بازگشت

ما قيل من المراثي فيه الاخبار الصحابة و التابعين


1 - مجالس المفيد و أمالي الطوسي: المفيد، عن محمد بن عمران، عن محمد ابن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي سعيد [1] ، عن مسعود بن عمرو، عن إبراهيم بن داحة [2] قال: أول شعر رثي به الحسين بن علي عليهما السلام قول عقبة بن عمرو [3] السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب: إذا العين قرت في الحياة و أنتم تخافون في الدنيا فأظلم نورها مررت علي قبر الحسين بكربلا ففاض عليه من دموعي غزيرها فما زلت ارثيه و أبكي لشجوه و يسعد عيني دمعها و زفيرها و بكيت من بعد الحسين عصائب أطافت به من جانبيها قبورها سلام علي أهل القبور بكربلا و قل لها مني سلام يزورها


سلام بآصال العشي و بالضحي تؤديه نكباء الرياح و مورها و لا برح الوفاد زوار قبره يفوح عليهم مسكها و عبيرها المناقب لا بن شهرآشوب: مرسلا مثله [4] توضيح: النكباء: الريح الناكبة التي تنكب عن مهاب الرياح القوم ذكره الجوهري و قال الفيروزآبادي: ريح انحرفت و وقعت بين ريحين أو بين الصبا و الشمال، و المور بالضم: الغبار بالريح.

2 - مثير الاحزان لا بن نما: رويت إلي ابن عائشة قال: مر سليمان بن قتة العدوي [5] مولي بني تيم بكربلا بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلي مصارعهم فاتكأ علي فرس له عربية و (قال) أنشأ: مررت [6] علي أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم حلت ألم ترأن الشمس أضحت مريضة لفقد حسين و البلاد اقشعرت و كانوا رجاء ثم أضحوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا وجلت [7] و تسألنا قيس فنعطي فقيرها و تقتلنا قيس إذا [8] النعل زلت و عند غني قطرة من دمائنا سنطلبهم يوما بها حيث حلت فلا يبعد الله الديار و أهلها و إن أصبحت منهم بزعمي تخلت و إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقاب المسلمين فذلت و قد أعولت [9] تبكي السماء لفقده و أنجمها ناحت عليه وصلت [10] و قيل الابيات لابي الرمح الخزاعي، حدث المرزباني قال: دخل أبو الرمح إلي فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام فأنشدها مرثية في الحسين عليه السلام: أجالت علي عيني سحائب عبرة فلم تصح بعد الدمع حتي ارمعلت [11]


تبكي علي آل النبي محمد و ما أكثرت في الدمع [12] لابل أقلت أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم و قد نكأت أعدائهم حين سلت و إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت فقالت فاطمة: يا أبا رمح هكذا تقول، قال: فكيف أقول جعلني الله فداك، قالت: قل: " أذل رقاب المسلمين فذلت "، قال: لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا. [13] .

3 - أقول: [رأيت] في بعض مؤلفات المتأخرين أنه [قال:] حكي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيدي و مولاي علي بن موسي الرضا عليهما السلام في مثل هذه الايام، فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب و أصحابه من حوله، فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل، مرحبا بناصرنا بيده و لسانه، ثم إنه وسع لي في مجلسه و اجلسني إلي جانبه، ثم قال لي: يا دعبل احب أن تنشدنا شعرا، فإن هذه الايام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، و أيام سرور كانت علي أعدائنا خصوصا بني أمية، يا دعبل من بكي و أبكي علي مصابنا و لو واحدا كان أجره علي الله، يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا و بكي لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدي الحسين عليه السلام غفر الله له ذنو=بهم به البتة.

ثم إنه عليه السلام نهض، و ضرب سترا بيننا و بين حرمه، و أجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدهم الحسين عليه السلام، ثم التفت إلي، و قال لي: يا دعبل ارث الحسين عليه السلام، فأنت ناصرنا و ما دحنا ما دمت حيا، فلا تقصر عن [14] نصرنا ما استطعت، قال دعبل: فاستعبرت و سالت عبرتي و أنشأت أقول: أ فاطم لو خلت الحسين مجدلا و قد مات عطشانا بشط فرات إذا للطمت الخدفاطم عنده و أجريت دمع العين في الوجنات أ فاطم قومي يابنة الخير و اندبي نجوم سماوات بأرض فلاة قبور بكوفان و اخري بطيبة و اخري بفخ نالها صلواتي قبور ببطن النهر من جنب كربلا معرسهم فيها بشط فرات


توافوا عطاشا بالعراء فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي إلي الله أشكو لوعة عند ذكرهم سقتني بكأس الثكل و الفضعات [15] إذا فخروا يوما أتوا بمحمد و جبريل و القرآن و السورات وعدوا عليا ذا المناقب و العلا و فاطمة الزهراء خير بنات و حمزة و العباس ذا الدين و التقي و جعفرها الطيار في الحجبات أولئك مشؤمون هندا و حربها [16] سمية من نوكي و من قذرات هم منعوا الآباء من أخذ حقهم و هم تركوا الابناء رهن شتات سأبكيهم ما حج لله راكب و ما ناح قمري علي الشجرات فيا عين بكيهم وجودي بعبرة فقد آن للتسكاب و الهملات بنات زياد في القصور مصونة و آل رسول الله منهتكات و آل زياد في الحصون منيعة و آل رسول الله في الفلوات ديار رسول الله أصبحن بلقعا و آل زياد تسكن الحجرات و آل رسول الله نحف جسومهم و آل زياد غلظ القصرات و آل رسول الله تدمي نحورهم و آل زياد ربة الحجلات و آل رسول الله تسبي حريمهم و آل زياد آمنوا السربات إذا وتروا مدوا إلي واتريهم أكفا من [17] الاوتار منقبضات سأبكيهم ما ذر في الارض [18] شارق و نادي منادي الخير للصلوات و ما طلعت شمس و حان غروبها و بالليل أبكيهم و بالغدوات [19] أقول: سيأتي تمام القصيدة و شرحها في أبواب تأريخ الرضا عليه السلام.

4 - المناقب لا بن شهرآشوب: الكميت: أضحكني الدهر و أبكاني و الدهر ذوصرف و ألوان لتسعة بالطف قد غودروا صاروا جميعا رهن أكفان و ستة لا يتجازي بهم بنو عقيل خير فرسان


ثم علي الخير مولاهم ذكرهم هيج أحزاني [20] بيان: التجازي: التقاضي.

5 - المناقب لا بن شهرآشوب: السري الرفا: [21] أقام روح و ريحان علي جدث ثوي الحسين به ظمآن آمينا كأن أحشاءنا من ذكره أبدا تطوي علي الجمر أو تحشي السكاكينا [22] مهلا فما نقضوا أو تار والده و إنما نقضوا في قتله الدنيا [23] بيان: لعل الاوتار جمع وتر: القوس، كناية عن العهود و المواثيق.

6 - المناقب لا بن شهرآشوب: دعبل: هلابكيت علي الحسين و أهله هلابكيت لمن بكاه محمد فلقد بكته في [24] السماء ملائك زهر كرام راكعون و سجد لم يحفظوا حب [25] النبي محمد إذ جرعوه حرارة ما [26] تبرد قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه فالثكل من بعد الحسين مبدد هذا حسين بالسيوف مبضع متخضب [27] بدمائه مستشهد عار بلا ثوب صريع في الثري بين الحوافر و السنابك يقصد كيف القرار و في السبايا زينب تدعو بفرط حرارة يا أحمد يا جد إن الكلب يشرب آمنا ريا و نحن عن الفرات نطرد يا جد من ثكلي و طول [28] مصيبتي و لما أعاينه أقوم و أقعد [29] توضيح: قوله: " فالثكل من بعد الحسين مبدد " أي تفرق و كثر القتل و الثكل بعد قتله عليه السلام في أولاد الرسول صلي الله عليه و آله أو (في) سائر الخلق أيضا، و لا يبعد أن يكون


" فالكل " فصحف.

7 - المناقب لا بن شهر اشوب كشاجم: إذا تفكرت في مصابهم أثقب زند الهموم قادحه [30] فبعضهم قربت مصارعه و بعضهم بعدت مطارحه أظلم في كربلاء يومهم ثم تجلي و هم ذبائحه ذل حماه و قل ناصره و نال أقوي مناه كاشحه خالد بن معدان: جاؤا برأسك يا ابن بنت محمد مترملا بدمائه ترميلا قتلوك عطشانا و لم يترقبوا في قتلك التنزيل و التأويلا و كأنها بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا عامدين رسولا و يكبرون بأن قتلت و إنما قتلوا بك التكبير و التهليلا سليمان بن قتة [31] الهاشمي: مررت علي أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم حلت ألم ترأن الارض أضحت مريضة لفقد حسين [32] و البلاد اقشعرت و إن عقيل الطف من آل هاشم أذل رقاب المسلمين فذلت فكانوا رجاء ثم عادوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا وجلت السوسي: لهفي علي السبط و ما ناله قد مات عطشانا بكرب الظما لهفي لمن نكس عن سرجه ليس من الناس له من حمي لهفي علي بدر الهدي اذ علا في رحمه يحكيه بدر الدجي لهفي علي النسوة إذ برزت تساق سوقا بالعنا و الجفا لهفي علي تلك الوجوه التي ابرزن بعد الصون بين الملا


لهفي علي ذاك [33] العذار الذي علاه بالطف تراب العرا [34] لهفي علي ذاك القوام الذي حناه بالطف سيوف العدا و له: كم دموع ممزوجة بدماء سكبتها العيون في كربلاء لست أنساه بالطفوف غريبا مفردا بين صحبه بالعراء و كأني به و قد خرفي الترب صريعا مخضبا بالدماء و كأني به و قد لحظ النسوا ن يهتكن مثل هتك الاماء و له: جودي علي حسين يا عين بانغزار جودي علي الغريب إذا الجار لا يجار جودي علي النساء مع الصبية الصغار جودي علي القتيل مطروح في القفار و له: ألا يا بني الرسول لقد قل الاصطبار ألا يا بني الرسول خلت منكم الديار ألا يا بني الرسول فلا قر لي قرار و له: لا عذر للشيعي يرقأدمعه و دم الحسين بكربلاء اريقا يا يوم عاشور القد خلفتني ما عشت في بحراهموم غريقا فيك استبيح حريم آل محمد و تمزقت أسبابهم تمزيقا ءأذوق ري الماء و ابن محمد لم يرو حتي للمنون اذيقا و له: و كل جفني بالسهاد مذعرس الحزن في فؤادي ناع نعي با لطفوف بدرا أكرم به رائحا و غادي نعي حسينا فدته روحي لما أحاطت به الاعادي في فتية ساعدوا و و اسوا و جاهدوا أعظم الجهاد


حتي تفانوا [35] و ظل فردا و نكسوه عن الجواد و جاء شمر إليه حتي جرعه الموت و هو صاد و ركب الرأس في سنان كالبدر يجلودجي السواد و احتملوا أهله سبايا علي مطايا بلا مهاد و له أيضا: أ أنسي حسينا بالطفوف مجدلا و من حوله الاطهار كالانجم الزهر أ أنسي حسينا يوم سير برأسه علي الرمح مثل البدر في ليلة البدر أ أنسي السبايا من بنات محمد يهتكن من بعد الصيانة و الخدر [36] توضيح: و هو صاد أي عطشان.

