعير خلف، فكان كما قال لم يصل إلي الري و قتله المختار [1] .

2 - و منه: أمالي أبي سهل القطان يرويه عن ابن عيينة، قال: أدركت من قتلة الحسين عليه السلام رجلين، أما أحدهما فإنه طال ذكره حتي كان يلفه.

و في رواية: كان يحمله علي عاتقه، و أما الآخر فإنه كان يستقبل الرواية فيشربها إلي آخرها و لا يروي و ذلك أنه نظر إلي الحسين عليه السلام و قد أهوي إلي فيه بماء و هو يشرب، فرماه بسهم، فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله من [ال] ماء في دنياك و لا في آخرتك.

و في رواية: إن رجلا من كلب [2] رماه بسهم فشك شدقه فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله، فعطش الرجل حتي نفسه في الفرات و شرب حتي مات.

[3] توضيح: الشك اللزوم و اللصوق.

3 - المناقب لا بن شهرآشوب: المقتل عن ابن بابويه، و التاريخ عن الطبري، قال أبو القاسم الواعظ: نادي رجل: يا حسين! إنك لن تذوق من الفرات قطرة حتي تموت أو تنزل علي حكم الامير، فقال الحسين عليه السلام: أللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا، فغلب عليه العطش، فكان يعب المياه و يقول و اعط شاه حتي تتطع.

تأريخ الطبري: إنه كان هذا المنادي عبد الله بن الحصين الازدي رواه حميد بن مسلم، و في رواية: كان رجلا من دارم.

فضائل العشرة: عن أبي السعادات بالاسناد في خبر أنه لما رماه الدارمي بسهم، فأصاب حنكه جعل يتلقي الدم، ثم يقول هكذا إلي السماء، فكان هذا الدارمي يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره، بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه الكانون [4] و النار، و هو يقول: اسقوني فيشرب العس [5] ثم يقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه.

ابن بطة في الابانة و ابن جرير في التاريخ: إنه نادي الحسين ابن جوزة فقال، يا حسين أبشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة، قال: ويحك أنا؟ قال:


نعم، قال: ولي رب رحيم و شفاعة نبي مطاع، أللهم، إن كان عندك [6] كاذبا فجره إلي النار، قال: فما هو إلا أن ثني عنان فرسه فوثب به فرمي به و بقيت رجله في الركاب، و نفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر و شجر حتي مات.

و في رواية غيرهما: أللهم جره إلي النار و أذقه حرها في الدنيا قبل مصيره إلي الآخرة، فسقط عن فرسه في الخندق و كان فيه نار فسجد الحسين عليه السلام.

[7] (تأريخ الطبري: قال أبو مخنف: و كان فيه نار فسجد الحسين عليه السلام).

[8] تأريخ الطبري: قال أبو مخنف: حدثني عمرو بن شعيب، عن محمد بن عبد الرحمن أن يدي أبجر [9] بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، و في الصيف تيبسان كأنهما عودان، و في رواية غيره: كانت يداه تقطران في الشتاء دما و كان هذا الملعون سلب الحسين عليه السلام.

و يروي أنه أخذ عمامته جابر بن زيد [10] الازدي و تعمم بها فصار في الحال معتوها، و أخذ ثوبه جعوبة بن حوية الحضرمي و لبسه فتغير وجهه، و حص شعره، و برص بدنه، و أخذ سراويله الفوقانية بحير بن عمرو الجرمي و تسرول به فصار مقعدا.

[11] توضيح: رجل أحص: بين الحصص: أي قليل شعر الرأس، و قد حصت البيضة رأسه.

4 - المناقب لا بن شهرآشوب، تأريخ الطبري: إن رجلا من كندة يقال له مالك بن اليسرأتي الحسين عليه السلام بعد ما ضعف من كثرة الجراحات، فضربه علي رأسه بالسيف و عليه برنس من خز، فقال عليه السلام: لا أكلت بها و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين، فألقي ذلك البرنس من رأسه، فأخذه الكندي فأتي به أهله، فقالت إمرأته: أسلب الحسين تدخله في بيتي؟ " لا يجتمع رأسي و رأسك أبدا " [12] فلم يزل فقيرا حتي هلك. [13] .


5 - المناقب لا بن شهرآشوب: و روي أن الحسين عليه السلام دعا [و قال] : أللهم إنا أهل بيت نبيك و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا، إنك سميع قريب، فقال محمد ابن الاشعث: وأي قرابة بينك و بين محمد صلي الله عليه و آله، فقرأ الحسين عليه السلام " ان الله اصطفي آدم و نوحا وال إبراهيم وال عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض " [14] ثم قال: أللهم أرني فيه في هذا اليوم ذلا عاجلا، فبرز ابن الاشعث للحاجة فلسعته عقرب علي ذكره فسقط و هو يستغيث و يتقلب علي حدثه.

[15] أقول: [روي] في بعض كتب المناقب المعتبرة: بإسناده عن أحمد بن الحسين، عن أبي الحسين بن بشران، عن الحسين بن صفوان، عن عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، عن العباس بن هشام [16] بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رجل من أبان ابن دارم يقال له زرعة، شهد قتل الحسين عليه السلام فرمي الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يتلقي الدم - ثم يقول هكذا إلي السماء - فيرمي به، و ذلك أن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه و بين الماء، فقال: أللهم ظمئه أللهم ظمئه.

قال: فحدثني من شهده و هو يموت و هو يصيح من الحر في بطنه، و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح و الثلج و خلفه الكانون و هو يقول: اسقوني أهلكني العطش، فيؤتي بعس عظيم فيه السويق و الماء و اللبن لو شربه خمسة لكفاهم، قال: فيشربه ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه كانقداد البعير.

و ذكر أعثم الكوفي هذا الحديث مختصرا، قال: اسم الرامي - لعنه الله - عبد الرحمن الازدي، فقال له الحسين عليه السلام: أللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا.

قال القاسم بن أصبغ: لقد رأيتني عند ذلك الرجل و هو يصيح و الماء يبرد له فيه السكر والاعساس فيها اللبن، و هو يقول: ويلكم اسقوني فقد قتلني العطش، فيعطي القلة أو العس فإذا نزعه من فيه يصيح حتي أنقد بطنه و مات شر ميتة لعنه الله [17] .



پاورقي

[1] 3 / 213 و البحار: 45 / 300 ح 1.

[2] في الاصل: کليب.

[3] 3 / 214 و البحار: 45 / 300.

[4] الکانون: الموقد، المصطفي.

[5] العس: الانآء الکبير.

[6] عبدک / خ.

[7] 3 / 214 و البحار: 45 / 301 ح 2.

[8] ما بين القوسين أثبتناه من احدي النسخ.

[9] في المصدر: أبحر.

[10] في الاصل: يزيد.

[11] 3 / 214 و البحار: 45 / 301.

[12] في المصدر: أخرج فو الله لا تدخل بيتي أبدا.

[13] 3 / 215 و البحار: 45 / 302 ح 3.

[14] آل عمران: 33 و 34.

[15] 3 / 215 و البحار: 45 / 302.

[16] أسام / خ.

[17] البحار: 45 / 310.