بازگشت

فيما ورد في أيام المحرم و يوم عاشوراء و آداب المآتم و البكاء


1 - أمالي الصدوق: ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، و هتكت فيه حرمتنا، و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا، و اضرمت النيران في مضاربنا، و انتهب ما فيها من ثقلنا، و لم ترع لرسول الله صلي الله عليه و آله حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا، و أسبل دموعنا، و أذل عزيزنا بأرض كرب و بلاء، أورثتنا الكربو البلاء [1] إلي يوم الانقضاء فعلي مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام.

ثم قال عليه السلام: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكا، و كانت الكابة تغلب عليه حتي يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه، و يقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام. [2] .

2 - عيون أخبار الرضا و أمالي الصدوق: ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا ابن شبيب أ صائم أنت؟ فقلت: لا، فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عز و جل، فقال: " رب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " [3] فاستجاب الله له و أمر الملائكة فنادت زكريا و هو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيئ فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز و جل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام.

ثم قال: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها، و لا حرمة نبيها


صلي الله عليه و آله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته و سبوا نساءه، و انتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.

يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش و قتل معه ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، ما لهم في الارض شبيهون، و لقد بكت السماوات السبع و الارضون لقتله، و لقد نزل إلي الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، (فوجدوه قد قتل) [4] فهم عند قبره شعث غبر إلي أن يقوم القائم عليهم السلام فيكونون من أنصاره، و شعارهم: " يا لثارات الحسين " عليه السلام.

يا ابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، أنه لما قتل جدي الحسين عليه السلام أمطرت السماء دما و ترابا أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت علي الحسين حتي تصير دموعك علي خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.

يا ابن شبيب إن سرك أن تلقي الله عز و جل و لا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام، يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلي الله عليه و آله فالعن قتلة الحسين عليه السلام.

يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متي ما ذكرته " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ".

يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان، فاحزن لحزننا، و افرح لفرحنا و عليك بولايتنا، فلو أن رجلا تولي [5] حجرا لحشره الله تعالي معه يوم القيامة. [6] .

3 - أمالي الصدوق: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا و الآخرة، و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه،


جعل الله عز و جل يوم القيامة يوم فرحه و سروره، وقرت بنا في الجنان عينه، و من سمي يوم عاشورا يوم بركة و ادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، و حشر يوم القيامة مع يزيد و عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد - لعنهم الله - إلي أسفل درك من النار.

[7] .


پاورقي

[1] في المصدر: و أورثتنا (يا ارض کرب و بلاء أورثتنا) الکرب البلاء.

[2] ص 111 ح 2 و البحار: 44 / 283 ح 17.

[3] آل عمران: 38.

[4] في العيون: فلم يؤذن لهم.

[5] في عيون اخبار الرضا: أحب.

[6] عيون اخبار الرضا: 1 / 233 ح 58، أمالي الصدوق ص 112 ح 5 و البحار: 44 / 285 ح 23.

[7] ص 112 ح 4 و البحار: 44 / 284 ح 18.