8 - المناقب لا بن شهرآشوب: العوني: فيا بضعة من فؤاد النبي بالطف أضحت كثيبا مهيلا و يا كبدا من فؤاد البتول بالطف شلت [37] فأضحت أكيلا قتلت فأبكيت عين الرسول و أبكيت من رحمة جبرئيلا و له: يا قمرا غاب حين لاحا أورثني فقدك المناحا [38] يا نوب الدهر لم يدع [لي] صرفك من [39] حادث صلاحا أبعد يوم الحسين ويحي أستعذب اللهو و المزاحا يا بأبي أنفس ظماة [40] ماتوا و لم يشربوا المباحا يا بأي غرة هداة باكرها حتفها صباحا


يا سادتي يا بني علي بكي الهدي لفقدكم [41] و ناحا يا سادتي يا بني إمامي أقولها عنوة صراحا أو حشتم الحجر و المساعي آنستم القفر و البطاحا أوحشتم الذكر و المثاني و السور النول [42] الفصاحا [43] توضيح: " النول " كركع جمع النائل أي العطاء.

9 - المناقب لا بن شهرآشوب: و له: لم أنس يوما للحسين و قد ثوي بالطف مسلوب الرداء خليعا ظمآن من ماء الفرات معطشا ريان من غصص [44] الحتوف نقيعا يرنو إلي ماء الفرات بطرفه فيراه عنه محرما ممنوعا [45] توضيح: " نقيعا " أي كأنه نقع له سم الحتوف، أو من قولهم سم ناقع، أي بالغ وسم منقع أي مربي، و رنا إليه يرنو رنوا أدام النظر.

10 - المناقب لا بن شهرآشوب: الزاهي: اعاتب عيني إذا أقصرت وافني دموعي إذا ما جرت لذكراكم يا بني المصطفي دموعي علي الخد قد سطرت لكم و عليكم جفت غمضها [46] جفوني عن النوم و استشعرت أمثل أجسادكم بالعراق؟ و فيها الاسنة قد كسرت أمثلكم في عراص الطفوف بدورا تكسف إذ أقمرت غدت أرض يثرب من جمعكم كخط الصحيفة إذا أقفرت و أضحي [47] بكم كربلا مغربا لزهر [48] النجوم إذ غورت كاني بزينب حول الحسين و منها الذوائب قد نشرت تمرغ في نحره شعرها و تبدي من الوجد ما أضمرت


و فاطمة عقلها طائر إذا السوط في جنبها أبصرت و للسبط فوق الثري شيبة بفيض [49] دم النحر قد عفرت و رأس الحسين أمام الرفاق كغرة صبح إذا أسفرت و له أيضا: لست أنسي النساء في كربلاء و حسين ظام فريد وحيد ساجد [50] يلثم الثري و عليه قضب الهند ركع و سجود يطلب الماء و الفرات قريب و يري الماء [51] و هو عنه بعيد [52] توضيح: " جفت " أي أبعدت و قوله: " جفوني " فاعله، و قوله: " عن النوم " متعلق به بتضمين معني الفرار و نحوه أي أبعدت و تركت جفوني غمضها و ضمها فرارا عن النوم، و " استشعرت " أي أضمرت حزنا يقال: استشعر فلان خوفا أي أضمره، قوله: " إذ أقمرت " أي قبل أن تصل إلي البدرية و الكمال تكسفت، قوله: " إذ أقفرت " أي خلت أرض يثرب منكم فبقي فيها منكم آثار خربة كخط الصحيفة، يقال: سيف قاضب و قضيب أي قطاع و الجمع قواضب و قضب.

11 - المناقب لا بن شهرآشوب: الناشي: مصائب نسل فاطمة البتول نكت [53] حسراتها كبد الرسول ألا بأبي البدور لقين كسفا و أسلمها الطلوع إلي الافول ألا يا يوم عاشورا رماني مصابي منك [54] بالداء الدخيل كاني بإبن فاطمة جديلا يلاقي الترب بالوجه الجميل يجرن [55] في الثري قدا و نحرا علي الحصباء بالخد التليل صريعا ظل فوق الارض أرضا فوا أسفا علي الجسم النحيل أعاديه توطأه و لكن تخطاه العتاق من الخيول و قد قطع العداة الرأس منه و علوه علي رمح طويل


و قد برز النساء مهتكات يجززن الشعور من الاصول يسرن مع اليتامي من قتيل [يخضب بالدماء إلي قتيل] [56] فطورا يلتثمن بني علي و طورا يلتثمن بني عقيل و فاطمة الصغيرة بعد عز كساها الحزن أثواب الذليل تنادي جدها يا جد إنا طلبنا بعد فقدك بالذحول توضيح: قال الفيروزآبادي: داء وحب دخيل أي داخل، " و الجديل " الصريع " و جرن الحب " طحنه، و جرن الثوب جرونا: انسحق، " و القد " القامة، " و تله للجبين " أي صرعه " و الذحول " جمع الذحل يقال: طلب بذحله أي ثأره.

المرتضي: إن يوم الطف يوما كان للدين عصيبا لم يدع للقلب مني في المسرات نصيبا لعن الله رجالا أترعوا الدنيا غصوبا سالموا عجزا فلما قدروا شنوا الحروبا طلبوا أوتار بدر عندنا ظلما و حوبا و له: لقد كسرت للدين في يوم كربلا كسائر لا تؤسي و لا هي تجبر فإما سبي بالرماح مسوق و إما قتيل بالتراب معفر و جرحي كما اختارت رماح و أنصل و صرعي كما شاءت ضباع و أنسر توضيح: " يوم عصيب " أي شديد، " وأترعه " أي ملاه " علي الترع "، و الترع محركة الاسراع إلي الشر، و ترع فلان كفرح اقتحم الامور فرحا و نشاطا، " و الحوب " بالضم الاثم و الهلاك و البلاء، قوله: لا تؤسي من أسوت الجرح أي داويته.

الرضي: كربلا لا زلت كربا و بلا ما لقي عندك آل المصطفي


كم علي تربك لما صرعوا من دم سأل و من دمع جري و ضيوف لفلاة قفرة نزلوا فيها علي قري لم يذوقوا الماء حتي اجتمعوا بحدي [57] السيف علي ورد الردي تكسف الشمس شموس منهم لا تدانيها علوا و ضيا و تنوش الوحش من أجسادهم أرجل السبق و أيمان الندا و وجوها كالمصابيح فمن قمر غاب و من نجم هوي غيرتهن الليالي و غدا جائر الحكم عليهن البلي يا رسول الله لو عاينتهم و هم ما بين قتل و سبأ من رميض يمنع الظل و من عاطش يسقي أنا بيب القنا و مسوق عاثر يسعي به خلف محمول علي وطا جزروا جزر الاضاحي نسله ثم ساقوا أهله سوق الا ما قتلوه بعد علم منهم أنه خامس أصحاب الكسا ميت تبكي له فاطمة و أبوها و علي ذو العلا و له أيضا.

شغل الدموع عن الديار بكاؤها لبكاء فاطمة علي أولادها لم يخلفوها في الشهيد و قد رأي [58] دفع الفرات يذاد عن ورادها أ تري درت أن الحسين طريدة لقنا بني الطرداء [59] عند ولادها كانت مآتم بالعراق تعدها أموية بالشام من أعيادها ما راقبت عضب النبي و قد غدا زرع النبي مظنة لحصادها جعلت رسول الله من خصمائها فلبئس ما ادخرت [60] ليوم معادها نسل النبي علي صعاب مطيها و دم الحسين علي رؤوس صعادها وا لهفتاه لعصبة علوية تبعت أمية بعد ذل قيادها


جعلت عران الذل في آنافها و غلاظ [61] وسم الضيم في أجيادها و استأثرت بالامر عن عيابها و قضت بما شاءت علي أشهادها طلبت تراث الجاهلية عندها و شفت قديم الغل من [62] أحقادها يا يوم عاشوراء كم لك لوعة تترقص الاشياء [63] من إيقادها [64] أقول: و في بعض الكتب فيه زيادة: إن قوضت تلك القباب فإنها خرت عماد الدين قبل عمادها هي صفوة الله التي أوحي بها و قضي أوامره إلي أمجادها يروي مناقب فضلها أعداؤها أبدا فيسندها إلي أضدادها يا فرقة ضاعت دماء محمد و بنيه بين يزيدها و زياد ها صفدا [65] بمال الله ملء أكفها وأكف آل الله في أصفادها ضربوا بسيف محمد أبنائه ضرب الغرائب عدن بعد ذبادها [66] يا يوم عاشوراء كم لك لوعة تترقص الاحشاء [67] من إيقادها ما عدت إلا عاد قلبي علة حزني [68] و لو بالغت في إيرادها [69] توضيح: قوله " بحدي السيف " أي حداهم السيف حتي اجتمعوا علي نوبة هلاكهم أو علي ما يورد عليه من الهلاك، و يمكن أن يكون بحد السيف علي التخفيف لضرورة الشعر.

و في بعض النسخ بحذا السيف أي قبال السيف، قوله: " تكسف الشمس " أي هم شموس كل منهم يغلب نوره نور الشمس و يكسفها و النوش: التناول، قوله: " جائر الحكم " حال عن البلي، أي بلي كثير كأنه جار في الحكم و لعل مراده المعصوم فإنه لا يتطرق إليه البلي، مع أنه في الشعر قد لا يراعي تلك الامور، قوله: " شغل الدموع " أي شغل البكاء علي تلك المصيبة الدموع عن انصبابها لذكر ديار المحبوبين


و منازلهم فاضمير في " بكاؤها " راجع إلي العيون بقرينة المقام و الاصوب شغل العيون أي عن النظر إلي الديار قوله: " لم يخلفوها " أي لم يرعوا حرمة فاطمة عليها السلام في الشهيد، و الدفع بضم الدال و فتح الفآء جمع الدفعة أي دفعات الفرات و انصباباتها و الدفاع: طحمة الموج و السيل.

قوله: درت أي علمت فاطمة عليها السلام، قوله: بني الطرداء أي أبناء الذين كانوا مطرودين ملعونين حين تلد فاطمة الاولاد و الزرع: الولد وهنا معناه الآخر مرعي و الصعدة القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلي تثقيف و الصعاد جمعها و العران: العود الذي يجعل في وترة أنف البختي.

12 - المناقب لا بن شهرآشوب: آخر.

تبيت النشاوي من أمية نوما و بالطف قتلي ما ينام حميمها و ما قتل [70] الاسلام إلا عصابة تأمر نوكاها و نام زعيمها فأضحت قناة الدين في كف ظالم إذا اعوج منها جانب لا يقيمها غيره: و اخجلة الاسلام من أضداده ظفروا له بمعائب و معائر [71] آل العزير يعظمون حماره و يرون فوزا لثمهم [72] للحافر و سيوفكم بدم ابن بنت نبيكم مخضوبة لرضي يزيد الفاجر و في رواية: " و اخجلة الاسلام من أضداده ظفروا له بمعائب و معائر) [73] رأس ابن بنت محمد و وصيه تهدي جهارا للشقي الفاجر الصنوبري: يا خير من لبس النبوة من جميع الانبياء وجدي علي سبطيك وجد ليس يؤذن بانقضاء


هذا قتيل الا شقيا ء و ذا قتيل الادعياء يوم الحسين هرقت دمع الارض بل دمع السماء يوم الحسين تركت با ب العز مهجور الفناء يا كربلا خلفت [74] من كرب علي و من بلاء كم فيك من وجه تشر ب ماؤه ماء البهاء نفسي فداء المصطلي نار الوغي أي اصطلاء حيث [75] الاسنة في الجوا شن كالكواكب في السماء فاختار درع الصبر حيث الصبر من لبس السناء و أبي إباء الاسد إن الاسد صادقة الاباء و قضي كريما إذ قضي ظمآن في نفر ظماء منعوه طعم الماء لا وجدوا لماء طعم ماء من ذا لمعفور الجوا د ممال أعواد الخباء من للطريح الشلوعر يا نا مخلي بالعراء من للمحنط بالترا ب و للمغسل بالدماء من لا بن فاطمة المغيب عن عيون الاولياء [76] توضيح: " الشلو " - بالكسر - العضو من أعضاء اللحم، و أشلاء الانسان أعضاؤه بعد التفرق.

13 - المناقب لا بن شهرآشوب: للشافعي: تأوه قلبي و الفؤاد كئيب و أرق نومي فالسهاد عجيب فمن مبلغ عني الحسين رسالة و إن كرهها أنفس و قلوب ذبيح بلا جرم كأن قميصه صبيغ بماء الارجوان خضيب فللسيف إعوال و للرمح رنة و للخيل من بعد الصهيل نحيب تزلزلت الدنيا لآل محمد و كادت لهم صم الجبال تذوب


و غارت نجوم و اقشعرت كواكب و هتك أستار وشق جيوب يصلي علي المبعوث من آل هاشم و يغزي بنوه إن ذالعجيب لئن كان ذنبي حب آل محمد فذلك ذنب لست عنه أتوب هم شفعائي يوم حشري و موقفي إذا ما بدت للناظرين خطوب الجوهري: عاشورنا ذا ألا لهفي علي الدين خذوا حدادكم يا آل ياسين اليوم شقق جيب الدين و انتهبت بنات أحمد نهب الروم و الصين اليوم قام بأعلي الطف نادبهم يقول من ليتيم أو لمسكين اليوم خضب حبيب المصطفي بدم أمسي عبير نحور الحور و العين اليوم خرنجوم الفخر من مضر علي مناخر تذليل و توهين اليوم أطفئ نور الله متقدا و جزرت [77] لهم التقوي علي الطين اليوم هتك أسباب الهدي مزقا و برقعت عزة [78] الاسلام بالهون اليوم زعزع قدس من جوانبه و طاح بالخيل ساحات الميادين اليوم نال بنو حرب طوائلها مما صلوه ببدر ثم صفين اليوم جدل [79] سبط المصطفي شرقا من نفسه بنجيع مسنون [80] توضيح: الحداد بالكسر: ثياب المآتم السود، و طاح أي هلك و سقط، و الطوائل جمع طائلة و هي العداوة و الترة، و النجيع من الدم ما كان إلي السواد و قيل: هو دم الجوف خاصة، و المسنون: المتغير المنتن، و قوله: شرقا فعل و الالف للاشباع أي شرق بسبب مصيبة من هو بمنزلة نفسه بدم طري من الحزن.

14 - المناقب لا بن شهرآشوب: شاعر: يا كربلا يا كربتي و زفرتي كم فيك من ساق و من جمجمة و من يمين بالحسام بينت للفاطميات العظام الحرمة


قد خر أركان العلي و انهدت و غلقت أبوابه وسدت تلك الرزايا عظمت وجلت آخر: كم سيد لي بكربلا فديته السيد الغريب (كم سيد لي بكربلا للموت في صدره وجيب) [81] كم سيد لي بكربلا عسكره بالعرانهيب كم سيد لي بكربلا ليس لما يشتهي طبيب لم سيد لي بكربلا خاتمه و الردا سليب كم سيد لي بكربلا خضب من نحره المشيب كم سيد لي بكربلا ملثمه و الرداء خضيب كم سيد لي بكربلا يسمع صوتي و لا يجيب كم سيد لي بكربلا ينقر في ثغره القضيب آخر: رأس ابن بنت محمد و وصيه للناظرين علي قناة يرفع و المسلمون بمنظر و بمسمع لا منكر منهم و لا متفجع كحلت بمنظرك العيون عماية و أصم رزؤك كل اذن تسمع أيقظت أجفانا و كنت لها كري و أنمت عينا لم تكن بك تهجع ما روضة إلا تمنت أنها لك منزل و لخط فبرك مضجع آخر: إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي لال رسول الله و انهل عبرتي هو اليوم فيه اغبرت الارض كلها وجوما عليها و السماء اقشعرت اريقت دماء الفاطميين بالملا فلو عقلت شمس النهار لخرت بنفسي خدود في التراب تعفرت بنفسي جسوم بالعراء تعرت


بنفسي رؤوس معليات علي الفنا إلي الشام تهدي بارقات [82] الاسنة بنفسي شفاه ذابلات من الظما و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة بنفسي عيون عائرات [83] سواهر إلي الماء منها قطرة بعد قطرة [84] بنفسي من آل النبي خرائد حواسر لم تعرف عليهم بسترة [85] توضيح: قال الجوهري: وجم من الامر وجوما و الواجم الذي اشتد حزنه أي [86] أمسك عن الكلام و يوم و جيم أي شديد الحر، و قال الفيروزآبادي: الزفت الملء و الغيظ و الطرد و السوق و الدفع و المنع و بالكسر القار المزفت المطلي به و الظاهر بارقات كما ستجيئ و الخريدة من النساء الحيية، و الجمع خرائد، قوله: " لم تعرف " من العرف و المعروف بمعني الاحسان.

15 - المناقب لا بن شهرآشوب: لابي الفرج ابن الجوزي: أ حسين و المبعوث جدك بالهدي قسما يكون الحق فيه مسائلي لو كنت شاهد كربلا لبذلت في تنفيس كربك جهد بذل الباذل و سقيت حد السيف من أعدائكم جللا وحد السمهري الذابل لكنني اخرت عتك لشقوتي فبلايلي بين الغري و بابل إذ لم أفز بالنصر من أعدائكم فأقل من حزن و دمع سائل آخر: يا حر صدري يا لهيب الحشا انهدركني يا أخي و القوي كنت أخي ركني و لم يبق لي ذخر و لا ركن و لا ملتجا و كنت أرجوك فقد خانني ما كنت أرجوه فخاب الرجا يا ابن أمي لو تأملتني رأيت مني ما يسر العدا حل بأعدائك ما حل بي من ألم السير و ذل السبا


و يا شفيعي [87] أنا أفديك من يومك هذا و أكون الفدا و لا هنأني العيش يا سيدي ما عشت من بعدك أو ادفنا آخر: يا من رأي حسينا شلوا لدي الفلاة [88] و الرأس منه عال في ذروة القناة و زينب تنادي قد قتلوا حماتي يا جد لو ترانا أسري مهتكات [89] توضيح: الجلل بالتحريك العظيم، و السمهري: الرمح الصلب، و البلابل: شدة الهموم و الوساوس.

16 - أقول في بعض مؤلفات الاصحاب: للشيخ الخليعي: لم أبك ربعا للاحبة قد خلا و عفا و غيره الجديد و أملا كلا و لا كلفت صحبي وقفة في الدار إن لم أشف ضبا [90] عللا و مطارح النادي و غزلان النقا و الجرع لم أحفل بها متغزلا و بواكر الاضعان لم أسكب لها دمعا و لا خل ناي وترحلا لكن بكيت لفاطم و لمنعها فدكا و قد أتت الخئون الاولا إذ طالبته بإرثها فروي لها خبرا ينافي المحكم المتنزلا [91] لهفي لها و جفونها قرحي و قد حملت من الاحزان عبئا مثقلا و قد اغتدت منفية و حميها متطيرا ببكائها متثقلا تخفي تفجعها و تخفض [92] صوتها و تظل نادبة أباها المرسلا تبكي علي تكدير دهر ما صفا من بعده و قرير عيش ما حلا لم أنسها إذ أقبلت في نسوة من قومها تروي مدامعها الملا [93] و تنفست صعدا و نادت أيها الانصار يا أهل الحماية و الكلا أ ترون يا نجب الرجال و أنتم أنصارنا و حماتنا أن نخذلا مالي و ما لدعي تيم ادعي إرثي و ضل مكذبا و مبدلا


أ عليه قد نزل الكتاب مبينا حكم الفرائض أم علينا نزلا أم خصه المبعوث منه بعلم ما أخفاه عنا كي نضل و نجهلا أم أنزلت آي بمنعي إرثه قد كان يخفيها النبي إذا تلا أم كان في حكم النبي و شرعه نقص فتممه الغوي [94] و كملا أم كان ديني دين أبي فلا ميراث لي منه و ليس له و لا قوموا بنصري إنها لغنيمة لمن اغتدي لي ناصرا متكفلا و استعطفوه و خوفوه و أشهدوا ذلي له و جفاه لي بين الملا إن لج في سخطي فقد عدم الرضي من ذي الجلال و للعقاب تعجلا أو دام في طغيانه فقد اقتني لعنا علي مر الزمان مطولا أين المودة و القرابة يا ذوي الايمان ما هذي القطيعة و القلا أ فهل عسيتم إن توليتم بأن تمضوا علي سنن الجبابرة الاولي و تنكبوا نهج السبيل بقطع ما أمر الاله عباده أن يوصلا و لقد أزالكم الهوي و أحلكم دار البوار من الجحيم و ادخلا و لسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا ولدي برمضاء الطفوف مجدلا في فتية مثل البدور كواملا عرض المحاق بها فأضحت افلا و أقوم من خلل اللحود حزينة و القوم قد نزلت [95] بهم البلا و يروعني نقط القنا بجسومهم و يسوؤني شكل السيوف علي الطلي فاقبل النحر الخضيب و أمسح الوجه التريب مضمخا و مرملا و يقوم سيدنا النبي و رهطه متلهفا متأسفا متقلقلا فيري الغريب المستضام النازح الوجه التريب مضمخا و مرملا و تقوم آسية و تأتي مريم يبكين من كربي بعرصة كربلا و يطفن [96] حولي نادبات الجن إ شفا قا علي يفضن دمعا مسبلا و تضج أملاك السماء لعبرتي و تعج بالشكوي إلي رب العلا


وأري بناتي يشتكين حواسرا نهب المعاجر والهات ثكلا وأري إمام العصر بعد أبيه في صفد الحديد مغللا و معللا وأري كريم مؤملي في ذا بلي كالبدر في ظلم الدياجي يجتلي يهدي إلي الرجس اللعين فيشتفي منه فؤاد بالحقود قد امتلي و يظل يقرع منه ثغرا طالما قدما ترشفه [97] النبي و قبلا و مضلل أضحي يوطئ عذره و يقول و هو من البصيرة قد خلا لو لم يحرم أحمد ميراثه لم يمنعوه أهله و تأولا فأجبته: إصربقلبك أم قذي في العين منك عدتك تبصرة الجلا أو ليس أعطاها ابن خطاب لحيدرة الرضا مستعتبا متنصلا أ تراه حلل ما رآه محرما أم ذاك حرم ما رآه محللا يا راكبا تطوي المهامه عيسه طي الردا و تجوب أجواز [98] الفلا عرج بأكناف الغري مبلغا شوقي و ناد بها الامام الا فضلا و من العجيب تشوقي لمزار من لم يتخذ إلا فؤادي منزلا فاحبس [99] و قل يا خير من وطي الثري و أعزهم جارا و أعذب منهلا لو شئت قمت بنصر بضعة أحمد الهادي بعقد عزيمة لن تحللا و رميت أعداء الرسول بجمرة من حد سيفك حرها لا يصطلي لكن صبرت لان تقام عليهم حجج الاله و لن تري أن تعجلا كيلا يقولوا إن عجلت عليهم كنا نراجع أمرنا لو أ مهلا [100] مولاي يا جنب الاله و عينه يا ذا المناقب و المراتب و العلي إحياؤك العظم الرميم و ردك الشمس المنيرة و الدجي قد أسبلا و خضوعها لك في الخطاب و قولها يا قادرا يا قاهرا يا أولا و كلام أصحاب الرقيم [101] . وردهم منك السلام و ما استنار و ما انجلي


و حديث سلمان و نصرته علي أسد الفرات [102] و علم ما قد أشكلا لا يستفز ذوي النهي و يقل من أن يرتضي و يجل من أن يذهلا أخذ الاله لك العهود علي الوري في الذر لما أن بري و بك ابتلي في يوم قال لهم: ألست بربكم و علي مولاكم [معا؟] قالوا: بلي قسما بوردي من حياض معارفي و بشربي العذب الرحيق السلسلا و من استجارك من نبي مرسل و دعا بحقك ضارعا متوسلا لو قلت إنك رب كل فضيلة ما كنت فيما قلته متنحلا [103] أو بحت بالخطر الذي أعطاك رب العرش كادوني و قالوا قد غلي فإليك من تقصير عبدك عذره فكثير ما أنهي [ي] رآه مقللا بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل و الله في علياك أبلغ مقولا و نفائس القرآن فيك تنزلت و بك اغتدي متحليا متجملا فاستجلها بكرا فأنت مليكها و علي سواك تجل من أن تجتلي و لئن بقيت لانظمن قلائدا [104] بنسي ترصعها [105] النظام الاولا شهد الاله بأنني متبرئ من حبتر و من الدلام و نعثلا و براءة الخلعي من عصب الخنا تبني علي أن البرا أصل الولا قصيدة لا بن حماد رحمه الله: مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا و كدر من دهري و عيشي ما حلا فما هل شهر العشر إلا تجددت بقلبي أحزان توسدني البلي و أذكر مولاي الحسين و ما جري عليه من الارجاس في طف كربلا فو الله لا أنساه بالطف قائلا لعترته الغر الكرام و من تلا ألا فانزلوا في هذه الارض و اعلموا بأني بها أمسي صريعا مجدلا


و اسقي بها كأس المنون علي ظما [106] و يصبح جسمي بالدماء مغسلا و لهفي له يدعو اللئام تأملوا مقالي يأشر الانام و أرذلا ألم تعلموا أني ابن بنت محمد و والدي الكرار للدين كملا فهل سنة غيرتها أو شريعة و هل كنت في دين الاله مبدلا؟ أحللت ما قد حرم الطهر أحمد أحرمت ما قد كان قبل محللا فقالوا له: دع ما تقول فإننا سنسقيك كأس الموت غصبا معجلا كفعل أبيك المرتضي بشيوخنا و نشفي صدورا من ضغائنكم ملا فأثني إلي نحو النساء جواده و أحزانه منها الفؤاد قد امتلا و نادي ألا يا أهل بيتي تصبروا علي الضر بعدي و الشدائد و البلا فإني بهذا اليوم أرحل عنكم علي الرغم مني و لا ملال و لا قلي فقوموا جميعا أهل بيتي و أسرعوا اودعكم و الدمع في الخد مسبلا فصبرا جميلا و اتقوا الله إنه سيجزيكم خير الجزاء و أفضلا فأثني علي أهل العناد مبادرا يحامي عن دين المهيمن ذي العلي وصال عليهم كالهز برمجاهدا كفعل أبيه لن يزل [107] و يخذلا فمال عليه القوم من كل جانب فألقوه عن ظهر الجواد معجلا و خر كريم السبط يالك نكبة بها أصبح الدين القويم معطلا فأرتجت السبع الشداد و زلزلت و ناحت عليه الجن و الوحش في الفلا و راح جواد السبط نحو نسائه ينوح و ينعي الظامئ المترملا خرجن بنيات البتول [108] حواسرا فعاين مهر السبط و السرج قد خلا فأدمين باللطم الخدود لفقده و أسكبين دمعا حره ليس يصطلي و لم أنس زينب تستغيث سكينة أخي كنت لي حصنا حصينا و موئلا أخي يا قتيل الادعياء كسرتني و أورثتني حزنا مقيما مطولا أخي كنت أرجوأن أكون لك الفدا فقد خبت [109] فيما كنت فيه اؤملا


أخي ليتني أصبحت عميا و لا أري [110] جبينك و الوجه الجميل مرملا و تدعو إلي الزهراء بنت محمد أيا أم ركني قد و هي و تزلزلا أيا ام قد أمسي حبيبك بالعرا طريحا ذبيحا بالدماء مغسلا أيا ام نوحي فالكريم علي القنا يلوح كالبدر المنير إذا انجلي و نوحي علي النحر الخضيب و أسكبي دموعا علي الخد التريب المرملا و نوحي علي الجسم التريب تدوسه خيول بني سفيان في أرض كربلا و نوحي علي السجاد في الاسر بعده يقاد إلي الرجس اللعين مغللا فيا حسرة ما تنقصي و مصيبة إلي أن نري المهدي بالنصر أقبلا إمام يقيم الدين بعد خفائه إمام له رب السمات فضلا أيا [111] آل طه يا رجائي و عدتي و عوني أيا أهل المفاخر و العلي يمينا بأني ما ذكرت مصابكم أيا سادتي إلا أبيت مقلقلا فحزني عليكم كل آن مجدد مقيم إلي أن أسكن الترب و البلي عبيدكم العبد الفقير [112] محمد كئيب و قد أمسي عليكم معولا يؤملكم يا سادتي تشفعوا له إذا ما أتي يوم الحساب ليسأ لا فو الله ما أرجو النجاة بغيركم غدا يوم آتي خائفا متوجلا إذا فر مني والدي و مصاحبي و عاينت ما قدمت في زمن الخلا و منوا علي الحضار بالعفو في غد لان بكم قدري و قدرهم علا عليكم سلام الله يا آل أحمد سلام علي مر الزمان مطولا أيضا لا بن حماد: أهجرت يا ذات الجمال دلالا و جعلت جسمي للصدود خبالا [113] و سقيتني كأس الفراق مرارة و منعت عذب رضا بك السلسالا أسفا كما منع الحسين بكربلا ماء الفرات واو سعوه خبالا و سقوه أطراف الاسنة و القنا و يزيد يشرب في القصور زلالا


لم أنس مولاي الحسين بكربلا ملقي طريحا بالدماء رمالا و احسرتاكم يستغيث بجده و الشمر منه يقطع الاوصالا و يقول يا جداه ليتك حاضر فعساك تمنع دوننا الانذالا و يقول للشمر اللعين و قد علا صدرا تربي في تقي و دلالا يا شمر تقتلني بغير جناية حقا ستجزي في الجحيم نكالا و اجتز بالعضب المهند رأسه ظلما وهز برأسه العسالا [114] و علا به فوق السنان و كبروا لله جل جلاله و تعالي فارتجت السبع الطباق و أظلمت و تزلزلت لمصابه زلزالا و بكين إطباق السماء و أمطرت أسفا لمصرعه دما قد سألا يا ويلكم أتكبرون لفقد من قتلوا به التكبير و التهلالا تركوه شلوا في الفلاة و صيروا للخيل في جسد الحسين مجالا و لقد عجبت من الاله و حلمه [115] في الحال جل جلاله و تعالي كفروا فلم يخسف بهم أرضا بما فعلوا و أمهلهم به إمهالا و غدا الحصان من الوقيعة عاريا ينعي الحسين و قد مضي إجفالا متوجها نحو الخيام مخضبا بدم الحسين و سرجه قدما لا و تقول زينب يا سكينة قد أتي فرس الحسين فانظري ذا الحالا قامت سكينة عاينته محمحما ملقي العنان فأعولت إعوالا فبكت و قالت واشماتة حاسدي قتلوا الحسين و أيتموا الاطفالا يا عمتا جاء الحصان مخضبا بدم الشهيد و دمعه قد سالا لما سمعن الطاهرات سكينة تنعي الحسين و تظهر الاعوالا أبرزن من وسط الخيول صوارخا يندبن سبط محمد المفضالا فلطمن منهن الخدود و كشفت منها الوجوه و أعلنت إعوالا و خمشن منهن الوجوه لفقد من نادي مناد في السماء و قالا


قتل الامام ابن الامام بكربلا ظلما و قاسي منهم الا هو الا و تقول يا جداه نسل أمية قتلوا الحسين و ذبحوا الاطفالا يا جدنا فعلوا علوج أمية فعلا شنيعا يدهش الا فعالا يا جدنا هذا الحسين بكربلا قد بضعوه أسنة و نصالا ملقي علي شاطئ الفرات مجدلا في الغاضرية للوري أمثالا ثم استباحوا في الطفوف حريمه نهبوا السراة و قوضوا [116] الاحمالا و غدوا بزين العابدين مكتفا فوق المطية يشتكي الا هو الا يبكي أباه بعبره مسفوحة أسروه مضني لا يطيق نزالا و آتوا به نحو الخيام و امه تبكي و تسحب خلفه الاذيالا و تقول ليت الموت جاء و لم أري هذي الفعال و أنظر الانذالا لو كان والده علي المرتضي حيا لجدل دونه الابطالا و لفر جيش المارقين هزيمة من سيفه لا يستطيع قتالا يا ويلكم فستصبحون [117] أذلة و ستحملون بفعلكم أثقالا فعلي ابن سعد و اللعين عبيده لعن تجدد لا يزول زوالا و علي محمد ثم آل محمد روح و ريحان يدوم مقالا و عليهم صلي المهيمن ما حدا في البيد ركبان تسير عجالا فمتي تعود لآل أحمد دولة و نري لملك الظالمين زوالا؟ يا آل أحمد أنتم سفن النجا و أنا و حقكم لكم أتوالي أرجوكم لي في المعاد ذريعة و بكم أفوز و أبلغ الآ ما لا فلانتم حجج الاله علي الوري من لم يقل ما قلت قال محالا و الله أنزل " هل أتي " في مدحكم و النمل و الحجرات و الا نفالا و المرتقي من فوق منكب أحمد منكم و لو رام السماء لنا لا و عليكم نزل الكتاب مفصلا و الله أنزله لكم إنزالا


نص بإذن الله لامن نفسه ذو العرش نص به لكم إفضالا فتكلم المختار لما جاءه من ربه جبريلهم إرسالا إذ قال: هذا وارثي و خليفتي في أمتي فتسمعوا ما قالا أفديكم آل النبي بمهجتي و أبي و أبذل فيكم الاموالا و أنا ابن حماد وليكم الذي لم يرض غيركم و لم يتوالا أصبحت معتصما بحبل ولائكم جدا و إن قصر الزمان وطا لا و أنا الذي أهواكم يا سادتي أرجو بذاك عناية و نوالا بعد الصلاة علي النبي محمد ما غرد القمري و أرخي البا لا [118] أقول: روي في بعض كتب المناقب القديمة: بإسناده عن البيهقي، عن علي بن محمد الاديب يذكر بإسناد له أن رأس الحسين بن علي عليهما السلام لما صلب بالشام أخفي خالد بن عفر ان و هو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه، فطلبوه شهرا حتي وجدوه فسألوه عن عزلته، فقال: أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول.

جاءوابرأسك يا ابن بنت محمد مترملا بدمائه ترميلا و كأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا و لم يترقبوا في قتلك التنزيل و التأويلا و يكبرون بأن قتلت و إنما قتلوا بك التكبير و التهليلا أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي، عن محيي السنة أبو الفتح إجازة قال: أنشدني أبو الطيب البابلي، أنشدني أبو النجم بدر بن إبراهيم بالدينور [119] ، للشافعي محمد بن إدريس: تأوب غمي [120] و الفؤاد كئيب و أرق نومي فالرقاد غريب و مما نفي جسمي و شيب لمتي [121] تصاريف أيام لهن خطوب


فمن مبلغ عني الحسين رسالة و إن كرهتها أنفس و قلوب قتيلا بلا جرم كأن قميصه صبيغ بماء الارجوان خضيب و للسيف إعوال و للرمح رنة و للخيل من بعد الصهيل نحيب تزلزلت الدنيا لآل محمد و كادت لها صم الجبال تذوب يصلي علي المهدي من آل هاشم و يغزي [122] بنوه إن ذالعجيب لئن كان ذنبي حب آل محمد فذلك ذنب لست منه [123] أتوب أخبرني أبو منصور الديلمي، عن أحمد بن علي بن عامر الفقية أنشدني أبو منصور [124] بن علي القطيعي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه: يا أيها المنزل المحيل غاثك مستخفر هطول أودي [125] عليك الزمان لما شجاك من أهله [126] الرحيل لا تغترر بالزمان و اعلم أن يد الدهر تستطيل فان آجالنا قصار فيه و آمالنا تطول تفني الليالي و ليس يفني شوقي و لا حسرتي تزول لا صاحب منصف فأسلوا به و لا حافظ وصول و كيف أبقي بلا صديق باطنه باطن جميل يكون في البعد و التداني يقول مثل الذي أقول هيهات قل الوفاء فيهم فلا حميم و لا وصول يا قوم ما بالنا جفينا فلا كتاب و لا رسول لو وجدوا بعض [127] ما وجدنا لكاتبونا و لم يحولوا لكن خانوا و لم يجودوا لنا بوصل و لم ينيلوا [128] قلبي قريح به كلوم افتنه طرفك البخيل انحل جسمي هواك حتي كأنه حصرك النحيل


يا قاتلي بالصدود رفقا بمهجة شفها [129] غليل غصن من البان حيث مالت ريح الخزامي [130] به تميل يسطو علينا بغنج لحظ كأنه مرهف صقيل كما سطت بالحسين قوم أراذل ما لهم أصول يا أهل كوفان لم غدرتم بناوكم أنتم نكول؟ أنتم كتبتم إلي كتبا و في طرطياتها ذحول [131] فراقبوا الله في خباي فيه لنا فتية غفول وام كلثوم قد تنادي ليس الذي حل بي قليل تقول لما رأته: خلوا قد خسفت صدره الخيول جاشت بشط الفرات تدعو ما فعل السيد القتيل أين الذي حين أرضعوه ناغاه في المهد جبرئيل أين الذي حين عمدوه قبله أحمد الرسول أين الذي جده النبي و امه فاطم [132] البتول أنا ابن منصور لي لسان علي ذوي النصب يستطيل ما الرفض ديني و لا اعتقادي و لست عن مذهبي أحول قال: ولد عبل الخزاعي " رحمه الله ": أ أسبلت دمع العين بالعبرات و بت تقاسي شدة الزفرات و تبكي لآثار لآل محمد فقد ضاق منك الصدر بالحسرات ألا فابكهم حقا وبل عليهم عيونا لريب الدهر منسكبات فلا تنس في يوم الطفوف مصابهم و داهية من أعظم النكبات سقي الله أجداثا علي أرض كربلا مرابيع أمطار من المزنات وصلي علي روح الحسين حبيبه قتيلا لدي النهرين بالفلوات


قتيلا بلا جرم فجيعا بفقده فريدا ينادي أين أين حماتي أنا الظامئ العطشان في أرض غربة فتيلا و مطلوبا بغير ترات و قد رفعوا رأس الحسين علي القنا و ساقوا نساء و لها [133] خفرات فقل لا بن سعد عذب الله روحه ستلقي عذاب النار باللعنات سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا و أقنت بالآصال و الغدوات علي معشر ضلوا جميعا و ضيعوا مقال رسول الله بالشبهات قال: ولد عبل أيضا " رحمه الله ": يا امة قتلت حسينا عنوة لم ترع حق الله فيه فتهتدي قتلوه يوم الطف طعنا بالقنا و بكل أبيض صارم و مهند و لطال ما ناداهم بكلامه جدي النبي خصيمكم في المشهد جدي النبي (و) أبي علي فاعلموا و الفخر فاطمة الزكية محتدي يا قوم إن الماء يشربه الوري و لقد ظمئت و قل منه تجلدي قد شفني عطشي و أقلقني الذي ألقاه من ثقل الحديد المؤيد [134] قالوا له هذا عليك محرم هذا يباع للغبي المؤبد [135] فأتاه سهم من يد مشؤومة من قوس ملعون خبيث المولد يا عين جودي بالدموع وجودي و أبكي الحسين السيد ابن السيد قال و لبعضهم: إن كنت محزونا فمالك ترقد هلا بكيت لمن بكاه محمد هلابكيت علي الحسين و نسله إن البكاء لمثلهم قد يحمد لتضعضع الاسلام يوم مصابه فالجود يبكي فقده و السؤدد أنسيت إذ سارت إليه كتائب فيها ابن سعد و الطغاة الجحد فسقوه من جرع الحتوف بمشهد كثر العداة به و قل المسعد


ثم استباحوا الصائنات حواسرا و الشمل من بعد الحسين مبدد كيف القرار و في السبايا زينب تدعو المسا يا جدنا يا أحمد هذا حسين بالحديد مقطع متخضب بدمائه مستشهد عاربلا كفن صريع في الثري تحت الحوافر و السنابك مقصد و الطيبون بنوك قتلي حوله فوق التراب ذبائح لا تلحد يا جد قد منعوا الفرات و قتلوا عطشا فليس لهم هنالك مورد يا جد من ثكلي و طول مصيبتي و لما أعاينه أقوم و أقعد و له: حسب الذي قتل الحسين من الخسارة و الندامة أن الشفيع لدي الاله خصيمه يوم القيامة قال: ولد عل أيضا " رحمه الله ": منازل بين أكناف الغري إلي وادي المياه إلي الطوي لقد شغل الدموع عن الغواني مصاب الاكرمين بني علي أيا [136] أسفي علي هفوات دهر تضاءل فيه أولاد الزكي ألم تقف البكاء علي حسين و ذكرك مصرع الحبر التقي ألم يحزنك أن بني زياد أصابوا بالترات بني النبي و أن بني الحصان يمر فيهم علانية سيوف بني البغي قال: و للرضي الموسوي نقيب النقباء البغدادي: سقي الله المدينة من محمل لباب الودق بالنطف العذاب و جاد علي البقيع و ساكنيه رخي البال ملآن الوطاب و أعلام الغري و ما أساخت معا لها من الحسب [137] اللباب و قبرا بالطفوف يضم شلوا قضي ظمأ إلي برد الشراب و بغداد ا و سامرا و طوسا هطول الودق منخرق العباب


بكم في الشعر فخري لا بشعري و عنكم طال باعي [138] في الخطاب و من أولي بكم مني وليا و في أيديكم طرف انتسابي قال: و لابي الحسن علي بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت عليهم السلام: وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان أرض إذا نفحت [139] ريح العراق بها أتت بشاشتها أقصي خراسان و من قتيل بأعلي كربلاء علي جهد الصدي فتراه صديان وذي صفائح يستسقي البقيع به ري الجوانح من روح و رضوان هذا قسيم رسول الله من آدم قدامعا مثل ما قد الشريكان [140] و ذاك سبطا رسول الله جدهما وجه الهدي و هما في الوجه عينان و اخجلتا من أبيهم يوم يشهدهم مضرجين نشاوي من دم قان يقول: يا امة حف الضلال بها فاستبدلت للعمي كفرا بإيمان ماذا جنيت عليكم إذ أتيتكم بخير ما جاء من آي و فرقان ألم اجركم [141] و أنتم في ضلالتكم علي شفا حفرة من حر نيران ألم أؤلف قلوبا منكم فرقا [142] مثارة بين أحقاد و أضغان أما تركت كتاب الله بينكم و آية الغر [143] في جمع و قرآن ألم أك فيكم غوثا لمضطهد ألم أك فيكم ماء لظمآن قتلتم ولدي صبرا علي ظمأ هذا و ترجون عند الحوض إحساني سبيتم ثكلتكم أمهاتكم بني البتول و هم لحمي و جثماني مزقتم [144] و نكثتم عهد والدهم و قد قطعتم بذاك النكث أقراني يا رب خذلي منهم إذ هم ظلموا كرام رهطي و راموا هدم بنياني ماذا تجيبون و الزهراء خصمكم و الحاكم الله للمظلوم و الجاني


أهل الكساء صلاة [145] الله ما نزلت عليكم الدهر من مثني و و حدان [146] أنتم نجوم بني حواء ما طلعت شمس النهار و ما لاح السما كان [147] ما زلت منكم علي شوق يهيجني و الدهر يأمرني فيه و ينهاني حتي أتيتك و التوحيد راحلتي و العدل زادي و تقوي الله إمكاني هذي حقائق لفظ كلما برقت ردت بلالائها أبصار عميان هي الحلي لبني طه و عترتهم هي الردي [148] لبني حرب و مروان هي الجواهر جاء الجوهري بها محبة لكم من أرض جرجان قال: و له أيضا في يوم عاشورا من قصيدته الطويلة: يا أهل عاشورا يا لهفي علي الدين خذوا حدادكم يا آل ياسين إلي آخر ما مضي في رواية ابن شهرآشوب و زاد فيه: زادوا عليه بحبس الماء غلته تبا لرأي فريق فيه مغبون نالوا أزمة دنياهم ببغيهم فليتهم سمحوا منها بما عون حتي يصيح بقنسرين راهبها يا فرقة ألغي يا حزب الشياطين أتهزؤن برأس بات منتصبا علي القناة بدين الله يوصيني آمنت ويحكم بالله مهتديا و بالنبي وحب المرتضي ديني فجدلوه صريعا فوق جبهته و قسموه [149] بأطراف السكاكين واو قروا صهوات الخيل من إحن علي اساراهم فعل الفراعين مصفدين علي أقتاب أرحلهم [150] محمولة بين مضروب و مطعون أطفال فاطمة الزهراء قد فطموا من الثدي بأنياب الثعابين يا امة ولي الشيطان رأيتها و مكن ألغي منها كل تمكين ما المرتضي و بنوه من معاوية و لا الفواطم من هند و ميسون؟


آل الرسول عباديد [151] السيوف فمن هام علي وجهه خوفا و مسجون يا عين لا تدعي شيئا لغادية تهمي و لا تدعي دمعا لمحزون قومي علي جدث بالطف فانتقضي [152] بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون يا آل أحمد إن الجوهري لكم سيف يقطع عنكم كل موصون قال و لغيره عاشورية طويلة انتخبت منها هذه الابيات: إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي لآل رسول الله و انهل عبرتي هو اليوم فيه اغبرت الارض كلها وجوما عليهم و السماء اقشعرت مصائب ساءت كل من كان مسلما و لكن عيون الفاجرين أقرت إذا ذكرت نفسي مصيبة كربلا و أشلاء سادات بها قد تفرت [153] أ ضاقت فؤادي و استباحت تجاربي [154] و عظم كربي ثم عيشي أمرت أريقت دماء الفاطميين بالملا فلو عقلت شمس النهار لخرت ألا بأبي تلك الدماء التي جرت بأيدي كلاب في الجحيم استقرت توابيت من نار عليهم قد اطبقت لهم زفرة في جوفها بعد زفرة فشتان من في النار قد كان هكذا و من هو في الفردوس فوق الاسرة بنفسي خدود في التراب تعفرت بنفسي جسوم بالعراء تعرت بنفسي رؤوس معليات علي القنا إلي الشام تهدي بارقات الاسنة بنفسي شفاه ذابلات من الظما و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة بنفسي عيون غائرات سواهر إلي الماء منها نظرة بعد نظرة بنفسي من آل النبي خرائد حواسر لم تقذف عليهم بسترة تفيض دموعا بالدماء مشوبة كقطر الغوادي [155] من مدافع سرة علي خير قتلي من كهول و فتية مصاليت أنجاد إذا الخيل كرت


ربيع اليتامي و الارامل فابكها مدارس للقرآن في كل سحرة و أعلام دين المصطفي و ولاته [156] و أصحاب قربان و حج و عمرة ينادون يا جداه أيه محنة تراه علينا من أمية مرت ضغائن بدر بعد ستين أظهرت و كانت اجنت في الحشا و أسرت شهدت بأن لم ترض نفس بهذه و فيها من الاسلام مثقال ذرة كاني ببنت المصطفي قد تعلقت يداها بساق العرش و الدمع أذرت [157] و في حجرها ثواب الحسين مضرجا و عنها جميع العالمين بحسرة تقول أيا عدل اقض بيني و بين من تعدي علي ابني بعد قهر و قسرة أجالوا عليه بالصوارم و القنا و كم جال فيهم من سنان و شفرة علي جرم إنكار بيعة لمنسلخ من دين أحمد عرة [158] فيقضي علي قوم عليه تألبوا بسوء عذاب النار من فترة و يسقون من ماء صديد إذا دنا شوي الوجه و الامعاء منه تهدت [159] مودة ذيالقربي رعوها كما تري و قول رسول الله: أوصي بعترة فكم عجرة قد أتبعوها بعجرة و كم غدرة قد ألحقوها بغدرة هم أول العادين ظلما علي الوري و من سار فيهم بالاذي و المضرة مضوا و انقضت أيامهم و عهودهم سوي لعنة باؤا بها مستمرة لآل رسول الله ودي خالصا كما لمواليهم ولائي و نصرتي و ها أنا مذ أدركت حد بلاغتي أصلي عليهم في عشيي و بكرتي و قول النبي: المرء مع من أحبه يقوي رجائي في إقالة عثرتي علي حبهم يا ذا الجلال توفني و حرم علي النيران شيبي و كبرتي قال: و لعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها: بنو المصطفي المختار أحمد طهروا و أثني عليهم محكم السورات


بنو حيدر المخصوص بالدرجات من الله والخواض في الغمرات فروع النبي المصطفي و وصيه [160] و فاطم طابت تلك من شجرات وسائلة لم تسكب الدمع دائبا [161] و تقذف نارا منك في الزفرات فقلت علي وجه الحسين و قد ذرت عليه السوافي ثائر الهبوات فقد غرقت منه المحاسن في دم و أهدي للفجار فوق قناة و حلئ [162] من ماء الفرات و قد صفت موارده للشاء و الحمرات علي ام كلثوم تساق سبية و زينب و السجاد ذي الثفنات اصيبوا بأطراف الرماح فاهلكوا و هم للوري أمن من الهلكات بهم عن شفير النار قد نجي الوري فجازوهم بالسيف ذي الشفرات فيا أقبرا حطت [163] علي أنجم هوت و فرقن في الاطراف مغتربات [164] و ليس قبورا هن بل هي روضة منورة مخضرة الجنبات و ما غفل الرحمن عن عصبة طغت و ما هتكت ظلما من الحرمات أمقروعة في كل يوم صفاتكم بأيدي رزايا فتن كل صفات فحتام ألقي جدكم و هو مطرق غضيض و ألقي الدهر موات فيا رب غير ما تراه معجلا تعاليت يا ربي عن الغفلات قال: و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الابيات: بلغت نفسي مناها بالموالي آل طاها برسول الله من حاز المعالي و حواها و ببنت المصطفي من أشبهت فضلا أباها و بحب الحسن البالغ في العليا مداها و الحسين المرتضي يوم المساعي إذ حواها


ليس فيهم نجم قد تعالي و تناهي عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها ما يحدث عصب البغي بأنواع عماها أردت [165] الاكبر بالسم و ما كان كفاها و انبرت تبغي حسينا و عرته و عراها منعته شربة و الطير قد أروت صداها [166] فأفاتت نفسه يا ليت روحي قد فداها بنته تدعو أباها اخته تبكي أخاها لو رأي أحمد ما كان دهاه و دهاها ورأي زينب إذ شمر أتاها و سباها لشكي الحال إلي الله و قد كان شكاها و إلي الله سيأتي و هو أولي من جزاها و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته: ما لعلي العلي أشباه لا و الذي لا إله إلا هو مبناه مبني [167] النبي تعرفه و ابناه عند التفاخر ابناه لو طلب النجم ذات أخمصه أعلاه و الفرقدان نعلاه يا بأبي السيد الحسين و قد جاهد في الدين يوم بلواه يا بأبي أهله و قد قتلوا من حوله و العيون ترعاه يا قبح الله امة خذلت سيدها لا تريد مرضاه يا لعن الله جيفة نجسا يقرع من بغضه ثناياه و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته: برأت من الارجاس رهط أمية [168] لما صح عندي من قبيح غذائهم


و لعنهم خير الوصيين جهرة لكفرهم المعدود في شردائهم و قتلهم السادات من آل هاشم و سبيهم عن جرأة لنسائهم و ذبحهم خير الرجال أرومة حسين العلا بالكرب في كربلائهم و تشتيتهم شمل النبي محمد لما ورثوا من بغضه في فنائهم و ما غضبت إلا لاصنامها التي اديلت و هم أنصارها لشقائهم أيا رب جنبني المكاره [169] و اعف عن ذنوبي لما اخلصته من ولائهم أيا رب أعدائي كثير فزدهم بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم أيا رب من كان النبي و أهله وسائله لم يخش من غلوائهم حسين توسل [170] لي إلي الله إنني بليت بهم فادفع عظيم بلائهم فكم قد دعوني رافضيا لحبكم فلم ينثني عنكم طويل عوائهم و للصاحب أيضا من قصيدة منتخبة: يا أصل عترة أحمد لو لاك لم يك أحمد المبعوث ذا أعقاب [171] ردت عليك الشمس و هي فضيلة بهرت فلم تستر بكف نقاب لم أحك إلا ما روته نواصب عادتك [172] فهي مباحة الاسلاب عوملت ياتلو النبي و صنوه بأوابد جاءت بكل عجاب قد لقبوك أبا تراب بعد ما باعوا شريعتهم بكف تراب أ تشك في لعني أمية بعد ما كفرت علي الاحرار و الاطياب [173] قتلوا الحسين فيا لعولي بعده و لطول حزني أو أصير لما بي فسبوا بنات محمد فكأنما طلبوا ذحول الفتح و الاحزاب رفقا ففي يوم القيامة غنية و النار باطشة [174] بصوت عقاب و للصاحب أيضا من قصيدته الطويلة: أجروا دماء أخي النبي محمد فلتجر غزر دموعنا و لتهمل


و لتصدر اللعنات مزالة لعداه من ماض و من مستقبل و تجردوا لبنيه ثم بناته بعظائم فاسمع حديث المقتل منعوا الحسين الماء و هو مجاهد في كربلاء فنح كنوح المعول أ يجز رأس ابن النبي و في الوري حي أمام ركابه لم يقتل و بنو السفاح تحكموا في أهل حي علي الفلاح بفرصة و تعجل نكت الدعي ابن البغي ضواحكا هي للنبي الخير خير مقبل تمضي بنو هند سيوف الهند في أوداج أولاد النبي و تعتلي ناحت ملائكة السماء لقتلهم و بكوا فقد سقوا كؤوس الذبل فأري البكاء علي الزمان محللا و الضحك بعد الطف محلل كم قلت للاحزان دومي هكذا و تنزلي في القلب لا تترحل و لزينب بنت فاطمة البتول من قصيدة انتخبت منها هذه: تمسك بالكتاب و من تلاه فأهل البيت هم أهل الكتاب بهم نزل الكتاب و هم تلوه و هم كانوا الهداة إلي الصواب أمامي و حند الرحمن طفلا و آمن قبل تشديد الخطاب علي كان صديق البرايا علي كان فاروق العذاب شفيعي في القيامة عند ربي نبي و الوصي أبو تراب و فاطمة البتول و سيدا من يخلد في الجنان مع الشباب علي الطف السلام و ساكنيه و روح الله في تلك القباب نفوسا قدست في الارض قدما و قد خلصت من النطف العذاب مضاجع [175] فتية عبدوا فناموا هجودا في الفدافد [176] و الشعاب علتهم في مضاجعهم كعاب بأوراق منعمة رطاب و صيرت القبور لهم قصورا مناخا ذات أفنية رحاب


لئن وارتهم إطباق أرض كما أغمدت سيفا في قراب كأقمار إذا جاسوا رواض و آساد إذا ركبوا غضاب لقد كانوا البحار لمن أتاهم من العافين و الهلكي السغاب [177] فقد نقلوا [178] إلي جنات عدن و قد عيضوا النعيم من العقاب بنات محمد أضحت سبايا يسقن مع الاساري و النهاب مغبرة الذيول مكشفات كسبي اروم دامية الكعاب لئن ابرزن كرها من حجاب فهن من [179] التعفف في حجاب أ يبخل في الفرات علي حسين و قد أضحي مباحا للكلاب فلي قلب عليه ذو التهاب ولي جفن عليه ذو انسكاب ولد عبل الخزاعي من قصيدته الطويلة: جاءوا من الشام المشومة أهلها للشوم يقدم جندهم إبليس لعنوا و قد لعنوا بقتل إمامهم تركوه و هو مبضع مخموس و سبوا فوا حزني بنات محمد عبري [180] حواسر ما لهن لبوس تبالكم يا ويلكم أرضيتم بالنار؟! ذل هنالك المحبوس بعتم بدنيا غيركم جهلابكم عز الحياة و أنه لنفيس أخسربها [181] من بيعة أموية لعنت و حظ البائعين خسيس بؤسا لمن بايعتم و كأنني بإمامكم وسط الجحيم [182] حبيس يا آل أحمد ما لقيتم بعده من عصبة هم في القياس مجوس كم عبرة فاضت لكم و تقطعت يوم الطفوف علي الحسين نفوس صبرا موالينا فسوف نديلكم يوما علي آل اللعين عبوس ما زلت متبعا لكم و لامركم و عليه نفسي ما حييت أسوس [و من] قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه الله:


ليبك علي الاسلام من كان باكيا فقد ضيفت أحكامه و استحلت غداة حسين للرماح ذرية [183] و قد نهلت منه السيوف و علت و غودر في الصحراء لحما مبددا عليه عناق الطير باتت و ظلت فما نصرته امة السوء إذ دعا لقد طاشت الاحلام منها و ظلت ألا بل محوا أنوارهم بأكفهم فلا سلمت تلك الاكف و شلت و ناداهم جهدا بحق محمدا [184] فإن ابنه من نفسه حيث حلت فما حفظوا قرب الرسول و لا رعوا و زلت بهم أقدامهم و استزلت أذا قته حر القتل امة جده هفت نعلها [185] في كربلاء و زلت فلا قدس الرحمن امة جده و إن هي صامت للاله وصلت كما فجعت بنت الرسول بنسلها و كانوا حماة الحرب حين استقلت و من قصيدة طويلة انتخبت منها أبياتا: بكي الحسين لركن الدين حين [186] و هي [187] و للامور العظيمات الجليلات هل لامرئ عاذر في حزن دمعته بعد الحسين و مسبا الفاطميات أم هل لمكتئب [188] حمران فقده لذاذة العيش تكرار الفجيعات مثل النجوم الدراري [189] في مراتبها إن غاب نجم بدانجم لميقات يا امة السوء هاتوا ما حجاجكم إذا برزتم لجبار السماوات و أحمد خصمكم و الله منصفه بالحق و العدل منه لا المحابات ألم أبين لكم ما فيه رشدكم من الاحلال و من ترك الخبيثات فما صنعتم أضل الله سعيكم فيما عهدت إليكم في وصيات أما بني فمقتول و مكبول [190] و هارب في رؤوس المشمخرات و قد أخفتم بناتي بين أظهركم ماذا أردتم شفيتم من بنياتي


ينقلن من عند جبار يعاهده [191] إلي جبابر أمثال السبيات أ كان هذا جزائي لا أبالكم في أقربائي و في أهل الحرمات ردوا الجحيم فحلوها بسعيكم ثم اخلدوا في عقوبات أليمات قال و من مرثية [زينب] بنت فاطمة اخت الحسين عليه السلام حين أدخلوا دمشق: أما شجاك يا سكن قتل الحسين و الحسن ظمآن من طول الحزن و كل [192] وغد ناهل يقول يا قوم أبي علي البر الوصي و فاطم أمي التي لها التقي و النائل منوا علي ابن المصطفي بشربة يحيي بها أطفالنا من الظما حيث الفرات سائل قالوا له لا ماء لا إلا السيوف و القنا فانزل بحكم الادعيا فقال بل انا ضل حتي أتاه مشقص رماه وغد أبرص من سقر لا يخلص رجس دعي و اغل فهللوا بختله و اعصوصبوا [193] لقتله و موته في نضله قد اقحم المناضل [194] و عفروا جبينه و خضبوا عثنونه بالدم يا معينه ما أنت عنه غافل و هتكوا حريمه و ذبحوا فطيمه و أسروا [195] كلثومه و سيقت الحلائل


يسقن بالتنائف [196] بضجة الهواتف وأد مع ذوارف عقولها زوائل يقلن يا محمد يا جدنا يا أحمد قد أسرتنا الاعبد وكلنا ثواكل تهدي سبايا كربلا إلي الشام [197] و البلا قد انتعلن بالدما ليس لهن ناعل إلي يزيد الطاغية معدن كل داهية من نحو باب الجابية [198] فجاحد [199] و خالل حتي دنا بدر الدجي رأس الامام المرتجي بين يدي شر الوري ذاك اللعين القاتل يظل في بنانه قضيب خيزرانه ينكت في أسنانه قطعت الانامل أنامل بجاحد و حافد مراصد مكابد معاند في صدره غوائل طوائل بدرية غوائل كفرية شوهاء جاهلية ذلت لها الافاضل فيا عيوني اسكبي علي بني بنت النبي بفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لابي العلاء المعري: هل لك شعر في أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله فان بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ [200] ؟ فقال له المعري: و ما ذا شعراؤهم؟ فقال: يقولون: رأس ابن بنت محمد و وصيه للمسلمين علي قناة يرفع


و المسلمون بمنظر و بمسمع لا جازع منهم و لا متوجع أيقظت أجفانا و كنت لها كري و أنمت عينا لم تكن بك تهجع كحلت بمنظرك العيون عماية و أصم نعيك كل اذن تسمع ما روضة إلا تمنت أنها لك مضجع و لحط قبرك موضع فقال (له) المعري: و أنا أقول: مسح الرسول جبينه فله بريق الخدود أبواه من عليا قريش جده خير الجدود و لبعض التابعين: يا حسين بن علي يا قتيل ابن زياد يا حسين بن علي يا صريعا في البوادي لو رأت فاطم بكت بدموع كالعهاد [201] لو رأت فاطم ناحت نوح ورقاء بوادي و لقامت و هي و لهاء و تبكي و تنادي ولدي سبط نبي قد بالسمر [202] الشداد آه من شمر بغي كافر و ابن زياد لعن الله يزيدا و ابن حرب لعن عاد هم أعادي لرسول الله أبناء أعادي و لهم عاجل خزي و عذاب في التناد و مهاد في الجحيم انها شر مهاد و لبعض الشيعة: متي يشفيك دمعك من هموم و يبرد ما بقلبك من غليل قتيل ما قتيل بني [203] زياد ألا بأبي و نفسي من قتيل أريق دم الحسين فلم يراعوا و في الاحياء أموات العقول


فدت نفسي جبينك من جبين جري دمه علي خد أسيل أ يخلو قلب ذي ورع تقي من الاحزان و الا لم الطويل و قد شرقت رماح بني زياد بري من دماء بني الرسول فؤادك و السلو فإن قلبي سيأبي أن يعود إلي ذهول فياطول الاسي من بعد قوم ادير عليهم كأس الافول تعاورهم أسنة آل حرب و أسياف قليلات الفلول بتربة كربلا لهم ديار ينام الاهل دارسة السلول تحيات و مغفرة و روح علي تلك المحلة و الحلول واو صال الحسين ببطن قاع ملاعب للدبور و للقبول برئنا يا رسول الله ممن أصابك بالاذاء و بالذحول [204] و لمنصور بن النمري: يقتل ذرية النبي و يرجون جنان الخلود للقاتل ما الشك عندي في كفر قاتله لكنني قد أشك في الخاذل و للصاحب رحمه الله: لا يشتفي إلا بسبي بناته وجد انها التخويف و الابعاد إن لم أكن حربا لحرب كلها لنفاني [205] الآباء و الاجداد إن لم افضل أحمدا و وصيه لهدمت مجدا شأوه [206] عباد يا كربلا تحدثي ببلايا و بكر بنا إن الحديث يعاد أسد نماه أحمد و وصيه أرداه كلب قد نماه زياد فالدين يبكي و الملائك تشتكي و الجو أكلف و السنون جماد و لسليمان بن قتة: مررت علي أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها حين حلت


فلا يبعد الله الديار و أهلها و إن أصبحت منهم بزعمي تخلت ألا إن قتلي الطف من آل هاشم أذلت رقاب المسلمين فذلت و كانوا غياثا ثم أضحوا رزية ألا عظمت تلك الرزايا وجلت و أنشدني الامام الاجل ركن الاسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله أنشدها الامام الاجل الاستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الارسايندي لواحد من الشعراء: عين جودي بعبرة و عويل و اندبي إن بكيت آل الرسول و اندبي تسعة لصلب علي قد اصيبوا و خمسة لعقيل و اندبي كلهم فليس إذا ما ضن بالخير كلهم بالبخيل و اندبي إن ندبت عونا أخاهم ليس فيما ينوبهم بخذول و سمي النبي غودر فيهم قد علوه بصارم مسلول قال فخر القضاة: و أنشدني القاضي الامام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله [207] : بمحمد سلوا سيوف محمد رضخوا بها هامات آل محمد و لغيره: محن الزمان سحائب مترادفه هي بالفوادح و الفواجع ساجمه و إذا الهموم تعاورتك فسلها بمصاب أولاد البتول [208] فاطمه و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه الله: عين جودي علي الشهيد القتيل و اترك الخد كالمحيل المحيل كيف يشفي البكاء في قتل مولاي إمام التنزيل و التأويل و لو أن البحار صارت دموعي ماكفتني لمسلم بن عقيل قاتلوا الله و النبي و مولاهم عليا إذ قاتلوا ابن الرسول صرعوا حوله كواكب دجن قتلوا حوله ضراغم خيل إخوة كل واحد منهم ليث عرين وحد سيف صقيل


أو سعوهم ضربا و طعنا و نحرا و انتهابا يا ضلة من سبيل و الحسين الممنوع شربة ماء بين حر الظبي [209] و حر الغليل مثكلا بابنه و قد ضمه و هو غريق [210] من الدماء الهمول فجعوه من بعده برضيع هل سمعتم بمرضع مقتول ثم لم يشفهم سوي قتل نفس هي نفس التكبير و التهليل هي نفس الحسين نفس رسول الله نفس الوصي نفس البتول ذبحوه ذبح الاضاحي فيا قلب تصدع علي العزيز الذليل وطأوا جسمه و قد قطعوه ويلهم من عقاب يوم وبيل أخذوا رأسه و قد بضعوه إن سعي الكفار في تضليل نصبوه علي القنا فدمائي لا دموعي تسيل كل مسيل و استباحوا بنات فاطمة الزهراء لما صرخن حول القتيل حملوهن قد كشفن علي الاقتاب سبيا بالعنف و التهويل يا لكرب بكربلاء عظيم و لرزء علي النبي ثقيل كم بكي جبرئيل مما دهاه في بنية صلوا علي جبرئيل سوف تأتي الزهراء تلتمس الحكم اذا حان محشر التعديل و أبوها و بعلها و بنوها حولها و الخصام قليل و تنادي يا رب ذبح أولادي لماذا؟ و أنت خير مديل فينادي بما لك ألهب النار و أجج و خذ بأهل الغلول يا بني المصطفي بكيت و أبكيت و نفسي لم تأت بعد بسؤل ليت روحي ذابت دموعا فأبكي للذي نالكم من التذليل فولائي لكم عتادي و زادي يوم ألقاكم علي سلسبيل لي فيكم مدائح و مراثي حفظت حفظ محكم التنزيل


قد كفاها في الشرق و الغرب فخرا أن يقولوا هي من قيل [211] إسماعيل و متي كادني النواصب فيكم حسبي الله و خير وكيل و للصاحب أيضا رحمه الله [من] قصيدة طويلة: هم و كدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ [212] السفاح فسطا علي روح الحسين و أهله جم الجماح صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الاضاحي يا دمع حي علي انسجا م ثم حي علي انسفاح [213] في أهل حي علي الصلا ة و أهل حي علي انسفاح يحمي يزيد نساءه بين النضائد و الوشاح و بنات أحمد قد كشفن علي حريم مستباح ليت النوائح ما سكتن عن النياحة و الصياح يا سادتي لكم ودادي و هو داعية امتداحي و بذكر فضلكم اغتبا طي، كل يوم و اصطباحي لزم ابن عباد و لا ءكم الصريح بلا براح [214] أقول: ما قيل من المراثي في مصيبته عليه السلام جمة لا تحصي و لا يناسب إيرادها ما نحن بصدده في هذا الكتاب، و إنما أوردنا قليلا منها رجاء أن يشركني الله تعالي مع من يبكي و ينوح بها في ثوابه، و لذلك عدونا ما التزمناه في صدر الكتاب بذكر بعض القصص عن التواريخ و الكتب التي لم تك في درجة ما أوردته في الفهرست في الوثوق و الاعتماد و تأسينا في ذلك بسنة علمائنا الماضين - رضوان الله عليهم - فإنهم في إيراد تلك القصص الهائلة اعتمدوا علي التواريخ لقلة ورود خصوصياتها في الاخبار علي أن أكثرها مؤيدة بالاخبار المعتبرة التي أوردتها و الله الموفق للصواب و عليه التكلان (في كل باب).



پاورقي

[1] في البحار: سعد.

[2] في أمالي الطوسي: راحه، و في خ: راجه.

[3] في أمالي الطوسي: عميه و في الاصل: عمر.

[4] أمالي المفيد ص 324 ح 9 و أمالي الطوسي: 1 / 91 ح 52 و المناقب: 3 / 268 و البحار: 45 / 242 ح 1.

[5] في نسختي الاصل: قتيبة العدوي، قتيبة الاودي، و ما أثبتناه هو الا رجع راجع هامش البحار: 45 / 244.

[6] وردت / خ.

[7] في الاصل: و حلت.

[8] في الاصل: إذ.

[9] في إحدي النسخ: اقبلت، و الاخري: اعبلت.

[10] في الاصل: تبکي النساء " و أنجما ".

[11] ارمقلت / خ.

[12] بالدمع / خ.

[13] مثير الاحزان ص 110 و البحار: 45 / 293.

[14] في / خ.

[15] الغصصات / خ.

[16] هند و حزبها / خ.

[17] عن / خ.

[18] الافق / خ.

[19] البحار: 45 / 257 ح 15.

[20] المناقب: 3 / 262 و البحار: 45 / 242 ح 2.

[21] في المصدر: الوفي السري.

[22] في المصدر: تخشي.

[23] 3 / 262 و البحار: 45 / 243 ح 3.

[24] من / خ.

[25] في المصدر: حق.

[26] في احدي النسخ: لم و في الاخري: لا.

[27] في المصدر واحدي النسخ: و ملطخ.

[28] في احدي النسخ: و حر مصيبتي، و في الاخري: و مصيبتي.

[29] 3 / 263 و البحار: 45 / 243 ح 4.

[30] في المصدر: قاطعه.

[31] قد مر ذکره ص (544) و في المصدر وخ: قبة.

[32] في المصدر: الحسين.

[33] تلک / خ.

[34] في المصدر: العز ا.

[35] في احدي النسخ: تنالوا، و في الاخري توافوا.

[36] 3 / 263 و البحار: 45 / 244 ح 5.

[37] في المصدر: ثلت.

[38] في البحار: المنايا.

[39] في المصدر وخ / عن.

[40] في البحار: ظماء.

[41] في المصدر: بعدکم و في البحار: فقدکم.

[42] النزل / خ، و في المصدر: الطول.

[43] 3 / 265 و البحار: 45 / 246 ح 6.

[44] خصص / خ.

[45] 3 / 265 و البحار: 45 / 247 ح 7.

[46] غمزها / خ.

[47] و أضحت / خ.

[48] في الاصل: کزهر.

[49] في خ و البحار: يفيض.

[50] في المصدر: ماجد.

[51] في المصدر: الناس.

[52] 3 / 266 و البحار: 45 / 247 ح 8.

[53] نکبت / خ.

[54] فيک / خ.

[55] في المصدر: يحزن.

[56] ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر و البحار.

[57] بجد / خ و في المصدر: بحذا.

[58] في المصدر: رأت.

[59] في الاصل: الطراد.

[60] في المصدر: ما ذخرت.

[61] في المصدر: و علاظ.

[62] في المصدر وخ / عن.

[63] في المصدر: الاحشاء.

[64] 3 / 266 و البحار 45 / 248 ح 10.

[65] في البحار: صغرا و في خ / صقرا.

[66] في الاصل: زيادها.

[67] الاشياء / خ.

[68] حزنا / خ.

[69] البحار: 45 / 250.

[70] في المصدر: قتلا.

[71] في المصدر: معائر.

[72] في الاصل: لهم.

[73] ما بين القوسين ليس في المصدر.

[74] في المصدر وخ: خلقت.

[75] في الاصل: حين.

[76] 3 / 268 و البحار: 45 / 252 ح 11.

[77] في المصدر: و جررت.

[78] في المصدر: غرة.

[79] في البحار وخ / جدک.

[80] 3 / 269 و البحار: 45 / 253 ح 12.

[81] ما بين القوسين لم نجده في المصدر.

[82] في البحار: بازفات.

[83] في المصدر: غابرات.

[84] في الاصل: نظرة بعد نظرة.

[85] 3 / 270 و البحار: 45 / 254 ح 13.

[86] في البحار: حتي.

[87] في البحار: يا شقيقي.

[88] في المصدر: الفرات.

[89] 3 / 271 و البحار: 45 / 256 ح 14.

[90] في الاصل: صبا.

[91] الحکم و التنزيلا / خ.

[92] و تخفي / خ.

[93] البلا / خ.

[94] القوي / خ.

[95] بذلت / خ.

[96] يطن / خ.

[97] الرشف: المص.

[98] و تجوز اطراد / خ.

[99] في الاصل: فاجلس.

[100] في الاصل: اهملا.

[101] الرقيم: بفتح أوله، و کسر ثانيه، المذکور في القرآن المجيد، قيل: هو لوح رصاص فيه مکتوب أسماء أهل

الکهف، و قصتهم.و بقرب البلقاء موضع يقال له الرقيم، يزعم بعضهم أن أهل الکهف کانوا به.

و الصحيح أنه ببلاد الروم.و قد روي عن ابن عباس: إن الرقيم اسم الکهف، و الکهف بين عمورية و تقية، بينه و بين طرسوس عشرة أيام، و قيل: ذلک (مراصد الاطلاع الجزء 2 ص 627).

[102] الغزاة / خ.

[103] متخيلا / خ.

[104] قدايد / خ.

[105] نرخصها / خ، و الترصع: أي قدره و نسجه.

[106] علي ضمانه / خ.

[107] في الاصل: يذل.

[108] الهاشمي / خ.

[109] في الاصل: جئت.

[110] عمياء لا أري / خ.

[111] في المصدر و الاصل: ألا.

[112] في البحار وخ: الحقير.

[113] المصدد خيالا / خ.

[114] العسال: الرمح، اضطرب و اشتد اهتزازه.

[115] حکمه / خ.

[116] في الاصل: و فوضوا.

[117] في البحار وخ: فستسحبون.

[118] البحار: 45 / 258 ح 16.

[119] الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين، بينهما و بين همذان نيف و عشرون فرسخا (مراصد الاطلاع الجزء 2 ص 581).

[120] في البحار: همي.

[121] لحيتي / خ، اللمة: الشعر المجاوز شحمة الاذن.

[122] و يعزي / خ.

[123] عنه / ح.

[124] في البحار: أحمد بن منصور.

[125] أدري / خ.

[126] في الاصل: أهلک.

[127] بعد / خ.

[128] و لا ينيبوا / خ.

[129] في احدي النسخ: ببهجة شعتها، و في الاخري: ببهجة شفها.

[130] الخزامي: نبت زهره من اطيب الازهار.

[131] في الاصل: دخول.

الذحل: الثأر، العداوة و الحقد.

[132] فاطمة / خ.

[133] النساء لها / خ.

[134] المؤبد / خ.

[135] في البحار: هذا حلال من يبايع للغبي، و في خ / حتي تبايع للغبي.

[136] أتا / خ و البحار.

[137] الحبب / خ.

[138] ما غي / خ.

[139] نفخت / خ.

[140] في البحار وخ: الشراکان.

[141] في الاصل: أخبرکم.

[142] في البحار: مزقا [فرقا] .

[143] في الاصل: العز.

[144] فرقتم / ح.

[145] صلوات / خ.

[146] من شف و وحداني / خ.

[147] السماکان: تجمان نيران، الاعزل و الرمح.

[148] المدري / خ.

[149] و تساموه / خ.

[150] في الاصل: مصعدين علي اقتاب أرجلهم.

[151] العباديد و العبابيد بلا واحد: الفرق من الناس أو الخيل.

[152] فانقضي / خ.

[153] تعرت / خ.

[154] في البحار: تجارتي.

[155] في الاصل: الفؤادي.

و الغوادي جمع الغادية: السحابة تنشا عدوة.

[156] في الاصل: و ولايه.

[157] في الاصل: أذوت.

[158] في الاصل: غره.

[159] في البحار: تهددت.

[160] في الاصل: و و هيبه.

[161] في الاصل: رابيا.

[162] في الاصل: و خلي، و حلئ: منع عن ورود الماء.

[163] في احدي النسخ: خطت و في الاخري: هطت.

[164] مفتريات / خ.

[165] في احدي النسخ: اروت، و في الاخري: أدرت.

[166] حداها / خ.

[167] بني / خ.

[168] في الاصل: بني أمية.

[169] المکارم / خ.

[170] في البحار: توصل.

[171] في الاصل: عقاب.

[172] حادتک / خ.

[173] الاصرار و الاطناب / خ.

[174] باطنة / خ.

[175] في البحار وخ: فضاجع.

[176] الفدافد جمع الفدفد: الفلاة، المکان الغليظ.

[177] السغات: الجوع.

[178] وصلوا / خ.

[179] مع / خ.

[180] عبروا / خ.

[181] في احدي النسخ: أحريتها و في الاخري: اخربها.

[182] الجميع / خ.

[183] في الاصل: درية.

[184] و ناداهم جهرا أن ابن محمد / خ.

[185] فعلها / خ.

[186] خير / خ.

[187] و هي: ضعف.

[188] المکتسب / خ.

[189] الدواري / خ.

[190] مکبل / خ.

[191] معاهدة / خ.

[192] أوکل / خ.

[193] في احدي النسخ: و اغضبوا و في الاخري و اعضوضبوا.و اعصوصبوا: اجتمعوا و صاروا عصائب.

[194] التاصل / خ.

[195] في البحار: و آثروا.

[196] النتائف / خ.

[197] في البحار: الشئام.

[198] الجائية / خ.

[199] و في البحار: بجاحد.

[200] و تنوح / خ.

[201] العهاد جمع العهد: أول مطر الربيع.

[202] في الاصل / بالشمر.

[203] ابن / خ.

[204] الدخول / خ.

[205] في خ: ضعاني و في البحار: فنفاني.

[206] في احدي النسخ: شناد، و في الاخري شاده.

[207] في الاصل: قبله.

[208] في البحار: البتولة.

[209] الظبي: حد السيف أو السنان و نحوهما.

[210] غريز / خ.

[211] في احدي النسخ: فهي قيل، و في الاخري: هي من قبل.

[212] لفوظ / خ.

[213] التسفاح / خ.

[214] البحار: 45 / 273.